الفصل العاشر
تتواجد أنظمة العائلة والمؤسسات الاجتماعية والحكومات لتلبي احتياجات خاصة من احتياجاتك، وبالطبع من الواجب عليك استخدامها لتساندك، وللوصول لكل ما تستحق فعليك مقاومة الغرباء والمعارف وزملاء العمل والمسئولين وأفراد العائلة وشخص أو أكثر أنت قريب منه، عندها فقط ستستطيع البدء في إنجاز ما تحب في حياتك.
في بعض الأحيان ستطلب منهم عمل شيء لم يفعلوه من قبل، وفي أحيان أخرى ستطلب منهم التوقف عن عمل شيء كانوا يقومون به؛ فلا يمكنك الاعتماد على بصيرتهم ومبادرتهم ليميزوا و يحققوا أمنياتك. بدلا من ذلك كخطوة أولى عليك (وأنت مدرك لذلك) أن تتبع و تطور أساليب اتصال تمكنك من قول ما تريد بوضوح وبصراحة وبشكل مقنع.
نعم للغة تأكيد الذات بطريقة صحيحة
عندما تفرض إرادتك الصحيحة على الآخرين سواء كنت تريدهم أن يتوقفوا عن فعل شيء، أو أن يبدءوا في فعل شيء آخر، فأنـت بحاجة لتكون إيجابيا ومحدداً وصريحاً وليس سلبياً، أو كتوماً، أو مستقلاً، أو متزمتاً. هؤلاء الأنواع من فرض الإرادة تجعل الآخرين يريدون إعطاءك ما تريد وما تستحق، لأنها واضحة وصادقة ومحترمة، وعلى الجانب الآخر إذا تصرفت بسلبية ستتلقى إجابات سلبية، وإذا تكلمت بطريقة غير صريحة ستُحمِّل الآخرين عبء تبرير تصرفاتهم، وإذا تصرفت بطريقة مستقلة ستجعلهم مُستاءين ومتزمتين نحوك، أما إذا تصرفت بتزمت فستجعلهم يتصرَّفون من منطلق شعورهم بالالتزام أو بالذنب، وها هي مجموعة من الأمثلة خاصة بفرض إرادتك الصحيحة من جانب؛ وذلك في مقابل عبارات غير صحيحة عند فرض إرادتك:
قد تقول عندما تريد من الأطفال أن يجمعوا ألعابهم:
أريدك أن تجمع ألعابك (أو هلا تفضلت وجمعت ألعابك!)
وليس: لا تترك ألعابك مبعثرة في أنحاء المكان (سلبي).
وليس لماذا لا تجمع ألعابك؟ (سلبي وغير صريح)
يجب عليك ألا تترك ألعابك مبعثرة في أنحاء المكان (سلبي ومتزمت).
وليس: الأطفال الظرفاء لا يتركون ألعابهم مبعثرة في أنحاء المكان (سلبي وغير صريح وابتزازي ).
عندما تريد أن يصحبك شخص في نزهة بحرية مفضلة؟!؛ فمن الممكن أن تقول: هل يمكنك أن تصحبني في تلك النزهة البحرية؟ (من فضلك، هلا صحبتني في نزهتي البحرية المفضلة؟.)
وليس: هل علي أن أخبرك في كل مرة أن تصحبني في نزهتي البحرية المفضلة؟!(سلبي).
وليس: لماذا لا تصحبني في نزهتي البحرية المفضلة؟! (سلبي وغير مباشر).
وليس: من الواجب عليك أن تصحبني في نزهتي البحرية المفضلة؟! (رد متزمت).
وليس: المهتمون بغيرهم يذهبون مع من يحبونهم في نزهاتهم المفضلة. (رد غير صريح ومستغل)
إذا كنت تواجه مشكلة استيعاب الفرق بين فرض الإرادة الصحيح وغير الصحيح فعليك بعكس الأدوار في المحادثة، بمعنى ضع نفسك في مكان من تحاول فرض إرادتك عليه، وعندئذ تخيل نفسك ومشاعرك وتلك الإرادة منه، والمفروضة عليك، هل ستتقبل فرض إرادته عليك؟،هل ستتقبل ذلك بحق ولا تجد فيه غضاضة أبدا على نفسك؟!، أم ستشعر أن فرض تلك الإرادة عليك هو انتقاص لحقوقك وظلم غير مقبول لنفسك؟؛ فلو تولد بداخلك تلك الأحاسيس الأخيرة الكريهة فتيقن أن فرض إراداتك هذا غير صحيح. وإليك المزيد من الإيضاحات لفرض الإرادة بشكل صحيح:
أريدك أن تكون إيجابيا ومحددا وصريحا معي.
أريدك أن تتحدث معي بطريقة محترمة.
أنا أحبك وأريدك أن تعودي معي للمنزل.
أريدك أن تبدأ في إنفاق بعض ما لديك من مال على نفسك وعلى جميع من تعول.
أريدك أن تتواجد ونحن نتخذ القرار بشأن السيارة.
من فضلك، خذ الغسيل معك وأنت خارج للمغسلة!.
أفضل أن تترأس أنت تلك اللجنة.
يمكنك التمرن على فرض إرادتك عندما تكون بمفردك، وابدأ بالاحتياجات البسيطة، ضع نفسك ذهنيا في الأوضاع التحاورية التي تكلمنا عنها من قبل وتحدث لأشخاص خياليين عما تريد منهم، وتكلم مع نفسك وكرر عبارات مثل العبارات السابقة حتى تشعر بأنك تتصرف بصورة طبيعية وعفوية، وقريبا ستعبر عن احتياجاتك بثقة وبسهولة، وستستطيع الانتقال إلى أمر أكبر حجما، ومسببا لرهبة أكبر كانت تحدث لك في الماضي فقط!، ونتيجة لذلك فلن تحصل فقط على ما تريد مرات عديدة ولكن ستثري علاقاتك أيضا.
اكتشف خوفك الذي يمنعك، ثم حدده
الخوف هو الذي يتحكم في صمتك، توقف للحظة، ثم ركز على الشعور بخوفك. واسأل نفسك ما الشيء الذي أخاف منه؟!، ما الذي يسبب لي هذا الرعب الشديد؟!، واستمع لأصواتك الداخلية حتى تخبرك بأنك لا تحب الشعور بالخوف فقد لا تستطيع سماعها في الحال.
جلست معي سيدة تتحدث معي عن زميل لها في العمل، كانت تحترم هذا الشخص، وكانت تعرف أنه يقدرها كثيرا، ولكنه لم يكن يؤدي نصيبه من العمل في المشروع المهم الذي كانت مسئولة عنه، ولم تعرف طريقة مناسبة لتخبره بذلك!.
فسألتها عن الشيء الذي يخيفها لو طلبت منه المشاركة بمجهوده في ذلك المشروع المهم؟!.
فأجابت في ثوانٍ قليلة: أخاف أن يقول علي أني رئيسة متسلطة، ومبالغة في مطالبها!!. ومن ثم لا يحبني....
وعندئذ "سألت" وماذا أيضاً؟.
قالت: حسنا فأنا خائفة من أنه إذا لم يقم بعمله ونصيبه منه فسوف ينهار المشروع، وستدمر سمعتي!.
فسألتها: إذا كانت قد فكرت من قبل في أن تقول له "أنا خائفة من أنك تعتقد أنني رئيسة متسلطة وأنك لن تحبني، ولكني خائفة أيضا من أنك لن تقوم بعملك وينهار المشروع وينصب اللوم علي وحدي أريدك أن توفي بالتزاماتك تجاه هذا المشروع. فقررت أنها تستطيع عمل ذلك، وهذا ما قامت به بالفعل، فاعتذر لها، وأصبحا يشعران بتفاهم عندما يعملان معا، ونالا القدر الكبير من التقدير.
في أي وقت تصبح فيه قادرا على إدراك عدم قدرتك على التعبير عما تريد فقد تساعدك قائمة بالمخاوف المحتملة!؛ ومن ثم يتسنى لك معرفة نوع المخاوف التي توقفك.
أولا: أعترف بها لنفسك ثم اعترف للشخص الذي تريد منه شيئاً ما، إذا وجدت أنك تخشى أن:
- تصاب بالإحراج:"أنا محرج من طلب ذلك، ولكنني أريدك أن تفعل ذلك من أجلي".
- تستهجن: "أنا خائف أنني لو قلت ما أريد فقد تتوقف عن حبك لي".
- تظهر بشكل لحوح: "أريدك أن تقوم بشيء من أجلي لكنني أخشى أن تعتقد أنني لحوح".
عندما تخاف من ظهورك بشكل متطفل أطلب التزود بالمعلومات.
تحدث المواجهات التي تصيبك بالصمت في مواقف غير متوقعة غالبا حيث تكون الحقائق جديدة وغير واضحة، وتتغير بصورة سريعة، ولذلك ستكون في الغالب غير متأكد من الحقائق التي تشكل الموقف وغير متأكد من حقوقك.
قدم إرادتك بصورة فعالة، وليس بأن ينزلق لسانك على الفور بما تريد، ولكن بأن تستوضح الأحداث، وتعرف الأدوات المتاحة لك، وتعرف حقوقك، ولذلك فمهمتك الأولى الحصول على المعلومات عن طريق طرح الأسئلة، وهي بالتالي ستوصلك لما تريد وما تستحق.
وتوضح القصة التالية أهمية الحصول على المعلومات والتفاصيل الكافية بطرح الأسئلة لتحصل على حقوقك ولا تفقد من تلك الحقوق شيئاً:
أخذت سيارتي لأصلحها من عطل في المحرك وفي الفرامل ونسيت بطاقة التخفيض التي أرسلوها لي في البريد. وعندما قلت ذلك للميكانيكي قال أنه سيجعلهم يخصمون لي أربعين جنيها من الفاتورة (لأنه يعرف أنني زبونا قديماً).
وفيما بعد عندما ذهبت لأدفع الفاتورة وجدت أنه لا يوجد أي تخفيض!، ولم أستطع الإصرار على أنهم قد منحوني هذا التخفيض (فقد نسيت البطاقة)، ولكني اعتمدت على وعد الميكانيكي؛ وبدلا من أن أثور أو ألتزم الصمت محبطاً وغاضبا رجعت إلى الميكانيكي، وسألت إذا كنت أسأت الفهم بخصوص التخفيض؟!، لقد كان من الممكن أن يجيب بنعم أو يقول أنه قد أعطاني معلومة خاطئة وإنه آسف لذلك!.
إن فعل ذلك فلن يكون أمامي إلا القليل لأعمله، ولكنه لم يفعل ذلك بل اعتذر عن عدم إخبار الصراف!، ولكنه ذهب بعد ذلك فعلاً وأخبر الصراف، وبعدها أحضر الأربعين جنيها لي بعد أن أعاد للصراف الفاتورة، وتم تخفيض أربعين جنيهاً لي، وعمل فاتورة جديدة بعد الخصم!؛ لذا فمن المهم الحرص على السؤال ومعرفة المعلومات المتعلقة بالأمر.
تمرن على الإصرار
في مواقف معينة قد تواجه مقاومة من الآخرين، وحتى إن كنت من الذين يراعون شعور الآخرين، وهم يتصرفون بإيجابية وصراحة بخصوص ما تريد فستجد بعض الأشخاص غير راغبين (على الأقل في البداية) في إعطائك ما تريد وستحتاج للتمسك برأيك، وعلى سبيل المثال قد يكون الأطفال شديدي المقاومة.
أنت: من فضلك أجمع ألعابك قبل العشاء؛ بعد الآن ستشعر بالتعب ولن تستطيع جمعها.
الطفل: سأجمعها بعد العشاء، أريد أن ألعب لفترة أطول قليلا.
أنت: أعرف أنك تريد اللعب. أريدك أن تجمع ألعابك قبل العشاء .
الطفل: (يزم شفتيه) لا أريد عمل ذلك الآن سأقوم به بعد العشاء.
أنت: أعرف أنك لا تريد عمل ذلك الآن، ولكني أريد!.
الطفل: (تجهم ويضرب قدميه في الأرض من الغضب)، ويقول: لا، أريد اللعب حتى العشاء!.
أنت: ستشعر بالتعب ولن تقدر على تجميعهم بعد العشاء؛ لذا تقول: أريدك أن تقوم بذلك الآن.
الطفل: آه، حسنا سأقوم بجمعهم الآن.
قد يكون عليك الاستمرار في أن تتمسك بإصرارك، وذلك عندما يقاوم إصرارك الأقوياء من البالغين (وخاصة المسئولين).
ويتبع >>>>>>>>>>> افرض إرادتك بطريقة صحيحة