في زوايا المكان تنتشر ذكريات الحب, حب جارف جمع بينهما كان كمقطوعة عذبة متناغمة, هي تذكر أول نظرة من آدم وتذكر كيف دق قلبها لآدم كيف اختنقت الكلمات وهربت من فمها كيف ظهر وجهها بلون الورد! لقد سلب لب عقلها وعطل دوائر منطقيتها وباتت تفكر بقلبها وتكلل ذلك الحب بزواج باركه الأهل والأحبة تمنت بأن تكون تلك النهاية السعيدة, وعاش الجميع بسعادة وهناء حتى جاء الموت هادم اللذات وفرق بين الحبيبين!
لا لم تنتهي بذلك المقطع ولا بتلك الروعة لا لم يكتب لها النجاح؟ إذ تسلل الحب هارباً من قلبيهما وتضائلت اللحظات الجميلة وجف نبع العشق وذبلت أزهار الربيع ولم يبقى من قصة جميلة سوى صور باهتة وذكرى لحظات تبددت وتبخرت في السماء قصة آدم وحواء قصة معقدة نتبادل فيها الاتهامات والخيانات والتقصير وتطوى صفحة وتبدأ أخرى أو تكتفي بتلك, كان تلك جملة من أفكار تزاحمت في رأسها, وهي تجمع أغراضها مغادرة قفصها الذهبي الذي تحول لجحيم أحمر وتلملم أشياءها صورها ملابسها وكرامتها وتغادر يقف آدم في ردهة المنزل بوجه يعلوه الألم لماذا تغادرني حواء منذ الأزل حواء لآدم وآدم لحواء, حواء تغادر لغير رجعة يلقي بآخر أوراقه يعطي وعوداً جديدة سأفعل وأفعل عودي لا تغادري لكن وعوده أكبر من أن ينفذها وفكرت حواء بعقلها لا بقلبها لقد حان الرحيل.
المشهد يبدو قاتما ومؤلما لكن الحياة تستمر رغم الجرح النازف, أما هي مسحت عبراتها وأغرقت ذكرياتها في بحر النسيان فمضت في حياتها وبنت طريقا جديدا لها تبدو سعيدة مطمئنة رغم أنف الجميع، بدت مثقلة بالحكمة ومكتوية بقسوة الأيام لكن أحالت تجربتها المريرة لدرس تعلمت منه أبجديات جديدة للحياة.
هو يتخبط من زيجة لزيجة يتزوج وينفصل يريد تذوق حب كأول حب دق قلبه له, لكن لا شيء كذلك الحب, لملم نفسه واتجه إليها, اعترض طريقها وأقسم لها بأنه كفر بكل النساء وما من شيء يعادل حبها وقلبها, عودي؟ حواء عزيزتي؟
تركته يقف هناك ينظر نظرات الأسى لم تجبه حتى هي أعلم الناس به وبوعوده البراقة وبأيمانه المغلظة, أقسمت بأن لا ينكسر قلبها ويفيض دمعها من أجلك آدم....... هل بعد الموت حياة... هل بعد الخيانة حب هل هناك جزء ممتلئ في الكأس لا فاض قهراً وألماً...., انتعش قلبها.... وأثنى عليها عقلها لقد انتصرت في معركة البقاء وها هي في هذه الحياة تسعى في مناكبها يوم لك وأيام عليك....., قد تجرب حب آدم من جديد وقد لا تجده أبداً لكنها الحياة تستمر بك أو من دونك يا آدم.
واقرأ أيضاً:
بوح أم / عيد الحب في زمن الكراهية!