الأمانة: الوفاء، الوديعة، وفلان أمين أي وفي لا يتعدى على حق الغير. وأداء الحقوق والمحافظة عليها، فالمسلم يعطي كل حقٍّ حقه.
والأمانة تكون في العبادة والودائع والعمل والكلام والمسؤولية. وهي الضمير الحي الذي يحفظ الحقوق، ويقوم بالواجبات بإتقان، ومفهوم واسع يشتمل على أية مسؤولية يُناط بها الإنسان، فكل مسؤولية أمانة.
والأمانة قيمة إسلامية سامية، وقد اتصف بها النبي الكريم، فلقّبَ بالصادق الأمين.
وفي القرآن الكريم:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ" الأنفال: 27
"وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ " المؤمنون:8
"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا ....." النساء: 58
"..... فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ" البقرة: 283
"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْه ِ......" الأحزاب:23
"إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا" الأحزاب: 72
ومن الأحاديث النبوية:
"أدِّ الأمانة إلى مَن ائتمنك، ولا تخن مَن خانك"
"المجالس بالأمانة"
"لا إيمان لمن لا أمانة له"
ومن أقوال الإمام علي بن أبي طالب:
"مَن ضيّع الأمانة، ورضي بالخيانة، فقد تبرأ من الديانة"
"أداة الأمانة مفتاح الرزق"
ويقول أبو تمام:
وارْعَ الأمانة، والخيانة فاجْتنبْ
واعْدلْ ولا تظلم يطيب المكسبُ
فالأمانة ليست بالمفهوم الضيق الشائع في مجتمعاتنا، على أنها وديعة تودع عند شخص فيعيدها لصاحبها عند الطلب، وإنما هي أوسع من ذلك بكثير، فالسلطة أمانة، وأي منصب فيها أمانة، على الإنسان المَعني فيه أن يصونه، ويؤديه بصدق وإخلاص ونزاهة وتفاني، لأن ذلك يعني أن الشعب قد إئتمن الحاكم والمسؤول على حاضره ومستقبله، وأودع ثروات الوطن أمانة عنده. ولهذا تبدو الأمانة وكأنها تحقيق أقصى درجات التوافق بين الصلاح الذاتي والموضوعي، لتأدية أمانة الحكم.
ترى إذا كانت الأمانة قيمة إسلامية أساسية، ومنصوص عليها في القرآن الكريم والأحاديث النبوية، فلماذا يعمّ الفساد والظلم والفشل في بلداننا؟!!
واقرأ أيضاً:
الوطن مذهبنا!! / الأميّة القرآنية!! / رمضان هل نعرف الله؟!! / فين الديمقراطية يا عرب؟!!