مجانين إلى أين؟ لكل خير بإذن الله
أولا :أنا صاحبة مشكلة لم يتم نشرها بعد لذا أنا منتظرة.......
ثانيا:أعترض على كلام روناء بافتقاد الموقع للإرشاد الديني وتدليلها على ذلك بعدم وجود أحاديث صحيحة في الردود.................
ومن قال ان الإسلام قرآن كريم وأحاديث شريفة فقط؟ أليس الإسلام كذلك سلوك وتهذيب؟ وهل تفهمنا معنى آيات الذكر وأحاديث رسولنا الكريم قبل ان نتشدق بها ليل نهار ووضعها في غير موضعها؟ألا نرى في رسالة هذا الموقع من تخفيف لألام الناس آلمتهم أوجاعهم ووجدوا من يسمعهم؟ألا ترين في ذلك شيء من الإسلام؟.........
نحن لا نحتاج لمن يذكرنا بكتاب الله وسنة رسوله بقدر ما نحتاج إلى العمل بهما وتفهمهما.......
و أما عن التجاوزات التي تتحدثين عنها من بعض الذين يرسلون الاستشارات.......
فرأيي أنهم يعرفون رأى الدين جيدا فيم يفعلون ولا يحتاجون لمن يذكرهم بذلك ولكن إرسالهم بهذه المشاكل إلى الموقع يرجع لتوبتهم ورغبتهم في التخلص من معصية الله.........
وأعتقد أن رد الأساتذة والدكاترة الكرام يتنوع حسب طبيعة المشكلة ولا يخلو من الرشاد الديني.
15/9/2005
وأرسلت هدى من سوريا تشارك:
مجانين إلى أين؟ لكل خير بإذن الله
أتوجه بكلامي هذا إلى صاحبة الرسالة لأقول لها:
يا أختي الكريمة ليتك دعمت رسالتك ببعض الأمثلة والبراهين التي تؤيد كلامك، وأعتقد أنك لم تجدي، فمن أين لك أن هذا الموقع يغمض العين عن الانحراف الديني؟
ومن خلال متابعتي المستمرة لم ألاحظ إلا العكس، فقد نجد إحداهن ترسل استشارة أنها فعلت كذا وكذا، ونجد المستشار يلومها إذا لم يلمس في كلامها شعورا بالذنب والندم، أما في حال أن السائلة بدا عليها الندم والشعور بالذنب فنجد أن المستشار يعطيها دعما نفسيا ويدعوها للاستمرار في التوبة ومتابعة الحياة بشكل سليم فهل في هذا ما يخالف شرعنا الحنيف في شيء، بالعكس التوبة والتسامح هي من أهم الأسس التي تكفل للإنسان حياة مطمئنة، والتسامح يعني أن يسامح الإنسان نفسه كما يسامح الآخرين.
وزواج المسيار أو الزواج العرفي -ولو تابعت إسلام أون لاين فستجدين نقاشا حول زواج فرند أيضا-، ليس فيه شيء طالما أنه قائم على عقد صحيح بشاهدين وولي أو بدون ولي في بعض الأحيان، وفي هذا النوع من الزواج تيسير للكثيرين، فقد نجد امرأة مطلقة أو أرملة لا تريد أن تبتعد عن أطفالها، أو فتاة ميسورة الحال لا تريد سوى رجل يعفها فتتنازل عن بعض حقوقها، ما العيب في ذلك إذا كانت الغاية هي العفة وصون النفس عن الوقوع في المحرمات؟
المشكلة ليست في الفتاوى الشرعية التي نجدها هنا أو هناك!! بل في استخدامنا لها...ديننا واسع وشامل ويعطي حلولا لكل الحالات ولكن مشكلتنا في كيف نفهم الشرع وكيف نمارسه؟
ثم يا أختي الناس ليس كلهم متساويين في قضية الحاجة إلى الزواج فقد نجد فتيات يتحملن الحرمان أكثر من الأخريات، فلماذا نضيق على أنفسنا ولو بحثنا لوجدنا ما يناسبنا، قد تحب فتاة رجلا متزوجا ولا تستطيع أن ترتبط به بشكل معلن وبزواج رسمي لاعتبارات كثيرة، فما العيب أن يعقدا عقدا شرعيا ويرتبطا بزواج عرفي مثلا؟ ما العيب إذا كانت الغاية صون النفس؟!
طبعا بشرط وضع قضية الأولاد في عين الاعتبار فلا أحد يرضى أن يأتي أطفال إلى هذه الحياة فلا يجدون لأنفسهم أبا معروفا ...هذا الأمر لا نقاش فيه...
أختي لو بحثت في كتب الفقه فستجدين أحكاما كثيرة وربما ينتابك العجب من بعض الأحكام الغير معروفة للكثيرين، صحيح أن هناك آراء ضعيفة ولكننا نجد كبار العلماء يناقشون هذه الآراء بكل موضوعية وبدون أن يتهم أحدهم الآخر بأنه منحرف أو ما شابه، وهناك الآن ما يعرف بفقه الأقليات الخاص بالمسلمين الذين يعيشون في بلاد الغرب وهذا الفقه لا يعتمد فقط على المصالح المرسلة بل أيضا على أحكام موجودة في بطون كتب الفقه ولكنها غائبة عنا، ربما لأن كبار فقهاء هذه الأمة كانوا أوسع نظرا وناقشوا أحكاما لأمور افتراضية لم تكن موجودة في عهدهم...
للأسف مشاكلنا في ازدياد ومع ذلك نأبى أن نجد لها حلولا جذرية لأننا مقيدون من أسفلنا إلى أعلانا بقيود صنعناها بأنفسنا وصدقناها!!!
الحقيقة هناك الكثير يمكن قوله في هذا المجال ولكني فعلا لا أملك الجرأة على ذلك، لأني أخاف أن يفهم أحدهم ما أقوله على أنه دعوة للانحراف...لكن أعتبر مشاركتي هذه دعوة مفتوحة للنقاش، وليت أن أشخاصا مهتمين ولديهم ما يقولونه يشاركوننا...
في النهاية يبقى الزواج المعلن والرسمي هو حلم كل فتاة وشاب، ولكن عندما يتعذر هذا الأمر لاعتبارات أكيدة وليست متوهمة فما الحل؟ هل نستسلم لليأس، أو نستبدل الطبيعي الذي يمكن الحصول عليه ببعض التنازل وله وجهة شرعية بغير الطبيعي كالعادة السرية أو العلاقات المحرمة؟
أخيرا أحب أن أشكر أختي الأستاذة صفية ولقد كان بودي أن أجعل مشاركتي هذه أكثر وضوحا، وأناقش أشياء قرأتها، ولكن كما قلت خفت أن يفهم كلامي بشكل خاطئ من قبل البعض ولا أستطيع أن أتحمل وزر ذلك....
فإذا كان هناك مجالا للتراسل الخاص معك يا أستاذتي فيا حبذا....
والسلام عليكم
15/9/2005
رد المستشار
كان شيخنا في أصول الفقه – حفظه الله – يختتم كل محاضرة بسورة العصر، تأكيدا مستمرا منه –حفظه الله– على أن الدين إنما ينهض بالأخوة الحقة جمعا للشمل، وتواصيا بالحق، وتواصيا بالصبر، ورسالتيكما ذكرتاني بهذه المعاني الشريفة..
جزاكما الله خير الجزاء على تواصلكما، وأرجو أن تكون الصورة صارت أكثر جلاء الآن بمشاركتيكما، فسعينا في مجانين إلى إقامة أمر الله جهادا بالقلم كل بما يتيسر له، مقالة أو شعرا أو إرشادا مباشرا نفسيا أو اجتماعيا أو فقهيا في إطار الشرع الحنيف ومقاصده السمحة لعل الحياة تصبح أكثر رواء وجمالا ونقاء بالله وفي الله ولله، ويغدو الدين أسلوب حياة يتخذ أشكالا تختلف باختلاف البشر بيئة وعقلا ونفسا ومزاجا وألما وأملا.
ونحن في ذلك كله نرحب بفتح أبواب النقاش لكافة القضايا بحثا وتمحيصا وتأملا وسؤالا لأهل الخبرة لعلنا نستوعب بذلك حاجات الناس، ونفرّج همومهم، ونعينهم ليكونوا متصلين بالله دون حرج.
أما خشية التشويش التي ألمحت إليها الأخت الكريمة هدى فأعتقد أن هذه الخشية لم يعد لها موضع مع التفجر الإعلامي الذي طرح كافة القضايا المسكوت عنها على السطح وصار الابتلاء بها غير مقتصر على أصحابها بل نال كل من اطلع عليها وظن أن الشرع قد حرم أصحابها حظهم من الحياة المستقرة التي تلائم ظروفهم.
أسأل الله عز وجل أن يصلح لنا جميعا المقاصد، ويسدد لنا الأعمال، ويزكيها، ويتقبلها، ويجمعنا بحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو فرح بنا مستبشر لما وفقنا الله إليه من خدمة دينه.
ويتبع ......: مجانين إلى أين؟ لكل خير بإذن الله مشاركة