كم أفتقدها الآن في حياتي تلك التفاصيل الصغيرة حتى أنني أشعر بالأسى حين أجد البعض يمارسها أمامي بمنتهي العفوية فهي رغم تفاهتها تجعلك تشعر وأنت تفعلها باهتمام, بأنك مازالت تحيا، وحين نفقدها نشعر بأننا فقدنا طعم الحياة.
استمتاعك بمشاهدة انعكاس ضوء الصباح على صفحة الماء، الخروج مع أول خيوط الصباح لشراء جريدتي المفضلة، لقاء ولو قصير مع أصدقاء قدامى نمضي الوقت في تذكر تفاصيلنا الصغيرة التي تشاركناها يوما، هذه المتع التي قد يظن البعض أنها صغيرة إلا أنها هي ما تجعل للحياة معنى تضفي عليها هذه الروح الطازجة التي تشعرك بأن كل يوم مختلف عن الآخر لا أعرف هل فقدت الرغبة في أدائها أم فقدت القدرة على الاستمتاع بها وسواء هذا أو ذاك فالنتيجة واحدة.
كثيرا ما أسأل نفسي منذ متى وأنا هكذا فلا أستطيع تحديد بداية لهذه المشاعر فقط أشعر بأنها تسللت إلى رويدا رويدا حتى استيقظت يوما فوجدتني لا أطيق الحياة.
أتجول في الشوارع وكأنني أشاهد فيلما سينمائيا وأنا المتفرجة الوحيدة فيه الجميع في حركة دءوبة وأنا أنظر إليهم ذاهلة وكأنهم يقومون بأعمال خارقه للعادة، فحتى أعمالهم البسيطة أحيانا لا أجد لها الطاقة أو الرغبة الكافية لأدائها....
أحيانا ما أشعر بعبثية كل شيء، أتعجب من لهاثهم المتواصل وأشفق علي نفسي من هذه الحالة من الجمود، وبين جنونهم ويأسي مازالت أحيا.
واقرأ أيضًا:
البحث عن نصف الحقيقة / اللقب إنسان / يا أخي نم قرير العين