عيد العشّاق، يوم المحبين يتبادلون الهدايا فيه وتتأجج فيه نيران العشق، تزدان المحلات بزينة حمراء وتزدحم بالورود ويكثر مرتدو اللون الأحمر تعبيراً عن انغماسهم بيوم وجد لقلوبهم!.
حمّى الشراء تستعر، ورسائل الشوق والحب لا تتوقف في المحمول، أراقب وأنا في طريقي لبيتي مشهد عيد الحب هذا ويدور في رأسي سؤال: منذ متى أصبح الشعب العربي رومنسياً هكذا يحتفل بالعشق والحب ويرتدون له الأحمر ويبتهجون به؟ منذ متى يعبّر الرجل العربي لزوجته عن عشقه وغرامه لها؟ أيحدث أن صلابة وقسوة رجالنا تغطّ في سبات طوال السنة لتنطق كلمات الهوى للزوجة الحبيبة- أقول الزوجة وليست مراهقة صغيرة تعشقها لتجدد مراهقتك بها- وأكرر زوجة في يوم يتيم من أيام السنة؟ أيحب الرجل العربي زوجته أصلاً؟ أيعبّر لها عن حبه؟ أيحب أطفاله؟ هل يحضنهم؟ هل ينطق بكلمة "أحبكم"وما أثمنها من كلمة؟ هل يقتصر الحب على غرام المراهقة مبكرة كانت أم متأخرة؟ يقال أن الأحبة يشتركون بنفس إيقاع نغمات القلب، ألدنيا هذا الحب حتى؟ أيمكن أن يغلق القلب صماماته لسنة ليحتفل بها في يوم واحد؟ أم هو تقليد أعمى لثقافة الغرب؟.
أقول للمبتهجين بيوم الحب: وفّروا نقود هداياكم واخلعوا الأحمر، أوقفوا تقليدكم الساذج، وامنعوا قطف الزهور بلا فائدة؛ الحب نبع صادق لا يُحشَرُ في يومٍ واحد، ليس له لون واحد، ولا يقتصر على حبيب وحبيبة، الحب لا يمكن إختزاله بوردة حمراء ولا هدية ثمينة، الحب تضحيات نبذلها للطّرف الآخر وعطاء بلا انقطاع. الحب هو حب الله أولاً وآخراً، وحب رسوله وآل بيته، وحب فلذات أكباد، وبالطبع رفيقة الدرب.
شعرت بسخط على مصابي داء الحب في ذلك اليوم؛ غضبت للورود التي أعدمت من أجل هكذا مناسبة، وساءني اللون الأحمر الذي يتدفق في الأجواء! تذكروا في بلاد شقيقة لنا يتدفق الدم الأحمر بلا ثمن، ويستعر القتل في كل شبر.. فأي عيد للحب هذا في زمن الكراهية والقتل وإراقة الدماء؟!.
واقرأ أيضاً:
بوح أم / انفصال / مجنون في زمن العقلاء