ارسلت نفين محمد مجدي من مصر (32 سنة، محاسبة) تقول:
إن الإنسان عندما يعرض على الآخرين شعوره أو مشاعره أو مآسيه فهم يستغلونها، وفي بعض الأحوال يعيدونها عليه ويحدثونه عنها ويعيرونه بها؛ فيكون الشخص الذي قال ما بداخله في نظر نفسه إنساناً عارياً أمام الآخرين، وهم بعد كده ممكن يتأسفون له بمنتهى البساطة على أنها غلطة عادية من دون إحساسهم أنهم عملوا شيئاً كبيراً أو أهانوه.
من جهة أخرى، من الممكن أن الاعتراف إلى أن يُقال في وقت يكون ضعف نتيجة موقف ما ولكن ليس تعبير فعلي عن طبيعة الشخص، ويكون التحدث نتيجة التأثر بالموقف الذي حدث ولكن الآخرين يبنون عليه نوعية الشخص، ويتصرفون معه على هذا الأساس لهذا فإن التحدث إلى النفس هو أفضل لأنك لن تفهم نفسك خطأ.
شكرا لكم.
10/6/2007
الأخت نيفين؛
تحية طيبة وأهلاً ومرحباً بك على مجانين وبعد:
من المهم أختي العزيزة أن نعرف مع من نحكي؟؟!!، ومتى نحكي؟؟!!، وماذا نحكي؟!، نحن نحكي مع من نثق بهم، ونثق على أسرارنا معهم، ومثال على ذلك طبيبك النفسي أو والديك أو أخت تثقين فيها، أو صديقة تثقين فيها تمام الثقة.
ونحن نحكي عندما يفيض بنا، ونحتاج لمشورة الآخرين ومعاونتهم لنا، وليس صحيحاً أن حكينا مع أنفسنا أفضل بالنسبة لنا!، لأن عقلنا لا يدلنا إلى الصواب دائماً، ومن السهل جداً أن نحل مشاكل الآخرين ولكن من الصعب جداً أن نحل مشاكلنا الشخصية البسيطة أحياناً!!.
أما ما نحكيه فمن المهم أيضاً أن نعرف أن كل شخص لديه أسراره، فهناك أسرار لا نقولها لوالدينا مثل الأسرار المتعلقة بحياتنا الزوجية مثلاً، ولكن قد نقول بعضا من تلك الأسرار للمعالجة النفسية مثلاً إذا كان هناك مشكلة في هذا الجانب الهام من جوانب حياتنا، وهناك أسراراً لا نقولها لأشقائنا ولا لزملائنا ولا لأصدقائنا مثل أسرارنا الزوجية والمادية أحيانا، وهكذا ليس هناك تعميم في هذا الكلام؛ فلكل شخص ظروفه وعلاقاته وتجاربه، فقد يكون صديقك أفضل بكثير من أخيك، وقد تثق في صديقك بعد عدة تجارب أكثر من أخيك وابنك، وقد يكون ولدك عدواً لك، أو زوجك عدوا لك كما قال الله عز وجل في قرآنه: ".... إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (التغابن:14).
والخلاصة من كلامي يا أختي العزيزة أننا ولا بد أن نتعلم من مهارات الحياة: من الذي نثق فيه؟! ومن الذي لا نثق فيه؟!، وأبسط طريقة لمعرفة ذلك أن نسأل من تعامل مع ذلك الشخص مادياً أو سافر معه، أو عاش معه في مواقف حرجة وصعبة؛ حيث لا يستطيع الشخص منا أبداً الاستمرار في تمثيل دور الفضيلة أمام الآخرين ويظهر كل شخص منا على حقيقته، وقد لا نكتفي برأي شخص واحد ولكن نحتاج إلى أن نستطلع رأي أكثر من شخص في هذا الإنسان، وذلك لأن آراء الناس تختلف، ولكن من الصعب أن يجمع الناس على أن شخصا شريراً وهو خير، وكذلك من الصعب أن يُجمع الناس على العكس.
الطريقة الثانية التي نعرف بها الأشخاص –ولكنها صعبة– هي اختبارهم بالمغريات مثل مال أو ماديات مثلاً، أو أقرضه قرضاً صغيراً على سبيل اختباره وتجربته، أو نُغضِب الشخص ونثيره مثلاً –بقدر معقول من الاستثارة- بعد فترة من توطد علاقاتنا معه، ثم نرى رد فعله، وهل هو في حدود المعقول أم لا؟؟!!، أو نلاحظ كيف يعامل الشخص من هو أدنى منه مكانة ومنزلة، فهل هو أصيل وكريم الأصل إذا كان يكرم من هو أقل منه منزلة وقدراً، أو لا تثق في أخلاقه إذا كان يسيء إلى من هو أقل منه منزلة وقدراً، وكل هذا يعتمد على فراستك وسعة تجاربك في الحياة، وأضيف طريقة أخرى أقل دقة ولكنها قد تفيد قليلا في الأشخاص الذين نجهل عنهم ماضي تعاملاتهم مع الآخرين، بأن نلاحظ التشابه في شكلهم وحركاتهم مع من نعرفه جيداً من الأشخاص، وهذه الطريقة التي استخدمها بعض علماء النفس مثل "كريتشمر" في وصف بعض الشخصيات الشائعة، فمثلا يتميز الشخص السمين القصير بالانبساطية أو الاكتئاب، والشخص الطويل النحيف بحب العزلة وعدم حب الاجتماعيات، وهو ما نطلق عليه "الشخصية الفصامية".
أما صاحب الجسم الرياضي فغالبا ما يميل إلى بعض اضطرابات الشخصية كالنرجسية أو الهيستيرية أوالشخصية السيكوباتية "عدوة المجتمع"، ولا يمكن تعميم هذا الكلام على إطلاقه على كل الناس فلكل قاعدة استثناء!.
وأحب أن أنوه أن لأجدادنا المسلمين كتب رائعة في علم الفراسة؛ منهم كتاب موجود بحاشية تذكرة داوود –الطبعة العثمانية– وأستطيع أن أقول عنه أن الأوصاف التي ذكرت في ذلك الكتاب؛ لشكل العينين والفم والجبهة والساقين والبطن والطول والعرض وغيرهم أدق بكثير من الأوصاف التي ذكرها كريتشمر عن الطبيعة النفسية للشخصيات المختلفة الشكل والشبه.
أختي نيفين أظن أن هذا القدر يكفيك من الرأي والمشورة، ولكن المهم البدء في العمل والتنفيذ. تابعينا بآرائك وأخبارك.
ويتبع >>>>>>>>>>> معالم على طريق حبنا لأنفسنا