الخيال الجنسي المفرط والعادة السرية
السلام عليكم ورحمة الله؛ وأشكر لكم جهودكم وأرجو منكم الإجابة على سؤالي أرجو منكم الاهتمام برسالتي والرد عبر البريد الإلكتروني ولكم جزيل الشكر.
في الحقيقة لا أعرف من أين أبدأ فمشكلتي عويصة ومتجذرة أنا فتاة عازبة عمري 31 سنة منذ ما يقارب 10 سنوات حصل معي شيء لا أعرف كيف أصفه كنت جالسة ذات صباح وإذا بأفكار غريبة ومخيفة للغاية تطرأ على بالي هذه الأفكار تتعلق بالوجود الذي نعيش فيه
فجأة وجدت نفسي إنسانة أخرى منفصلة نهائيا عن ذاتي التي أعرفها فجأة أصبحت أشعر بالغربة عن ذاتي وبتصور مختلف تماما ومخيف لدرجة لا يمكن تصورها عن الوجود كانت صدمة قوية قلبت حياتي وكياني رأسا على عقب لا أدري كيف أشرح الأفكار التي نزلت علي فجأة ولكنني أحسست أنني اكتشفت حقيقة عن الوجود وبأن هذه الحقيقة مخيفة بل هي كارثة عظيمة
حاولت أن أتناسى الموضوع لكي أعيش وبالفعل عشت لمدة 8 سنوات وأنا لا أفهم ما الذي حصل معي كنت آكل وأدرس وأحدث الناس وكأن شيئا لم يحصل ولكنني كنت قد تغيرت تماما عن ما كنت عليه من قبل كل شيء من حولي تغير لم أعد أعرف أي شيء فقدت إحساسي بالحياة وبالوجود ولم يعد لأي شيء معنى لا الصباح هو الصباح ولا الدنيا هي الدنيا كل ما أعرفه هو أنني لا أعرف شيئا دخلت في متاهة لا أعرف ما هي ولا حتى أين أنا
المشكلة الكبيرة هي أنني في عقلي مقتنعة بأنني اكتشفت الحقيقة وبأن ما كنت عليه قبل أن يحصل معي هذا كان مجرد وهم بعد مرور 8 سنوات على هذا الحال وبعد أن أتممت دراستي وجلست في البيت تعبت نفسيا وفقدت السيطرة نهائيا على نفسي تعرضت لأزمة نفسية حادة وأحسست أن تلك الأفكار التي هاجمتني منذ 8 سنوات والتي كانت قابعة في ذاكرتي عادت إلى الواجهة وبقوة بدأت أتساءل ما الذي حصل ولماذا أنا هكذا أتعذب بدأت أفكر وأحلل تلك الأفكار فوجدت أنها الحقيقة التي لا يعرفها أحد وأحسست بالخوف بل الرعب من وجودي في هذا الوجود المرعب
فقدت ثقتي بالله وأحسست (أستغفر الله) أن الله يخفي علينا حقيقة الوجود المخيفة فكثرت تساؤلاتي وأصبحت عندما أقرأ القرآن أتساءل عن كل صغيرة وكبيرة استوقفتني آيات كثيرة أهمها "إن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء" فتساءلت إذا كان الله يضل من يشاء فلماذا يعذبنا دخلت في دوامة لا نهاية لها من الشك فزادت شكوكي في الله سبحانه حتى أنني أحيانا كنت أحس أنني قريبة إلى الكفر تساءلت لماذا يقلب الله قلوب العباد إلى الكفر، لماذا لا يتوب الشيطان وهو يعلم أن مصيره العذاب، وجدت أحاديث كثيرة تدل على أننا مسيرين لا مخيرين وبأن الله "يلعب" بنا كالدمى (أستغفر الله على هذا التعبير) كنت كل يوم أعثر على حديث أو آية تخلف لدي ألف سؤال هل الشيطان موجود فعلا وهل هو من عصى الله باختياره أم أن الله هو من صرفه على ذلك كيف يمكن أن يغوي الله الشيطان وهو الذي قال في كتابه " فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم".
من أغوى الشيطان هل هو الله إذا كان الله هو خالق الوجود فهو الذي خلق الشر ما هو العقل وكيف يعمل من أين تأتي الأفكار بما أننا مخلوقين لا حيلة لنا ما مصدر الأفكار التي تخطر على بالنا أليس الله لماذا يختار الإنسان الشر بدل الخير إلا إذا كان مجبورا على ذلك..... وغيرها
إن الأفكار والتساءلات المحيرة والمخيفة أحس بأنني لا أنتمي إلى أي مكان أو زمان لا أعرف من أكون وأين أنا أشعر بالغربة عن كل المحيطين بي لا أحس بأنني أعرف أمي أو إخوتي هناك حاجز بيني وبين نفسي وبين كل شيء الخوف يسيطر على عقلي ولم أعد أعرف معنى للأمان ولهذا السبب دخلت في مشكلة أكبر وهي الإفراط في الخيال الجنسي والعادة السرية كوسيلة للهروب من حالة الضياع التي أعيشها أصبح الخيال الجنسي يسيطر على عقلي ليل نهار حتى أنني أصبحت إنطوائية ولم أخرج من البيت لأكثر من 4 أشهر وأنا غارقة في الخيال الجنسي والأفلام الإباحية وهذا يسبب لي عذاب ضمير وخوف لأنني لطالما كنت إنسانة تقية ومحافظة وعفيفة وإيماني كان قويا لدرجة أنني كنت أعظ الناس وآمرهم بالمعروف
فأنا إنسانة معروفة بالقيم والمبادئ ولا أعرف كيف انجرفت إلى هذه الدوامة وأدمنت هذه المنكرات أنا أتعذب كثيرا بسبب الحالة النفسية التي لا أعرف حتى الآن طبيعتها وأيضا أشعر بأنني أكره نفسي لوقوعي في هذه المحرمات أنا إنسانة بائسة وضائعة بكل ما تحمل الكلمة من معنى. أعيش في خوف ورعب ليس لهما مثيل خاصة وقد فقدت ثقتي بالله بل أصبحت أراه شريرا ومصدر تهديد بالنسبة لي وبأنني لا يمكن أن أثق به والعياذ بالله.
أرجو منكم الاهتمام بمشكلتي فأنا ضائعة لحد لا يمكن تصوره أرجو أن ترسلوا لي الرد عبر البريد الإلكتروني.
وآسفة على الإطالة وشكرا.
29/3/2014
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
الأعراض الطبية النفسية Psychiatric Symptoms :
قلق واكتئاب وتغير في السلوك يصاحبه تغير في الصفات الشخصية..
معلومات خلفية Background Information:
• الملاحظة الأولى حول استشارتك هو غياب التفاصيل الشخصية سوى أنك آنسة دخلت العقد الرابع من العمر.
• بعدها تتحدثين عن هجوم مفاجئ لأفكار غريبة عنك تتعلق بالوجود والإيمان الديني والمعتقدات هناك أكثر من تفسير لهذه الظاهرة ولا بد من الاستناد إلى ما نسميه جزافاً بنظرية الدماغ التفسيرية interpretative brain theory والتي تعني بأن الدماغ يسرد أفعالنا على شكل قصة تساعدنا في فهم العالم الذي نعيش فيه.
• على ضوء ذلك من الصعب القبول بأن هذا الهجوم المفاجئ لهذه الأفكار كان مجرد صدفة ويمكن تعليله كما يلي:
1- رد فعل لضغوط اجتماعية وتوتر شخصي.
2- تغير في الحالة الوجدانية بسبب هذه الضغوط أنتجت أعراض قلق واكتئاب.
3- لجوء الإنسان إلى استعمال عملية الانفصال عن الواقع لمواجهة الضغوط وتغير الحالة الوجدانية.
4- احتمال حدوث ظاهرة الإدراك الوهامي Delusional Perception وبداية عملية ذهانية.
• لا يمكن تفضيل احتمال على آخر بسبب غياب تفاصيل تاريخ شخصي وعائلي ومرضي سابق.
• بعدها تشير الاستشارة إلى تغير كامل في الصفات الشخصية وممارسة سلوك يتعارض مع مبادئك الشخصية مع هذا التغير في السلوك والصفات الشخصية هناك سرد واضح للشعور بالاكتئاب والقلق واليأس.
• ما الذي يحدث لو تحدثت مع شخص آخر حول هذا الموضوع؟ الجواب هو:
1- يتحول النقاش إلى معالجة الأزمات الوجودية التي تواجه البشر عامة وبالذات معنى الحياة ولا نهاية لهذا النقاش.
2- إذا كان الشخص الآخر طبيبا نفسيا فسيكون تركيزه على حالتك الوجدانية والنفسية لحدوث تغيير واضح في السلوك وأداء شخصي مضطرب طال أمده.
التشخيص الفارقي:
• اضطراب وجداني غير معرف.
• اضطراب وهامي غير معرف.
التوصيات Recommendations:
• خير ما أنصحك به هو مراجعة استشاري في الطب النفسي بدلاً من الخوض في متاهات فلسفة وجودية يتجاوزها غالبية الناس خلال فترة وجيزة من الحياة.
• إذا كانت لديك تفاصيل أخرى حول هذه المعاناة وتاريخ عائلي وشخصي فيمكنك مراجعة الموقع ثانية
واقرئي على مجانين :
اختلال الإنية : اضطراب انفصالي: تبدد الشخصية وتبدد الواقع
ظواهر الانفصال وسوسة فاختلال الإنية
وفقك الله.