أعراض الأمراض النفسية1
4 - اضطراب الإدراك Disorder of Perception
الإدراك هو العملية التي تعطى للإحساس معني، أي أنه إحساس أو مجموعة من الإحساسات لها معنى خاص، ولاضطراب الإدراك مظهران:
1 - الخداع Illusion: وهو أدراك حسي خاطئ كثير الحدوث في حياتنا اليومية فكثيراً ما نقابل شخصاً غريباً في الطريق فنعتقد لأول وهلة أنه صديق معين لنا أو أنه قد سبق لنا رؤيته والسبب في حدوث هذا الخداع أن الإنسان يكون في حالة توتر نفسي وترقب عاطفي بما يهيئ الظروف لحدوث هذه الإدراكات الخاطئة، ومثال ذلك أن الذي ينتظر مكالمة تليفونية هامة يكون في حالة تهيؤ لسماع رنين الهاتف (التليفون) ولذلك فهو قد يدرك رنين جرس الباب على أنه رنين التليفون ويظهر الخداع كعارض مرضي في كثير من الحالات العقلية:
- ففي حالات الهذيان Delirium ولا سيما الهذيان الارتعاشي Delirium Tremens يبدو غطاء السرير للمريض كحيوانات ضارية وثعابين تدخل في قلبه الرعب فينزوي في ركن من أركان السرير في حالة خوف وفزع شديدين.
- وفى حالات الفصام: قد يسمع المريض ضوضاء بالمنزل فيعتقد أنها أصوات تتوعده أو قد يرى ظل على الحائط فيعتقد أنه ملاك نزل عليه من السماء، ويمكن تصحيح الخداع عند الأشخاص الأسوياء بالمنطق السليم إذا هدأت حالتهم العاطفية, أما الخداع عند مرضى الأمراض العقلية فلا يمكن تصحيحه مهما كان المنطق سليماً، ويظل المريض مقتنعاً بوجهة نظره، بل ربما حاول إقناع الآخرين، ولا يزول الخداع إلا بزوال المرض.
2 - الهلوسة Hallucinations: هي إدراك حسي مع عدم وجود إحساس حقيقي ولا مؤثر يثيره، والفرق بينها وبين الخداع أنه في الخداع يوجد مؤثر ولكن المريض يسيء فهمه وتأويله، ولكن في الهلوسة لا يوجد مؤثر أصلاً.
ويحدث كل من الهلوسة والخداع في جميع الحواس وهى البصر والسمع واللمس والشم والذوق والإحساسات العضلية والتوازنية وغيرها من الحواس الداخلية والحشوية، وعلى هذا فالمريض قد يعانى من هلوسة بصرية: فيرى أشياء لا وجود لها، أو هلوسة سمعية: فيسمع أصواتاً لا وجود لها أو هلوسة شمية: فيشم روائح -عادة كريمة- بمذاق له طعم معين دون وجود ما يبرره فعلاً فقد يحس بمرارة أو حلاوة لا وجود لما يفسرها، أو هلوسة حسية: فيحس المريض بأنه يلمس أشياء لا وجود لها أو قد يشكو من أن هناك إحساس بأشياء تمشى على جلده مثل ما يحدث في مدمني الكوكايين إذ يحسون بأن حشرة "كالبق" تتحرك تحت جلودهم، أو هلوسة حشوية: يحس المريض بإحساس الألم أو الاحتراق أو غيرها في أحشائه دون وجود مرض يبرر ذلك.
قد تختلف الهلوسات من حيث صفاتها العديدة:
أ - من حيث الوضوح قد تكون مجرد إحساسات مبهمة غير محددة كزيغ البصر (الزغللة) في المجال البصري، والطنين (الوش) في المجال السمعي, وهكذا ولكنها قد تأخذ صورة واضحة المعالم مثل رؤية أشخاص بكامل هيئاتهم أو سماع أصوات أو أحاديث واضحة.
ب - وقد تختلف من حيث الحجم فإما أن يرى المريض الهلوسات -الأشخاص مثلاً- بالحجم العادي، وإما أن يراهم بحجم مصغر في صورة أقزام وإما أن يراهم أكبر في صورة عمالقة.. وقس على ذاك سائر الهلاوس.. وهذا النوع قد يحدث عادة في اضطرابات المخ العضوية العرضية.
جـ - وقد تختلف الهلاوس من حيث استجابة المريض لها فقد تكون شديدة التأثير فيستجيب لها بالإشارة والإيماء أو يرد على ما يسمع، وقد تكون أقل تأثيراً فيستطيع المريض أن يخفيها وينكرها رغم أنه يعانى منها، هذا وقد يدرك المريض أن هذه الإحساسات -رغم إدراكه لها- ليست إحساسات حقيقية وقد تسمى هذه الحالة "شبه هلوسة".
د - والهلوسة تختلف كذلك من حيث دلالتها في التشخيص والتنبؤ: فإذا صاحبها هياج أو مرض عضوي كانت أقل خطورة مما لو وجدت والمريض في حالة من الوعي التام دون أن يصحبها هياج أو مرض عضوي, وهذه هي ما يطلق عليها اسم "الهلوسة الباردة" Cold Hallucination وهى غالباً ما تكثر في الفصام.
5 - اضطراب العاطفة Emotional Disorder
العاطفة هي القوة الدافعة للشخصية في الصحة والمرض واضطرابها يعني الكثير في التشخيص والعلاج وقد يكون هذا الاضطراب من حيث النوع كما قد تضطرب من حيث الكم.
ونعنى باضطراب النوع وجود أنواع من الانفعال غير مألوفة للشخص العادي من حيث تناقضها أو تباينها أو تقلبها الشديد مما يدل على فقد القدرة على التحكم في الانفعال وكذلك قد يدل على تمزق داخلي في الشخصية. وصور الاضطراب في النوع هي:
1- التباين Incongruity: وهنا يشعر المريض بعاطفة معينة لا تتفق مع مجريات الأمور ومحتوى الفكر، ولذلك قد تسمى الظاهرة تباين العاطفة والتفكير: ومثال ذلك أن يظهر على الإنسان الفرح حين يسمع نبأ سيئاً مثل وفاة والده أو رسوبه في الامتحان, أو نرى أن المريض يبتسم وهو يتحدث عن تحويله لمستشفى الأمراض العقلية وهكذا، ويحدث هذا عادة في الفصام.
2 - السيولة Liability: وهنا تكون العاطفة غير ثابتة فتتغير من النقيض إلى النقيض بسرعة وبدون سبب، أو لسبب تافه، فنجد أن المريض يظهر عليه المرح والسعادة، وبمجرد أن نسأله عن اسمه مثلاً ينطلق في البكاء لفترة تكون عادة قصيرة ثم يعود إلى حالته الأولى وهكذا.
3 - التناقض الوجداني (أو ثنائية الوجدان) Ambivalence: ونعنى به هنا وجود الشعور ونقيضه في نفس الوقت فقد يحس المريض بالكره والحب في نفس اللحظة نحو شخص معين -والده مثلا- ونقابل مثل هذا الحال عند الأطفال ومرضى الفصام.
ب - وقد يكون اضطراب العاطفة كمياً: فنرى في المريض نفس العاطفة التي يشعر بها الشخص العادي السليم ولكن بصورة شديدة جداً تعوق تكيفه أو بكمية ضئيلة جداً قد تصل إلى العدم فتحرمه من التمتع بالحياة ومن أمثلة ذلك:
1 - فقدان الشعور Apathy: حيث يفقد المريض القدرة على التعبير عن عواطفه وقد اعتبرنا ذلك تغيراً كمياً من حيث أنه قريب من درجة الصفر في إدراك العواطف أو التعبير عنها رغم أنها قد تكون موجودة ولكنها منسحبة إلى الداخل في اللاشعور.
2 - اللامبالاة Indifference: وهنا يشعر المريض بالشعور السليم المناسب ولكنه يفقد القدرة على التعبير عنه، فيبدو للفاحص أنه فاقد للشعور ولكن إذا سئل عن شعوره أجاب بما يفيد أنه حزين أو مسرور.. الخ.
3 - التعبير الأجوف أو السطحي: وهنا قد يبدو على المريض مظهر الانفعال العاطفي ولكنه يقرر أنه لا يشعر بحقيقة هذه العواطف أو قد يتبين الفاحص فيما بعد سطحية هذه العواطف وفراغها.
4 - الاكتئاب Depression: وهو الشعور بالحزن لدرجة كبيره جداً دون سبب مناسب. أو مع وجود سبب لا يستلزم كل هذا الحزن، ويوجد هذا الشعور عادة في مرض الاكتئاب.
5 - المرح Elation: وهنا يبدو المريض في حالة شديدة من الفرح والانشراح دون مبرر مناسب أو لسبب ضعيف واه، ويحدث هذا عادة في مرض الهوس. وقد يصاحب الشعور بالرفعة والاعتزاز ويسمى هذا الشعور "الزهو".
ونحب أن نشير إلى أن كلا من شعوري الاكتئاب والمرح يتصفان بقدرتهما على التأثير على المحيطين، فعادة ما يشعر الطبيب بالحزن أثناء فحصه للمريض المكتئب، كما قد يحس بالسرور مع المريض المرح، تعاطفاً مع المريض ومشاركة له دون أن يؤثر ذلك في حكمه وقدرته على مد يد العون له.
6 - القلق المرضي Morbid Anxiety: وهو حاله من الخوف المجهول المصدر، ويصحبه عادة توتر وتهيب للمواقف صغيرها وكبيرها، وعدم استقرار عام، وهو شعور عادي في مواقف التوقع والقلق -في حدود معقولة- يدفع الإنسان للعمل حتى يوجه طاقته إلى تحقيق الخير واجتناب التوتر، ولكنه قد يزيد عن حده حتى يصبح عائقاً عن الإنتاج ومزعجاً للفرد في كافة مجالات نشاطه، ويصبح حينئذ قلقاً مرضياً.
6- اضطراب الذاكرة Memory Disorder
تضطرب الذاكرة في الأمراض النفسية اضطراباً بالغاً، ويظهر هذا الاضطراب إما في كمها أو في تغير طبيعتها (نوعها)، ومن صور الاضطراب الكمي ما يلي:
1- حدة الذاكرة Hypermnesia: وهنا تشتد الذاكرة حتى تشمل كل الأحداث بكل التفاصيل, فيحكى المريض تاريخ حياته مثلاً بمنتهى الدقة ذاكراً الأيام بل وأحياناً الساعات التي وقعت فيها الأحداث.
2- فقدان الذاكرة Amnesia: وقد تقابل فقدان الذاكرة في أحد الصور التالية:
أ- فقدان الذاكرة للأحداث القريبة Anterograde Amnesia: ويتصف عادة بأنه يزيد بمرور الأيام ويحدث أكثر ما يحدث في الشيخوخة وتصلب الشرايين.
ب - فقدان الذاكرة للأحداث البعيدة Retrograde Amnesia: وهذا هو ما يحدث عادة في النسيان العادي، وهو لا يزيد بمرور الوقت، وقد يصحب النوع الثاني النوع السابق.
جـ - فجوات الذاكرة Amnesic Gaps: وهنا يحدث فقدان الذاكرة لأحداث فترة محددة من الزمن، حيث يستطيع المريض تذكر ما قبلها وما بعدها بصورة واضحة: وتحدث هذه الفجوات في الهستريا وبعد الارتجاج.
وقد يكون اضطراب الذاكرة نوعياً ويحدث في أحد الصور التالية:
1 - التزييف Falsification: ويكون في صورة إضافة تفاصيل كاذبة على أحداث حدثت فعلاً، ويحدث هذا دون قصد واضح أو إدراك كامل بحدوثه. وعادة ما نلقاه في حالات الهستريا والفصام الضلالي البارانوي.
2 - التأليف Confabulation: وهو التحدث عن وقائع لم تحدث إطلاقاً على أنها حوادث وقعت للمريض فعلاً يحدث هذا في الهستريا وبعض أنواع الأمراض النفسية العضوية، وقد يسمي العامة هذه الظاهرة "الفبركة".
3 - ظاهرة الألفة Familiarity Phenomenon: وهى الظاهرة التي تتوقف على خداع النظر أو.. السمع كأن نقابل شخصاً غربياً في الطريق فنعتقد لأول وهلة أنه صديق قديم وأن وجهه مألوف لدينا، أو نسمع أغنية لأول مرة فنتصور أننا سبق أن سمعناها.. وهكذا.
7 - الوعي... الانتباه... إدراك البيئة Consciousness Attention Orientration
الوعي هو حالة من اليقظة يدرك فيها الإنسان نفسه وعلاقته بما حوله من زمان ومكان وأشخاص، كما يمكنه أن يستجيب للمؤثرات استجابة صحيحة، وإذا اضطرب الوعي اضطرب معه الانتباه وإدراك البيئة.
اضطراب الوعي: قد يكون اضطراب الوعي كمياًً أو نوعياً ويتغير الوعي من حيث الكم في أحد الصور التالية:
1- النوم: وهو تغير طبيعي للوعي، غير أن النوم قد يضطرب في حد ذاته وذلك في صورة من الصور الآتية:
أ - قد يشكو المريض من كثرة النوم Hypersomnia في حالة الهستريا وبعض أنواع الفصام.
ب - قد يشكو المريض من قلة النوم أو انعدامه Insomnia في حالات الاكتئاب والهياج.
وهنا نشير إلى أن الأرق أول الليل أكثر تواتراً في حالات الاكتئاب التفاعلي، أما الأرق آخر الليل أي الاستيقاظ مبكراً والعجز عن النوم فهو في حالات الاكتئاب الداخلي أساساً.
جـ - قد يشكو من تقطع النوم.. في حالات التوتر والقلق.
د- قد يشكو من اضطراب نظام النوم فينام المريض بالنهار وبصحو بالليل مثلاًً في حالات الفصام أو الاضطرابات العضوية.
هـ - قد يصاحب النوم مظاهر أخرى كالكلام والمشي أثناء النوم والكابوس وغيرها.
2 - الذهول stupor: وهنا يقل الوعي والانتباه لدرجة كبيرة ولا يستجيب المريض إلا للمؤثرات الشديدة كالألم الشديد مثلاً.
3 - الغيبوبة Coma: وهى أشد درجات الذهول، وفيها لا يستجيب المريض لأي مؤثر مهما كانت شدته.
وقد يتغير الوعي نوعياً في أحد الصور التالية:
1 - الانشقاق Dissociation: وهنا يتميز كل نشاط بدرجة من الوعي تختلف عن درجتها في النشاط الآخر، ومثال ذلك ما يحدث في المشي أثناء النوم Somnambulism حيث نجد أن النشاط الحركي يكون واعياً في حين أن النشاط الحسي والفكري يكون غير واع وهكذا - وقد يحدث هذا الانشقاق في اليقظة بصورة كاملة أو جزئية في الحالات المرضية كالهستريا.
2 - التوهان Disorientation: وهنا يعجز المريض عن التعرف الصحيح على ما بالبيئة من أشخاص أو زمان أو مكان أحدها أو جميعها، ولكنه يستجيب للمؤثرات الأخرى. ويحدث هذا عاده في الأمراض العقلية العضوية.
3 - ازدواج إدراك البيئة Double Orientation: وفى هذه الحال يدرك المريض أنه موجود في مكانين بعيدين عن بعضهما في نفس الوقت وقد يتحدث عن ذلك، ومثال ذلك الشخص الذي يجالس أصدقاءه في مسجد الحسين، بالقاهرة ويخبرهم أنه يصلي العشاء في ذات اللحظة في مسجد السيد البدوي بطنطا, ويسمي العامة ذلك أنه من "أهل الخطوة".
وقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن درجات الوعي وأنواعه بحيث أصبحت دراسة ذلك لازمة لكل مشتغل بالطب النفسي - ولن نستطرد هنا إلى هذا التفصيل ولكننا نكتفي بالإشارة إلى أن الوعي في الحالات العادية لا يكون في أعلى درجاته، وأنه في بعض الأمراض مثل الهستريا قد يضطرب لدرجة تفسر الأعراض، وفى نفس الوقت قد يكون الفنان الخالق أو المتصوف ممن يعايشون درجة أعلى من درجات الوعي دون أن يكونوا مرضى بحال.
اضطراب الانتباه:
1 - زيادة الانتباه Hyperprosexia: قد يزيد الانتباه زيادة ملحوظة فينتبه المريض إلى كل المؤثرات والى تفاصيلها كذلك ويحدث هذا في مرض الهوس.
2 - قلة الانتباه Inattention: قد يقل الانتباه تماماً أو ينعدم كما ذكرنا في حالة الذهول أو الغيبوبة, ولكنه قد يقل بدرجة أقل نسبياً في حالة الاكتئاب أو الاضطراب العقلي والعضوي.
3 - الانشغال: Preoccupation: قد يتجه الانتباه إلى المؤثرات الداخلية دون الخارجية، فينشغل المريض بشكل زائد بمشكلة ما تحتل فكره وتؤرقه ويكون هذا على حساب الانتباه إلى مؤثرات البيئة.
4 - تحول الانتباه Distractibility: وقد يتصف الانتباه بسرعة تحوله من مؤثر إلى آخر.... كان المؤثر الجديد غير متعلق بالموضوع الأصلي.
8 - البصيرة Insight
البصيرة ظاهرة هامة في الأمراض النفسية والعقلية. فهي تكون موجودة في الحالات النفسية وغير موجودة في الأمراض العقلية، ووجودها دليل على تماسك الشخصية وكذا على احتمال الشفاء، والبصيرة تعتمد على قدرة الإنسان على تأمل نفسه داخلياً وخاصة فيما يتعلق بشكواه وأعراض المرض الذي يعانيه وأن يدرك -جزئياً على الأقل- أن سبب ذلك كله يرجع إلى المرض الذي أصيب به، وتكون البصيرة كاملة إذا ما كان إدراك المريض لطبيعة مرضه سبباً يدفعه إلى استشارة الطبيب المختص باحثاً عن علاج، ثم يتقبل العلاج ويستمر فيه حتى الشفاء.
9 - الأعراض الجسمية
ينبغي أن يفحص المريض النفسي فحصاً عضوياً شاملاً، وذلك كالمتبع في أفرع الطب الأخرى مثل الأمراض الباطنية العامة والخاصة والجراحة وأمراض النساء وغيرها، ولا يقل فحص الجسم في الأهمية عن فحص النفس في حالة المرض النفسي أو العقلي إذ كثيراً ما تكون الأعراض النفسية والعقلية نتيجة لتغير عضوي. وبالمثل قد تحدث الأعراض والأمراض تغيراً عضوياً في أجهزة الجسم المختلفة.
ويتبع >>>>>: تشخيص المرض النفسي
نقلا عن موقع أ.د. يحيى الرخاوي من كتاب مبادئ الأمراض النفسية.
اقرأ أيضا:
هم يحتاجوننا بقدر ما نحتاجهم / صحوة التيار الديني وانحسار التيار الأخلاقي