يوم الخميس الماضي كان يوماً نشيطا بعد عدة أيام من الخمول والكسل المصاحب لحالة الاكتئاب التي أعاني منها، فقد حرصت على حضور درس اليوجا بساقية الصاوي، والذي استمتعت به كثيراً هذه المرة، منذ فترة خالية من الاستمتاع، ثم انتظرت موعد انعقاد ندوة الويب صالون التي تعقدها مجموعة الجنوب ويديرها الدكتور أحمد عبد الله، وكان موضوعها شيقاً "وسخنا" كما يقول الإعلاميون، عن أحداث وسط البلد.. المدونون ما لهم وما عليهم، فالندوة عن أحداث التحرش الجنسي التي وقعت في وسط البلد خلال أيام عيد الفطر الماضي ودور المدونين في نقل الحدث باعتبارهم أول من تناقل الخبر بل إن وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المختلفة تناقلت الخبر عنهم، بعد أن وثقه بعضهم بالصور وأورد فيه شهادات عيان.
وكان ضيف الندوة الأستاذ عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون والذي لم يحضر، وعن المدونين حضر علاء سيف الإسلام صاحب مدونة منال وعلاء الشهيرة. بدأ الدكتور أحمد الندوة عارضاً وجهات النظر المختلفة التي أثيرت حول الواقعة، فهناك من يرى وقوعها بنفس الدرجة والحدة التي أوضحها المدونون في مدوناتهم، والرأي الثاني يرى أنها لم تقع وأنها مبالغة من المدونين هدفها الإثارة والظهور، والرأي الثالث يرى وقوع الحدث ولكن ليس بمثل الضخامة التي أظهرها عليها المدونون وهو ما كتب عنه الأستاذ عبد اللطيف المناوي في الأهرام.
ثم بدأ علاء سيف الإسلام في حديثه القصير برواية الحدث ومن نقله من المدونين بوجودهم في وسط البلد أثناء الحدث ومنهم وائل عباس صاحب مدونة الوعي المصري ومالك مصطفي ومحمد الشرقاوي، وأوضح اختلاف تفاصيل رواية كل مدون عن الآخر بسبب اختلاف موقع كل شخص من الحدث واختلاف رؤية كل شخص له، كما أوضح تواتر أنباء عن وقوع أحداث مماثلة من تحرشات أخرى في مدن أخرى خارج العاصمة ولكن بدون تأكيدات أو إجماع عليها، وأشار إلى أن وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة بدأت في تناقل الخبر بعد الواقعة بخمسة أيام.
وكانت المناقشات متفاعلة وكثيرة أيقظت الحضور فأشار طبيب من الحضور إلى ضرورة وجود معيار للنشر ولتصديق الخبر وعدم أخذ كل ما يأتي إلينا من وسائل الإعلام كأمر مسلم به، فرد علاء عليه بأنه حتى وجود المعيار باسم شهير للوسيلة الإعلامية لا يكفي من أجل التأكد من الخبر والوثوق بمصداقيته مدللاً على هذا بخبر ذكرته صحيفة ألمانية شهيرة لها سمعتها هي الدير شبيجل عن حادث القبض على أحد المدونين وأن قوات الأمن اقتحمت منزله فجراً مثيرة الذعر بين أهله، في حين أن هذا غير صحيح فقد ذهب للشرطة ولم يقتحم منزله أحد، وهكذا حتى تاريخ واسم وشهرة المصدر لا تضمن مصداقيته.
وتحدث عمرو مجدي عضو الجنوب والمدون عن استخدام بعض المدونين ألفاظاً خارجة عن الآداب وشتائم وبذاءات، مشيراً إلى أن هذا يعد خروجاً عن ثقافة المجتمع، فرد علاء موضحاً أن عدد المدونين وصل لـ 3 آلاف ومن المنتظر أن يصل لعشرات الآلاف لو استمر معدل النمو الحالي، وفي حال عقد تجمعات وتنظيمات للمدونات فسيتم وضع ضوابط ومعايير للنشر ومن يخرج عنها يتعرض للخروج من المجموعة، والحقيقة أن هذه النقطة تكرر مناقشتها من قبل أكثر من متحدث، وعلق عليها الدكتور أحمد بأن الغرب مع بداية مرحلة الحرية وفك القيود على الحياة السياسية ازدهر الأدب الإباحي، وربما نتشابه معهم في هذا،وعلق أحمد ناجي المدون بأن الألفاظ التي يشتكي منها البعض هي عربية أصلية ولكن بمرور الزمن لم تعد تستخدم وعند استخدامها يعتبرها البعض بذيئة، كما أضاف أنها تعبر عن إحساس ما في لحظة لا يمكن التعبير فيها إلا من خلال هذه الألفاظ.
والحقيقة أنني أرى أن حتى لو كان اللفظ عربيا أصيلا، وموجودا في اللغة إلا أنه ينبغي مراعاة ما اتفق عليه المجتمع وثقافته بقبول أو عدم قبول ألفاظ معينة، فوجودها في اللغة لا يعني استخدامها بالمعني الشائع في أذهان الناس من بذاءة لان الناس اعتادت على استخدمها في مواضع غير لائقة، ويجب اعتبار ما اعتاد الناس عليه.
أما أطرف المشاركات فكانت من صحفية صرحت أنها نفسها تعرضت للتحرش من قبل أكثر من مرة، وطرحت عدة حلول لحماية النساء من التحرش مثل استخدام "الشطة الأسواني" والدبابيس، ومزيل رائحة العرق!
في حين أضافت شقيقتها المحامية أنه يجب تعليم النساء الدفاع عن النفس من خلال ورش عمل، وأشارت إلى ضرورة تغيير سياسة الإعلام الفاسد الذي يعتمد على التركيز على جسد المرأة.
واقرأ أيضًا:
مؤتمر الشباب وبناء المستقبل / يوميات ولاء: الملاذ الأخير! / يوميات ولاء: أيها الشتاء..مرحباً بك