لماذا لا نسامح جلادينا؟ سؤال كان يلح علي منذ فترة، هل لأنهم قد تسببوا لنا في الألم؟
إن الزمن كفيل بأن يداوي أشد أنواع الألم... ولكن ما لا نستطيع حقا أن نغفره لهم هو هتكهم لهذا الستار الذي يفصل بيننا وبين حقيقة الأشياء ففقد كل شيء القيمة والمعني، فحتى لو أرادوا التكفير عن تشويههم لأرواحنا فلا جدوى من ذلك فقد انقضى الوقت وضاع الاستمتاع فأصبح كل شيء يتساوى لا فرق بين الحزن والفرح، بين النجاح والفشل، فقد أدركنا أنها رحلة لها نهاية واحدة مهما صاحبتها من أحداث.
أتراهم بقادرين على أن يعيدوا لنا أنفسنا التي فقدناها؟!!
يداهمني قلق من فقد شيئا عزيزا عليه ويخشى أن يضيع منه إلى الأبد، وهل هناك أقسى من أن تفتقد نفسك أن تبحث عنها فلا تجدها؟!!
تستوقف كل من يمر بك تتعلق به كالغريق الذي يتعلق بقشه... تسأله عنها لعله يملك الإجابة؛
هل سأجده؟! هل سأعود كسابق عهدي أم سأظل هكذا إلى الأبد؟!!!
تبحث عن الإجابة هنا وهناك وما من رد.
حين تستيقظ صباحا وتفتح نافذتك فتستنشق هواء الصباح المنعش فتشعر براحة، أو أن تضحك من قلبك فتشعر بهذا الشعور اللطيف الذي يملأ روحك فتشعر بأن هناك أشياء فالحياة تستحق أن نحيا من أجلها، فأحمد الله لأنه قد حرم البعض من أن يشعروا بروعة هذه الأشياء الصغيرة.
واقرأ أيضًا:
كيف تصنعنا الأزمات / ما عاد شيء يهم / حكمة الشيوخ