لا أعرف على وجه الدقة السبب الذي دفعني لمعاودة الكتابة بعد توقف دام أكثر من عام ربما لأنني لم أعرف سبب التوقف أصلا، على أي حال فليس هذا مهما الآن فما الفرق بين توقفي أو معاودتي للكتابة مجرد كلمات ساكنة لا صوت لها أو صدى.
لندع كل هذا جانبا وسآخذكم في رحله طويلة لا ليست حول العالم ولكن داخل نفسي، فمرحبا بكم في عالمي دعوني أحدثكم كأصدقاء أعزاء رغم أننا لم نلتقي ولن نلتقي، ولكن ماذا يريد الإنسان من صديقه أكثر من أن يستمع إليه ويشعر بأنه يلقي بكلماته داخل بئر عميق هكذا أشعر نحوكم.
والآن أي عالم سندخل لن أكلمكم كما تكلم البعض عن عالم الأحزان أو الرغبة في النسيان فقد تخطيت هذه المرحلة منذ زمن فلم يعد هناك ما أود تذكره أو نسيانه فأقصى أمنياتي أن أحيا فأنا لست كذلك منذ زمن، أحصي الأيام كالسجين الذي ينتظر موعد الخروج، لكنني للأسف لا أعرف هذا الموعد المزعوم بل الأكثر ألما أنني لا أعرف إن كنت سأتحرر أم سأبقى رهن القيد أبد الدهر.
لماذا أصبح العالم أكثر جنونا أو ربما العكس قد أكون أنا من فقدت عقلي؟؟ كان العالم دائما مجنونا ولكنني كنت أستطيع التعامل معه وتقبل جنونه فماذا دهاني اليوم؟؟ أسأل نفسي هل أصبحت أكثر صراحة أم وقاحة؟؟
أنظر إلى الوجوه فلا أتبين الملامح مجرد وجوه وإن اختلفت بين أبيض وأسود، وكلٌّ يخفي حقيقته خلف قناع صنعه بأحكام هؤلاء هم العقلاء المتصالحين مع أنفسهم فإن خلع أحدنا القناع وأظهر حقيقته وواجه الجميع بمشاعره تجاههم توقفوا ونظروا إليه بحسره قائلين يا له من مسكين فقد عقله.
ما أصعب أن تجد نفسك تتغير ببطء ولكن باستمرار دون توقف حتى تستيقظ يوما فلا تتعرف على نفسك الجديدة أتحبها أم تكرهها... شيء جديد عليك ربما يجدر بك تقبله!
أخشى أنني لم استطع أن أفعل ذلك حتى الآن ولا أعرف إن كنت سأستطيع.
واقرأ أيضًا:
لماذا لا نسامح جلادينا؟ / حكمة الشيوخ / البحث عن نصف الحقيقة