منذ بداية القرن الحادي والعشرين والأرض العربية تتعالى فيها صيحات الديمقراطية، وتتبدل أنظمة حكمها وتتداعى مدنها وأوطانها ويتشرد إنسانها. والديمقراطية تعني الحرية والكرامة والعدالة واحترام حقوق الإنسان، فماذا جلبت الدعوات التي ترفع راياتها؟
فالدول التي ساندت التحولات ذات أنظمة ديمقراطية عريقة وتجارب طويلة في الحكم، ومعاني ومتطلبات السلوك الديمقراطي، لكنها شجّعت وساندت وأهّلت الأحزاب الدينية لكي تكون القابضة على السلطة والمتحكمة بمصير الشعب. وكأن الديمقراطية معناها أن تحكم الأحزاب الدينية وحسب، وفي بُلدانها ما أبعد الدين عن الكرسي.
إن هذا الأسلوب المنافي للأعراف الديمقراطية العريقة، يتقاطع مع حقوق الإنسان وحرية تقرير المصير، لأنه قد تسبب بتداعيات متواكبة وويلات متعاقبة، فتكت بالبلاد وبالعباد. فهل هذه ديمقراطية أم عدوان على أبسط الحقوق الإنسانية؟!
إن القول بالديمقراطية وفقا لهذه المواصفات، إنما يشير للخداع والتضليل والتمرير للمشاريع والخطط الإستلابية، والذي يساندها ويسعى في أحضانها، لا يمتلك الأدلة والبراهين والأمثلة الكافية التي تدعو للفخر والاعتزاز. فهذه هجمة عدوانية افتراسية إمحاقية، ولا يمكنها أن تكون ديمقراطية، مهما لعلعت بذلك وسائل الإعلام المُسخرة لتسويغ الشرور والآثام والمظالم. ولابد من يقظة الضمير، والاعتداد بحقوق الإنسان واحترام حياته، وإعلاء قيمته ودوره في صناعة حاضره ومستقبله.
ولتتهاوى معاقل البهتان وأبواق التبعية والخسران والامتهان!!
واقرأ أيضاً:
الأميّة القرآنية!! / رمضان هل نعرف الله؟!! / فرسان العروبة يتوالدون!!