أخطأت وتابت كيف أتزوج وأنا كذلك؟ م
السلام عليكم؛
كنت قد قررت أن لا أرسل مشاركات خصوصا على تلك التي يرد عليها الدكتور أحمد عبد الله... ذلك أني أعلم كم هو مشغول ولا أريد أن أزيده بالرد على المشاركات... وأنا أقترح وأعتقد أن غيري اقترح أنه ليس من الضروري أن تذهب المشاركات إلى المستشار ليعقب عليها، إذ أن الهدف من المشاركات هو تبادل الخبرات الشخصية بين رواد هذا الموقع..
وأتساءل أحيانا هل من يرسل استشارة ثم يقرأ الرد عليها يبقى متابعا للموقع ليرى المشاركات وعندما أعتقد أن الجواب هو لا أشعر بعدم الفائدة من إرسال المشاركات هذه... وخصوصا إذ ألم ينشرها الدكتور وائل لمجرد أن المستشار المشغول جدا لا يعقب عليها وبالتالي تذهب مع الرياح... على كل حال أسأل الله أن يوفقك يا دكتور أحمد ويسدد خطاك... بعد عتاب الأصدقاء هذا فإني كنت أريد أن أقول للأخت التائبة:
أسأل الله أن يتقبل توبتنا جميعنا ويثبتنا على صراطه المستقيم.... لفت نظري في رسالتك أنك مدرسة وتسألين هل كتب عليك ذلك؟ وسواء أنك اخترت مهنتك أو كتبت عليك: أتعترضين على ذلك؟
إن مهنة التدريس هي ميدان رحب لتثبتي ذاتك وتتركي بصماتك... صحيح هي بصمات مجهولة ولكنك ستجدينها ولو بعد حين... وإذا أردت أن تكوني داعية فالمهنة تعطيك فرصة كبيرة لذلك، مهما كانت مادتك بإمكانك أن تستغلي المواقف المختلفة لتكوني قدوة وداعية من أعلى درجة لهذه الغراس الصغيرة التي تلتقط منك كل كلمة وكل حركة، إذا تعاملت مع مهنتك بهذه الطريقة ستحبينها وسيخفف ذلك عنك الكثير من الضغوطات المعروفة لمهنة التدريس....
وأنا مدرسة مثلك وكثيرا ما أصاب بالإحباط واليأس ولكن أنظر إلى البعض من طلابي فأجد أن عملي لا يذهب سدى معهم، وعندما أبتعد قليلا عن المادة لأحدثهم كأبناء وأخوة وأشاركهم همومهم وأحاول مساعدتهم أجد في نظرات الكثيرين شعورا بالامتنان وكم منهم يفتقد إلى من يهتم به ويرشده...
صدقيني هؤلاء الطلاب هم طريقك إلى الجنة.... حاولي أن تنظري إلى التدريس بنظرة مختلفة فهو ليس مجرد عمل تتقاضين عليه أجرا في الدنيا، بل هو أمانة وتربية ومسئولية كبيرة إن رعيتها حق رعايتها سيكون لك الثواب الكبير في الآخرة... هذا عدا أن مهنة التدريس تغير الإنسان كثيرا، وأنا عندما أقارن نفسي الآن مع نفسي قبل سبع سنوات خلت عندما بدأت بالعمل أجد أن هذه المهنة قد أضافت إلي الكثير وصقلت شخصيتي، وخلصتني من الكثير من العيوب كالعصبية الزائدة وعدم القدرة على تحمل الآخرين، وأصبحت أكثر تفهما للأشخاص من حولي ونماذجهم المختلفة، وفتحت لي بابا لأقرأ وأدرس عن النفس البشرية لأن ذلك يساعدني كثيرا في عملي.. لذلك كله أحببت هذه المهنة بالرغم مما تسببه لي من تحسس أنفي والتهاب متكرر في البلعوم وغياب صوتي الذي يودعني في إجازة في نهاية كل أسبوع...
أسأل الله لك التوفيق وأتمنى أن تصلك كلماتي هذه حتى لو قرر الدكتور أحمد عدم التعقيب عليها، والسلام عليكم.........
30/9/2005
رد المستشار
أهلا بكل مشاركة تصلنا، واسمحي لي بالتعليق المختصر، طالما تعرفين أنني مشغول، ألفت النظر إلى تأكيد أهمية تبادل الخبرات في تنمية قراء هذا الموقع، فالمشكلات أصلا هي خبرات، ومن المفيد الاطلاع عليها بهذه النظرة، وبالتالي الإفادة منها حتى لا تتكرر في حياة كل واحد!!
والإجابات نفسها هي أيضا نوع من المحاولة في بلورة خبرة تحليل وعلاج للسؤال، وظروفه هو وصاحبه أو صاحبته، وكذلك نتوقع أن تكون المشاركات إضافة جديدة بخبرة أو نظرة من زاوية مختلفة، وهكذا. وإذا كانت متابعة صاحب المشكلة الأصلية تفيده فيما يخص مشكلته فإن المتابعة المنتظمة للقراء، والاطلاع المستمر من شأنه إكمال الصورة وبلورة الرؤية.
أما حديثك عن التدريس فقد وجدت نفسي مهتما بتطوير ما نقوله عنه حتى أنني فكرت في أن تتكون مجموعة من أصدقاء "مجانين" تكون معنية بما أسميته أنت "التدريس بنظرة مختلفة"، ووقع في يدي أثناء كتابة هذا التعليق كتاب أحبه وعنوانه :"المعلمون بناة ثقافة"...
رسائل إلى الذين يتجاسرون على اتخاذ التدريس مهنة، وفي تصديره كلام عن ملامح العلاقة بين المعلم والمتعلم، وبين أن أهم أهداف التدريس هو تكوين نظام عقلي لدى المتعلمين، وهو ما يتجاوز مجرد المفهوم التقليدي للقدوة أو الدعوة، وربما نعود لنفس الموضوع إن شئتم.