ما الذي اقترفته فتاة صغيرة بريئة لتعيش هذا...!؟
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
صدقاً لا ادري من اين أبدأ.. لا أدري إن كنت أريد استشارة نفسية أو طبية أم أنني فقط بحاجة لمن يسمعني..
اسمي إسلام، أبلغ من العمر 26 عاما، ترجع قصتي إلى عمر السادسة عندما ذهبت لزيارة بيت جدتي وبقيت هنالك شهرا، بدعوى أنها عطلة صيفية أروح فيها عن جدتي وجدي وعماتي، ولم يكن أحد يتوقع أن هذا السبب "اللطيف" سيكون عذابي اليوم بعد مرور 20عاما.
لقد قام ابن عمتي الذي كان مراهقا آنذاك بالاعتداء علي، لا أستطيع تذكر التفاصيل لأنني لم أكن أفهم ما يحدث حينها.. كل ما أتذكره أن هذا حصل مرتين في المرة الأولى لم يكن اعتداءا صارخا بل أشبه بالمداعبة (عذرا على ذكر التفاصيل) بإمكانكم حذفها إن أردتم.
وفي المرة الثانية كان قد وضعني على الفراش وحاول اعتلائي ولكنني شعرت بأن هنالك خطبا ما وقاومت ولكنني لا أتذكر ما حدث بعدها، ذكرياتي تقف عن تلك النقطة نقطة أنني كنت أتحرك يمينا وشمالا مقاومة وأسأله عما يفعل.. ولا أتذكر هل تركني أو أنه أكمل فعلته الشنيعة..
حاولت مراراً أن أتذكر دون جدوى..!
الجدير بالذكر أنه كان يكبرني ب10سنوات أي أنه كان في السادسة عشرة..
طبعاً لأنني كنت طفلة جاهلة بهذه الأمور فقد نسيت أن هذا حدث إلى أن وصلت إلى الصف الأول الإعدادي، وعندها عرفت ما حدث.. وعرفت بوجود ما يسمى بالغشاء !
من شدة تأثري اعتزلت الناس وشعرت بمقت شديد تجاه والدتي ووالدي لأنهما تركاني هناك لوحدي، وصرت ألومهم وألوم نفسي لأنني وافقت على البقاء..
مرت سنوات وأنا أعيش صراعا، إلى أن قررت بعد أنني يجب ألا أعيش في الماضي، ويجب أن أتوقف عن لوم الآخرين ولوم نفسي ولوم المجتمع..
لأنني بحاجة إلى الشعور بالسلام والهدوء، سامحت والدي وسامحت نفسي وسامحت المجرم.. وكانت خطتي تتضمن أن أغرق نفسي في الدراسة وأن أتجنب الزواج.. لأنني لست متأكدة من وجود ذلك الغشاء!
صحيح أنني أصبحت انطوائية وصحيح أن أصدقائي هم الكتب والروايات وسماعات الأغاني، صحيح أنني فقدت ثقتي بنفسي وبغيري.. ولكنني واظبت وتحصلت على درجات عالية تخولني للدخول إلى كلية الطب، فالتحقت بها خاصة وأنا أعرف نظرة المجتمع لهذه الكلية وأعرف أنها ستقلص عدد العرسان بالشكل المطلوب..
ولكنني واجهت صعوبات شديدة في مشواري الدراسي، القلق، الأرق، الخوف من المستقبل، اكتئاب، حاولت الانتحار مرة بأن حاولت عبور الطريق السريع ولكن السيارات أبت أن تدعسني، قرحة أعصاب في المعدة.. كنت دائما أمر بأيام سوداء أصل فيها إلى الكفر والتوقف عن الصلاة وأيام أبتسم فيها وأصلي الفروض بل أصوم الاثنين والخميس..
كثيرا ما أقول لنفسي ما الذي اقترفته فتاة صغيرة بريئة لتعيش هذا يقال الله إذا أحب عبدا ابتلاه ولكن أليس هذا كثيرا!
ثم أعود وأستغفر..فقط لأفاجأ بالابتلاء مستمر
فها هو ابن عمتي ذاك قد تقدم لخطبة شقيقتي الصغرى! بكل وقاحة بكل حقارة، وعندما قوبل بالرفض بسبب فارق العمر لأنه لا أحد يعلم حقيقته؛ رفض أن يستسلم ومازال مصرا بدعوى أنه يحبها ولا يستطيع العيش بدونها، ما هذا أخبروني بالله عليكم، أصابني الخوف والقرف والحيرة وقررت إن وافقت شقيقتي فإنني سأخبرها بالحقيقة.
أحيانا أقول لنفسي ربما توهمت ما حدث ربما ذاكرتي خدعتني ولكنني لا أفهم سبب ما يحدث،
وأيضا خطتي باستغلال تخصصي في صرف العرسان لم تنجح، أرفض وأرفض حتى صار الأمر مريبا، والأمس فقط أخبرتني والدتي أن أبي وافق على أحدهم ويجب علي أن أتقبله لأنه رجل ذو مواصفات جيدة..
والآن ماذا أفعل، أقتل نفسي؟ أتظاهر بالجنون؟
لماذا يفرض علينا مجتمعنا أن ننزف بضع قطرات لإثبات شرفنا!! لماذا تحتم علي أن أمر بكل هذه المعاناة من أجل غشاء لا يهم وجوده من عدمه؟؟
أنا متأكدة من نقائي وعذريتي فلماذا يجب أن أثبت للعالم هذا!!
حاولت فحص نفسي مرارا ولكنني لست متأكدة، لماذا يجب أن تكون حياتي متمحورة حول هذا الأمر!!
لماذا نعيش في مجتمع لا يسمح لفتاة أن تذهب لطبيبة نسائية بمفردها!!!!!!
لقد سئمت حقاً!
صرت أضحك بدلا عن البكاء والشرود يلازمني طول الوقت..
أنا مرهقة تعبة
29/05/2014
رد المستشار
قصتك ليست جديدة، ومعاناتك معاناة الكثيرات مع كل الأسف، مع كل العار، وتكمن كارثتها ليست فقط فيما ينتج من أثر تلك التجربة السيئة على المعتدى عليها ولكن على من قام بالاعتداء!؛
فها أنت تذكرين أنه كان في مرحلة المراهقة والتي فيها كل التخبط والفضول الجنسي مع بعض البقايا المتناثرة الكثيرة من الطفولة!، فهل هو الجاني الحقيقي والوحيد؟، أم أهله الذين لم يحسنوا تربيته؟، أم طبيعة السعودية المنغلقة على كل شيء حتى التعامل الطبيعي فينتج عن ذلك فضول يفوق المساحة المقبولة؟، أم الإعلام المنفلت الذي يكرس للحب والجنس ليل نهار؟، أم التعليم البائس الذي لا يتناول الانسان كبشر يحتاج لفهم نفسه واحتياجاته والتواصل الصحي مع نفسه والآخر؟، أم القدوات المشوهة والمزيفة؟، أم أهلك الذين قصروا في متابعتك والإحساس بك حين حدث ما حدث؟، أم الثقة التي تصل لدرجة البلاهة والحمق في ترك طفلة ومراهق تحت سقف واحد بعيدا عن أعين الأهل؟... أم.... أم..... م؟؟،
وأعود لك أنت فأقول: رغم أنه لم يكن كامل الأهلية والتربية إلا أنه أخطأ خطأ كبيرا يحق لك فيه عدم مسامحته، فلقد انتهك نفسيتك وثقتك بنفسك وإحساسك بالأمان قبل أن ينتهك عرضك، ومن حقك أن تحاسبيه على ما فعله؛ فلا خوف من فضيحة ولا خوف بالقطيعة، ولا خوف منه أصلا؛
فالمخطىء السارق لغير حقه الهاتك لأمانته مع ربه تعالى، هو في الحقيقة الخائف الضعيف!، فهو بلا أدنى شك يقنع نفسه بألا يخاف لأنه يعلم أنك ستخافين من الفضح، وستضعين لصلة الرحم اعتبارا، وكل هذا ليس له محل من الإعراب!،
فلا تستمرئي وجودك أنت، وأنت القوية في مربع الضعف، ولقد دفعت ثمن تصورك الأحمق بالضعف ما فات من عمرك بكل أوجاعه ولا زال حتى تلك اللحظة!!؛ فهو اطمئن لصمتك، وعاش حياته ويحب ويريد الزواج لدرجة أنه يريد الزواج ويتحمل الرفض من أختك!!؛ فمتى ستأخذين موضعك الصحيح؟ متى؟، أتنتظرين مرة أخرى أن يأتي الحل من خارجك؟!! ،فتنتظرين حتى إذا وافقت أختك لتحدثيها هي!!؟،
أفيقي من غيبوبة ألمك وضعفك الذي وضعت نفسك فيها منذ زمن طويل وكفاك انتظارا لآخر يتحمل عنك عبء تحمل مسئولية شفائك النفسي!، ولماذا أقول تصورك الأحمق؟؟، أقول ذلك رغم أنك تدرسين جسم الإنسان كطبيبة إلا أنه غاب عنك تلك الحقائق:
- الغشاء في الطفولة طبيعته تختلف عن البلوغ والرشد؛ فهو عميق ومكان فتحة المهبل التي تؤدي له ليست بالوسع المطلوب لإدخال عضو ذكري كامل.
- المراهق يحمل مشاعر جنسية ورغبة كبيرة لكنه لازال أخرق لا يعرف تماما مكان الدخول وحبكة الإيلاج في الفرج للفض ثم الاستمتاع.
- حين نكون أطفالا نتذكر من الحدث الطويل الحركة، الألوان، الرائحة، المكان، الشعور، فلو كان تمكن من فضه مع مقاومتك لما نسيت أبدا لون الدم.
- بافتراض أنه تمكن من الاحتكاك بالغشاء فهو على أقصى تقدير حدث له تمزق،أو تهتك جزئي بسيط؛ يلتئم يا طبيبة المستقبل إن لم يتم تكرار دخول شيء في مكان فتحة المهبل ولقد مر عشرون عاما كاملة على تلك التجربة السيئة.
هل كنت تحتاجين للتواصل مع طبيبة نساء لتعلمي تلك المعلومات التي تكاد تكون بديهية؟!، أم بخوفك، وإحساسك بالعار والذنب الذي لا يمت لك بأي صلة ؟ فهو الجاني المعتدي هو الذي جعلك تتخبطين في معاناة كبيرة لسنوات من العزلة والرعب والرفض بلا داعي؟،
والآن..واجبك الفوري أن تحترمي العلم الذي تتعلمينه الآن والذي لا يقبل إلا الحقائق، ثم التعامل معه بحده وازدراء في أي مرة يأتي عندكم وعليه هو أن يتحمل عبء تفسير معاملتك، وعينك تكون في عينيه مباشرة بلا خوف ولا خجل، وتوصلي له رسالة أن إسلام القديمة ذهبت بلا رجعة وأنك الأقوى وأنك من تملكين فضحه ولن يهمك شيء،
فإن لم يفهم، أو تأخر في الحضور عندكم، أو كان يكتفي بالاتصالات التليفونية فلا مفر من أن تأخذي موقفا صحيحا مرة في حياتك فتطلبيه أنت لتحدثيه عن فضحك له بكل ثقة وقوة وصرامة إن أكمل قصة رغبته بالزواج من أختك، وأنها ستكون أول من تعلم حقيقته ووضاعة أخلاقه؛ فإن تحدث معك بقلة أدب، أو لوح بأنه سيكذبك فزيدي قوة وصرامة ليتأكد من عدم اهتزازك مطلقا لما يقول،
وإن استخدم طريقة الرجاء والمسامحة، وأنه كان صغيرا لا يفهم فأوصلي له أن هذا الأمر لا يعنيك وأن ثمن ما فعله بك، وظل أثره عليك حتى الآن أقل ما يمكن دفعه هو الاختفاء من محيط نظرك طول العمر، وإن لم تفعلي ما قلته لك، وخذلت نفسك المكلومة؛ والتي تستحق الهدهده وعودة حقها واحترامها والعطف عليها؛ فلا تنتظري أن يضمد جرحها غيرك.واقرئي:
ضحايا صامتات لنفسهن لائمات
ومن تضيق به الدروب: في مديح الأب الغائب مشاركتان
الضائعة: الخال الخائن بدلا من الخال والد مشاركة
عمك الآن خطر، فليتصرف الكبار
وسواس البكارة والفحص الطبي المتكرر
مشاكل البكارة
الاسترجاز بالشيء وغشاء البكارة مشاركة4
غشاء البكارة