عن الرئاسة والرئيس!!
صباح الخير يا ديزي، وقبل أن تأخذي مني ما تريدن، بودي أن أتعرف منك على ما يحصل في عالمنا المشحون بالمفارقات الغثيثة.
حدّقت بوجهي مليا ثم استدارت أذناها لعدة جهات وأشارت بالسماح بالكلام.
قلت: يقولون بأن أحوال العرب ستكون أحسن بعد مجيئ الرئيس الجديد إلى البيت الأبيض.
ديزي تحدق باستغراب، وكأنها تستهزئ من سؤالي، ثم تحني رأسها، وتقول: إلى متى يبقى البعير على التل؟
قلت: إلى حيث يشاء!!
قالت: وإن شئتم فستبقون في أسوأ أحوالكم.
قلت: وماذا تعنين؟
قالت: الأحوال تتغير نحو الأحسن بطاقات ذاتها وموضوعها، لا بطاقات وقدرات الآخرين.
قلت: نحن لا نمتلك قدرات التحكم بالذات والموضوع.
قالت: فماذا تتوقعون؟
قلت: أن ينقذنا الآخرون من محنتنا الخسرانية الفادحة.
قالت: إنك لمجنون!!
قلت: إن الأحوال تتبدل مع تبدل سيد البيت الأبيض
قالت: نعم ستتبدل، ولكن من سيئ إلى أسوَءِ من الأسوأ!!
قلت: كيف؟
قالت: أنتم تسمعون ولا تصغون، فهم يكررون ويعلنون مرارا، أنهم لا يقومون بعمل في منطقتكم إن لم يكن لصالح قوة معروفة فيها، وكل ما يحقق مصالحها ومشاريعها فإنه يكون ويتطور، وما يعارض ذلك يخمد ويموت.
قلت: لكن المنطقة تعتمد على إرادة القوى العظمى التي قبضت على عنق الأنظمة فيها.
قالت: أنتَ أجبتَ على تساؤلاتك، وأقررت بأن الأسوأ هو الذي سيتحقق في السنوات الأربعة القادمة، لأن مصالح تلك القوة التي تتنامى هيمنتها بوتيرة أسرع وأفظع ستبلغ ذروتها الإنجازية.
قلت: هذا نوع من النظر السلبي واليائس.
قالت: انظروا في أنفسكم وتأملوا أحوالكم، ألستم تتدحرجون في مهاوي الضياع والفناء، وكأنكم تنتحرون، وتلومون الآخرين وتتخلون عن مسؤوليتكم، وتنكرون هويتكم وتمحقون أوطانكم، بإرادتكم وأسلحة غيركم التي تُهدى أو تباع لكم لكي تقتلوا أنفسكم بأنفسكم.
قلت: وبماذا تنصحين؟
قالت: تحرروا من قبضة الباليات واسمحوا لرؤوسكم أن تنفتح وتتفاعل وتنطلق في دروب الكينونة والعطاء الأصيل، وهذا يعني عليكم أن تؤمنوا بأنفسكم، وتؤكدوا إرادتكم الوطنية الإنسانية الصالحة لصيرورتكم الإيجابية.
قلت: يا ديزي، إننا نتبع ونقبع ونرتهن بأنماط سلوكية وفكرية وانفعالية صلدة.
قالت: المصير مصيركم والقرار قراركم، والواقع مرآة ما فيكم!!
قلت: يا ديزي لماذا أنتِ قاسية الجواب؟
قالت: وهل يوجد أقسى منكم على ذاتكم وموضوعكم وأنفسكم؟
غضبت ديزي وحدقتني بامتعاض، وتركتني في ترقبي وحيرتي.
ويتبع >>>>>>>>: دَيْزيّاتْ!! (2)
واقرأ أيضاً:
النجاة الفكرية!! / الثروة البشرية لعنة عربية!! / إذا سقط الأصل سقط الفرع / البشر البضائع ضائع!!