فُجعت بخبر نشرته جريدة الدستور "المجاهدة" باعتقال شاب مصري على مدار إحدى عشر عاماً، اعتقل في الثامنة عشرة من عمره وخرج من المعتقل وعمره تسع وعشرون! كان في مسجد يرتاده المتطرفون فتم القبض عليه معهم وفق قانون الطوارئ الذي يكيف وفق الاستخدام كما يتراءى لرجال الأمن!
اعتقل الشاب هذه المدة وظل في معتقله بلا محاكمة ولا حكم قضائي، مع 71 ألف معتقل آخر كما يروى إبراهيم عيسى!
الشاب المسروق سنوات عمره هذا اسمه "أحمد"، ولا أدرى لم شعرت بكل هذا الأسى بعد قراءة الخبر فأنا لا أعرفه ولم تجمعني به الأقدار يوماً، لكن ما يجمعني به هو الإنسانية التي تجعلني أتساءل بقلب محروق: ألم تتوصل تحقيقات النيابة لأي معلومات حول علاقة أحمد بالمتطرفين؟ ولم تكن الإحدى عشر عاماً كافية كي يتم تحديد موقفه من الجماعات المتشددة؟
ما يشغلني الآن هو حالة أحمد النفسية والعقلية التي حتماً دُمرت وبحاجة لجهود عظيمة من التأهيل النفسي لإصلاح ما أفسده المعتقل وما فيه من معاملة غير إنسانية ولإعادته لنا وللمجتمع من جديد شاباً بحق يمكنه أن يحب الحياة من جديد وأن يبنى شيئاً في مجتمعه الذي حاول بعض أفراده كسر روحه ونفسه!
كيف كان أحمد يعيش في معتقله بلا كتب ولا صحف ولا نشرات أخبار في أحلى أيام حياته فترة الشباب التي نطلع فيها على العالم ونكون فيها أفكارنا ورؤانا للعالم واتجاهاتنا ، كيف استطاع أن يعيش بلا أدوات ثقافة بلا سينما ولا فن؟ بل وبلا أهل ولا أصدقاء؟
وكيف كان يقضى سنواته الطويلة؟ كيف كان يمر عليه الوقت وهو في زنزانته الضيقة متسخة الجدران عفنة الهواء؟
فيم كان يفكر أحمد وهو في معتقله؟ هل كان يحلم بتعليمه الذي لم يستطع إتمامه، والجامعة التي لم يدخلها وسنوات عمره تقترب من الثلاثين؟ هل كان يفكر بابنة الحلال التي سترضى به وهو رد سجون أقصد رد معتقل؟ هل كان يفكر في أحلامه عمره التي لم يستطع أن يحلم بها؟ وهل كان يعد ساعات الزمن من أجل أن يرى النور من جديد ؟ هل كان يحلم بغد قادم؟
من أجل احمد ومن هم مثله قام مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان بإطلاق حملة أسموها: "حملة الخمسين يوماً من أجل إطلاق سراح المعتقلين في مصر"، انطلقت الحملة يوم 17/7 الحالي وتستمر حتى 5 سبتمبر القادم، ويقوم بالتنسيق لها د.هبة رءوف ونيفين سمير ومجموعة من منظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني. والتسجيل في الحملة على www.sajeen.net .
هذه الحملة من أجل الحرية الحقيقية ومن أجل أبناءنا الذين نأمل لهم مجتمعاً خال من المعتقلات وتقييد الحريات.
وفى النهاية أقول لأحمد: ربنا يصبرك ويعيد لك نفسك التي حاولوا سلبها منك.
واقرأ أيضًا:
يوميات ولاء أسئلة كثيرة وإجابات أقل / لسه جوانا شيء يعشق الحياة ! / يوميات ولاء : نيولوك أم قولبة ؟