إن اللغة هي وسيلة الإنسان في التعبير عما بداخله وهي وسيلة التعامل والتخاطب بين البشر. ولكل مجتمع لغته ولكل لغة عدة لهجات تستطيع تمييزها وقد تتكون كل لهجة من أكثر من نطق لكلمة واحدة تختلف باختلاف البيئة.
فاللغة بحد ذاتها تختلف باختلاف الأعراق والأجناس وأيضاً باختلاف الثقافة والمستوى التعليمي من شخص لآخر. فمن السهل جداً أن تدرك أن هذا الشخص مثقف وذاك محدود الثقافة والآخر معدوم الثقافة والتعليم من لغته وأسلوب حديثه والكلمات التي يقوم باستخدامها في حواره مع الآخرين.
ولقد ظهرت كلمات كثيرة غريبة عن لغتنا العربية ولهجتنا المصرية في مجتمع المراهقين؛ فهم عبارة عن مجتمع صغير داخل مجتمعنا المصري الكبير اتخذ له لغة خاصة به -لغة تخاطب- لا يفهمها غيرهم, والغريب أن هذه اللغة تُحَدِّثُ نفسها وتتغير بسرعة هائلة فاليوم تسمع لفظا ما له معنى معين وقد تجد غداً لفظاً جديداً قد ظهر أزاح القديم واتخذ الجديد مكان القديم لنفس المعنى.
أتذكر وأنا في المرحلة الثانوية كنا نطلق على من يحاول التصنت والتجسس على أحد "رامي ودنه" وعندما دخلت الجامعة تحول لتعبير آخر وهو "رامي السلك" ولكن هذا التعبير وذاك قد انقرضا وحل محلهما تعبير آخر يحمل نفس المعنى وهو "بيلمع أوكر" فعندما سمعته لأول مرة طبعاً لم أفهمه وطلبت الترجمة الفورية له حتى أستطيع مواكبة التطور والتقدم اللغوي.
وهذه اللغة ما هي إلا اختراع من المراهقين أنفسهم فقد يقول أحدهم جملة ليس لها معنى في موقف ما فتعلق في أذهان من حوله وتصبح هي الجملة الدالة على هذا الحدث وتنتشر بين المراهقين كما تنتشر النار في القش؛ وعلى سبيل المثال عندما كنت في المرحلة الثانوية كان لنا صديق أخذ سيارة والده دون علمه وحدثت له حادثة بسيطة وعندما سألنا "إيه النظام؟" بمعنى كيف الحال بعد الحادثة؟ رد قائلاً: "جالي كسر في العظام" وانتشر هذا التعبير بيننا وانتقل بسرعة البرق لكل مراهقي مصر وللآن هذا التعبير متبع بينهم "إيه النظام؟ كسر في العظام".
واليوم حاولت أن أجمع بعض هذه المفردات وأوضح معناها باللغة العربية من باب العلم بالشيء ولكن عذراً أخشى عندما يقرأ أحدهم هذا الكلام يتهمني أني من العصر الحجري فقد يكون حدث تغير في اللغة أنا لا أعرفه فهذا آخر ما وصل لي من مفردات اللغة التي تتغير أسرع من تغير الأسعار في هذه الأيام.
إديها جاز: وهي عبارة تقال في المشاحنات عندما يقوم أحد بلوم أحد طرفي المشاحنة حتى يزيد من حدة المشاجرة كلما خفت حدة
اتشبح: تعني الضرب حتى التعذيب وفقدان الوعي.
أهبأ: تعني أرحل وتقال عندما يود أحد الأشخاص ترك الجماعة والرجوع إلى منزله.
أتامة: تعني السماجة بمعنى عندما يقال هذا الشخص إتم أي يتمعتع بقدر وفر من السماجة وثقل الدم.
إزبهلال: تعني ذهول بمعنى هذا الشخص إزبهل إي أصابته صدمة وذهول عظيم.
إنش: تعني الشخصية الساذجة جداً لدرجة العته.
أمبلايز: تعني أن الموضوع ذهب هباء أو ضاع المجهود المذول في موضوعاً ما دونى جدوى.
أمبوكشة: تعني السلفه التي قد لا ترد.
الونجز: وهي تعني النقود التي تحل مشكلة وتنجزها.
اخلع فرد: وتعنى أن من تنم عليه قادم فأحترس.
إنتر: إذا أطلقت على شخص تعني أنه فاضح لأي سر يقال له أو تعني الإنسان الذي إذا ضغطت عليه باح بالأسرار.
أوكشة: الفتاة الجميلة وهي تعني أنثى جميلة جداً.
أنتخ: يعني الجلوس بلا عمل وقد تعني الكسل حسب موقعها في الجملة.
أوجو: تعني الفتاة متعددة العلاقات أو الفتاة التي يسهل التأثير عليها من قبل الشباب.
أحط: تعني القيام بزيارة أو العقاب على حسب موقعها في الجملة.
أبعته: تعني أخدعه.
أزنجف: تعني عمل أقصى جهد لرضاء وراحة شخصاً ما.
جبت جاز: تعني أن الشخص وصل للأقصى درجة من التعب وقرب من الإغماء أو بذل مجهود فوق العادة في موضوع ما.
حرفاتي: تعني أن هذا الشخص له خبرة في كل أمور الحياة.
زنطاح: وهو الشخص الذي يعيش دائما في أحلام اليقظة ونسى واقعه.
زلومة: وهو الشخص الذي يدس أنفه في أي موضوع.
اختفي علشان الحياة تعدي: وهي عبارة تقال في المشاجرة وموجهه لأحد أطراف الشجار بمعنى أرح الآن كي تهدأ الأمور.
آخر حاجة: جملة تعني جداً جداً بمعنى إذا قال شحص أنا أحب فلان آخر حاجة أي أحبه جداً جداً.
مهيبر أو مهيس: تعني فاقد الوعي أو لا يعي ما يقوله.
سكرته: تعني في الخفاء دون علم أي أحد.
علمت عليه: أي فعلت به ما أثر فيه تأثيرا بالغا لا ينساه أبداً.
حيل: عندما تطلق على شخص تعني أنه سمج للغاية وذو شخصية سخيفة جداً جداً.
كلاني أو مكلي: عندما يقوله شخص عن نفسه تعني أنه أصابه السأم والهم من شيء معين وأنه لا يحتمل هذا الشعور.
زَرِّيط: الشخص الدائم الإدعاء بمعرفة كل شيء وهو أجهل ما يكون بأي شيء.
مُعيد: وهي لا تعني مدرس بالجامعة ولكنها تعني الشخص الدائم الرسوب.
دبلر: تعني الرسوب في عام دراسي ودراسته مرة أخرى.
شغال: وهي تعني أن كل شيء على ما يرام.
وقد تجد بعض هذه المفردات هي كلمة إنجليزية تم تعريب نطقها فمثلاً كلمة "دبلر" هي مشتقة من كلمة" double" وهي تعني نفس المعنى تقريباً فالأولى تعني إعادة دراسة عام دراسي مرة أخرى والثانية تعني ضعف الشيء فالمعنى قريب جداً.
أو قد يكون المعنى له علاقة بالكلمة المستخدمة فمثلا كلمة "إنتر" هي ذاتها كلمة "enter" وهو الزر المعروف في الحاسب الآلي ومهمته عند الضغط عليه تنفيذ الأمر وإن تأملت المعنى في الأعلى تجده قريب جداً حيث يعني الإنسان الذي إذا ضغطت عليه باح بالأسرار.
أنا لم أقصد أن أعترض على هذه اللغة أو استخدامها بين المراهقين ولكن اعتراضي كله يكمن في ضياع اللغة العربية واللهجة المصرية بينهم؛ فإذا رجعنا عشرة أعوام فقط نجد أن معلمي اللغة العربية كانوا يحثوننا دائماً على استخدام اللغة العربية الفصحى حتى لا تضيع وها أنا اليوم أطالب باستخدام اللغة العامية واللهجة المصرية حتى لا تضيع وتفقد معناها. ترى بعد عدة أعوام أي لغة/لهجة سنحاول إنقاذها من الانقراض؟؟!!!
وفي النهاية عذرأ مجانين فهذه لغة المراهقين. وألتمس العذر من دكتور وائل فأنا أعلم مدى حرصه على الكتابة بالعربي الفصيح ولكن أنا أكتب في تحت العشرين وأحاول إنقاذ العربي الفصيح والعامي على السواء.
* ويضيف د. وائل أبو هندي... الابنة العزيزة رحاب شكري أولا أشكرك على أفكارك وثانيا أنبه إلى ما يلي: أن تكون للمراهقين لغتهم الخاصة مسألة عمرها عمر مفهوم المراهقة نفسه يعني قديمة جدا بل هي من طبيعة هذه المرحلة، وأما ما يحدث الآن فهو أن دخول التكنولوجيا بمسمياتها إضافة إلى دخول مفاهيم مثل: فرمتة، داونلوود، شيت، وكيلك، وغيرها في نفس الوقت مع أجهزة وأدوات مثيرة وسريعة التطور... إضافة إلى تمكن أولادنا وبناتنا أكثر منا معشر الآباء والأمهات من الأداة الجديدة يفرض من تلقاء نفسه لا لغة جديدة فقط بل مفاهيم جديدة.
وثانيا أقول لك أن تلميع الأكر هذا تعبير قديم استعملته ورفاقي في سنوات عمري تحت العشرين وهو ما يعني أن المسألة ربما فيها نوع من تدوير الألفاظ مثل تصاميم الموضة.... ولكن طبعا للتكنولوجيا ثقافتها وطابعها...... ومن المضحك المبكي أن كثيرين لا يعرفون أن أصل كثير من ألفاظ لغة الكومبيوتر أصلها عربي مثلا : cut أصلها قطع وكذلك Paste أصلها بسط وللأسف يترجمونها لصق ومن هذا كثير لا أذكر أين كتبته على مجانين.. في النهاية أختم لك بنموذجين من الشعر الحديث لشاعرنا طاووس يبينان تأثر حتى الفصحى بلغة الكومبيوتر:
كِـلِـيـكِّـيني بِـرِفْـقٍ مَـرَّةً أخْـرَى
كِـلِـيـكِّـيني بِـرِفْـقٍ ؛ /
باليمينِ وباليسارِ وَمَـرَّةً أخْـرَى
كِـلِـيـكِّـيني !
لَـعَـلَّ الدَّوْسَ منْ مَـوْتٍ ؛
سَـيُحْييني !
كِـلِـيـكِّـيني بِـرِفْـقٍ وَاطْـلُبي شَكْلي
وَلوْ في خَـانَـةٍ صُـغْـرَى ؛
وَ شُـوفيني !
وَلا تَـدَعي كشاكيلي تُـداريني
كِـلِـيـكِّـيني بِـرِفْـقٍ ؛ /
باليمينِ وباليسارِ وَمَـرَّةً أخْـرَى
كِـلِـيـكِّـيني !
وأيضًا:
فَـرْمَـتَـني حُـبُّـكِ /
بالكـامِـلِ فَـرْمَـتَـنِي !
وَأعَــادَ التَّحْميـلَ /
بِـكِـلْـمَـةِ سِـرٍّ في السرْ !
فَـأنَـا منْ غَـيْـرِكِ /
لا أعْـرِفُ أفْـتَـحُـني
حَتَى لوْ أنِّـي لوْ أنِـي ؛
لوْ أنِّـيَ في عِـزِّ الظُّـهْـرْ !
فهل يا ترى ما زلت ترين المسألة لغة مراهقين فقط أم أننا كلنا اعوجّت ألسنتنا؟؟؟
واقرأ أيضًا:
لغتنا الجميلة / يوميات مجانين: عربية المصريين / الإنسان العربي المعاصر.. ولغتنا العربية / ليست مشكلة مستشارين بل..... مشاركات / لغتنا الجميلة... واحد / صفر