(ينعدم الألم حين يتساوى الذهب مع الحجر) هكذا تقول الحكمة القديمة، أي حين ينتهي تعلق الإنسان بهذه الأشياء المادية الزائلة... ولكنني لا أعرف علي وجه الدقة سبب هذا الألم الناتج عن تعلق الإنسان بالماديات هل لان وجودها والخوف من فقدها قد يكون مؤلما في حد ذاته، أم أن طريقة الإنسان في تحقيق هذه الأشياء المادية قد يتسبب له في الألم كونه قد يتبع أي منهج أو طريقة لتحقيق رغباته.
وحين يدرك أن قد أخطا الطريق وان هذه الماديات إلى زوال وأنها لم تكن تستحق منه أن يدنس روحه بالوقوع في الخطايا ساعتها قد يتألم، ولكن هل معنى ذلك أن نعيش رهبان في صحراء التقشف مفضلين تلك المثاليات متسامين ومترفعين عنها حتى نحيا في سعادة!! وهل هكذا تتحقق السعادة؟!! أم أنها تتحقق حين ندخل معترك الحياة؟!! ونواجه تلك الرغبات فنتسامى ونترفع عنها محاولين قدر الإمكان أن نتمسك بتلك المبادئ التي نؤمن بها.
إن الانسحاب من خوض معركة تهذيب النفس لهو أسهل الحلول وأيسرها على الإطلاق، ولكن المواجهة والاشتباك مع تلك الرغبات والمحاولة الدائمة لتهذيبها هو هذا الطريق الوعر الذي قرر الإنسان أن يخوضه ليثبت لنفسه قبل الجميع.... أنه جدير بهذا اللقب لقب إنسان.
واقرأ أيضًا:
هكذا أشعر / البحث عن نصف الحقيقة / التفاصيل الصغيرة