|
في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي توغل نوع من الضفادع تدعى بضفادع الخيزران أو ضفادع قصب السكر Cane Toads إلى منطقة كوينز لاند Queensland في أستراليا لحماية البيئة من جماهير الحشرات التي تحصل على قوتها مما يزرعه المزارعون المترفون.
استورد المزارعون هذه الضفادع من جزيرة هاواي وكان غرضهم أن تقوم هذه الضفادع الفتاكة بمهمتها الأمنية ولم يرحب بها سوى أنواع الضفادع الأخرى التي تستوطن المنطقة. لم يكن هناك دليل مقنع بأن ضفادع الخيزران التي تنحدر من أمريكا الجنوبية وبيئتها الاستوائية القاسية قادرة على القيام بمهام أمنية، فهي لا تقوى على تسلق قصبة السكر التي قد يصل ارتفاعها إلى 3 أمتار أحياناً ولكن مجموعة الأقلية البشرية كانت تخدع نفسها وتخدع الحيوانات الأليفة التي تخضع لسلطانها.
غفل البشر واتباعهم عن هذه الضفادع الأمنية الفتاكة لفترة زمنية طويلة حتى عظم شأنها وبدأت تتكاثر وتنتشر في كل مكان وفجأة اكتشف الناس أن لديها ميزة انتحارية يوم يقترب منها حيوان أليف وأكلها وأودعته صريعاً. غضب صاحب الحيوان الأليف واعترض المترفون بأن هذه الضفادع لا هي سامة ولا انتحارية وإنما ذلك ضرب من الخيال. بدأ المتنورون من العلماء بعمل البحوث اللازمة و أصدروا حكمهم بأن هذه الضفادع انتحارية وربما ستقضي يوماً على البيئة بأسرها.
تطورت هذه الضفادع القادرة على ابتلاع الحشرة بعد الأخرى وأصبحت لها القابلية على إنتاج السموم حتى عن طريق الجلد الذي قد يتوغل إلى حيوان أليف عبر العين والفم مما يعني بأن قدراتها الانتحارية وغدرها أمره عظيم. بدأت تنتقل من منطقة إلى أخرى وتوجهت نحو شمال غرب أستراليا وأصبح عودها أقوى من قبل ومنظرها أكثر هيبة. انتظر الجميع الكارثة البيئية وصرح المستشارون في علم التنجيم بأن هذه الضفادع ستقضي على مجتمع الحيوانات بأسره. ولكن ذلك لم يحدث. أصبحت الحيوانات أكثر فطنة وتعلمت كيف تتجنب التقرب منها بفضل جهود البشر ممن فضلهم الله بالعلم والمعرفة. لكن الأفاعي من دون معشر الحيوانات لم تتعلم وتصر على مطاردة الضفدع الانتحاري ويفتك كل منها بالآخر. بدأ أمر هذه الضفادع يهون مع الوقت وأصبحت معرضة للإصابة بأمراض المفاصل من جراء طول سيقانها وضعف مناعتها للإصابة بأمراض فتاكة. بدأت البيئة تشعر بالأمن وسينتهي دور هذه الضفادع الانتحارية مع الوقت.
الدرس للإنسان
ابتليت المجتمعات البشرية كلها بالإرهابيين على مدار التاريخ وسيرتهم تكاد تكون على نمط واحد. أقلية يمولها أصحاب المصالح والاستغلال من البشر للقيام بمهام أمنية لحماية المترفين دون غيرهم. ميزتهم الإجرام ويضاف إليها الغباء. ابتليت إيطاليا بالألوية الحمراء وأمريكا بمن يرتدون الأقنعة والقبعات البيضاء وأما أمريكا الجنوبية فحدث ولا حرج. لكن العالم العربي الإسلامي ومن سوء حظه استوطنه الإرهاب مؤخراً وذاع صيته بسبب الإعلام المتوفر في كل مكان وهذا بدوره يغذي نزعتهم الإجرامية.
الإرهابيون في العالم العربي أشبه بالضفادع الانتحارية بل وسلوكهم لا يختلف كثيراً وأشد بأساً. استوطن الإرهاب البلد العربي بعد الآخر ويستورده أولياء أمر المجموعات البشرية لحماية مصالحهم والقضاء على المستضعفين من الناس لأنهم في نظرهم ليس إلا مجرد حشرات تتعرض لهم أحياناً وتطالبهم بقوتها بين الحين الآخر.
عظم أمر الإرهاب الإسلامي وضفادعه الإرهابية وتطورت وأصبحت قادرة على استعمال أسلحة حديثة تقضي على الناس من بعد كما تقضي الضفادع الإرهابية في استراليا على ضحاياها عن طريق سم تفرزه من الجلد. كان الضفدع الإرهابي الإسلامي الأب يدعى بالقاعدة أما اليوم فهناك ما يسمى بجبهة النصرة وداعش وتنظيم القاعدة في العراق أو المغرب العربي أو اليمن وبالطبع لا تنسى الضفدع الإرهابي في نيجيريا وآخر إبداعاته في خطف الطالبات القاصرات.
ولكن هل ستفلح هذه الضفادع في السيطرة على المجتمع وقيام دولة لها ؟
انتبهت جماهير الحيوان إلى الإرهابية الضفدعية وبدأت تتعلم كيف تتقي شر من ينتمي إليها. تصور تنظيم الضفدع الإرهابي في أستراليا أنه أصبح أقوى لطول سيقانه مع مرور الأيام وأن جماهير الحيوان معجبة به كما هو الحال في غرور الضفدع الإسلامي وظهوره على شاشات التلفزيون ومراسلات توتر وفيس بوك. لكن مناعة الضفادع الإرهابية بدأت تتضاءل اليوم بعد الآخر ومناعة الضفادع الإرهابية الإسلامية ستتضاءل مع الوقت لأن الغالبية العظمى من الناس بدأت تفهم أغراض هذه الضفادع وبدأت تضيق ذرعا بهم.
لكن هناك من الناس من هم أشبه بالأفاعي لا يتعلم ويصر على مغازلة الضفادع الإرهابية الإسلامية وفي النهاية ستقضي عليه.
انتبه للضفدع الإرهابي الإسلامي ومن يحميه ويموله من أجل حماية مصالحه.
ليتعلم كل من ينكر وجود هذا الضفدع الإرهابي الإسلامي بأن هناك اليوم الذي سيكتشف غدر من يسانده وبالتالي سيدمره هو ومن حوله.
استمع الحيوان وتعلم من المتنورين من البشر. حان الوقت لتعليم البشر.
ويتبع>>>>>>>>> : دروس الحيوان للإنسان (حمام السلام)
واقرأ أيضًا على مجانين:
نظريات الثورات العربية ومقولة ابن خلدون 2012 / الحضارة العربية الراهنة بين الماضي والمستقبل / هل الحيوانات قادرة على منع الكوارث الطبيعية؟