تركت العنان ليدي كي تخط ما أشعر به دون قيود هذه المرة لا أعرف لماذا الآن أتذكر أيام الطفولة والصبا وقت أن كان القلب مفعم بالأمل كنت أظن أن يدي ستلامس السحاب كانت الأحلام كبيرة والقلب غض لم تشوهه الحياة ما بالي اليوم أتأرجح بين يأس ورجاء أين أحلامي الكبيرة؟ وضحكاتي الصغيرة.
من قتل الحلم في القلوب؟ فتوقفت النفوس حتى عن الأحلام بات الحلم أمنية بعيدة المنال ساعتها فقط تذكرتك تذكرت ابتسامتك العذبة ووجهك المشرق بابتسامة الأمل يوم أن عرفتك كنا في السنة الإعدادية بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية هذه الكلية العريقة التي تجذبك إليها بروعة تصميمها المعماري الذي يوحي لك بالعراقة ويذكرك بزمن العمارة الجميل كنت أجلس بجانبك في المحاضرة وبعد انتهائها ظللت جالسة لم أكن أعرف كثير من الأصدقاء وقتها ففضلت البقاء في قاعة المحاضرات وكنت جالسة بجواري ابتسمت لك وتعارفنا عرفت أن اسمك إيمان.
تصافحنا وجلسنا نتكلم حتى موعد المحاضرة التالية افترقنا وكنت أراك أحيانا فأشير بيدي بالتحية فتردي بابتسامتك العذبة التحقنا سويا بقسم الهندسة المدنية لم نكن أصدقاء حقا ولكن كنت من الزميلات العزيزات على قلبي كم كانت أحلامك عذبة كنا في السنة الثالثة في الكلية وكان مشروع توشكى العملاق قد بدأ كنت تتمنين أن تعملي هناك كنا نضحك كلنا ونردد أغنية (قولنا حنبني وأدينا بنينا السد العالي)، وليه لا يا محبطين كنت تتهمينا بالإحباط وأننا نعجز حتى عن الأحلام.
هكذا عرفتك وقلبك الصغير ملئ بالأمل وفجأة زلزلتني المفاجأة، خبر موتك وأنت في الحادي والعشرين من عمرك كنا في السنة الثالثة في الكلية وقد نجحنا جميعا وانتقلنا إلى السنة الرابعة سنة التخرج وفي هذا الصيف المشئوم سمعت الخبر فما صدقته هكذا اختطفك الموت فجأة دون مرض سبحان الله التحقنا بالسنة النهائية ظل المعيد في السكشن يردد أسمك ويسأل أين زميلتكم لماذا لا تحضر العملي؟ لم يجرؤ أحد أن يقول أنك ذهبت بلا عودة وبعد مرات عديدة وإلحاح المعيد لمعرفة سبب اختفائك أستجمع أحد زملائنا شجاعته وأخبره بوفاتك ليهز رأسه ويشطب بالقلم على اسمك الغالي لتصبحي مجرد اسم محفور في قلوب من أحبوك وعرفوك مضت الآن إحدى عشر سنة على رحيلك ومازلت أذكر ابتسامتك العذبة التي كانت تبعث في قلوبنا الأمل لن أنساك أبدا ستظلين تذكرينني بزمن الأحلام الجميلة فإلى لقاء آخر كريم عند رب العالمين.
واقرأ أيضًا:
هيا حقق حلمك / كلنا ليلى / صديقتي العزيزة تحية لك أينما كنت