بين ثنايا الزمن تعيش تفتك بها الوحدة وتلتف الجدران الباردة حولها تكتم أنفاسها الدافئة هي لا تعلم بأي الفصول نحن فالربيع خريف والصيف شتاء, لا تعرف الوقت فالليل نهار والنهار ليل لا تسمع سوى دقات الساعة واعتادت تلك النغمات لا شيء مميز هنا تقوم هي فقط تتنفس اليأس الذي أشبع المكان وتتأمل الفراغ ضاعت بين الأزمنة والأماكن صمتت كما تصمت القبور إذ هربت الكلمات وتلاشت, غطت مراياها لأنها تظهر الحقيقة وفقط الحقيقة المرة وتظهر غصة رسمت خطوطا من الزمن حول وجهها.
تحاول الخروج من بيتها تمسك بمقبض الباب تتذكر بأنها لا تعرف أحدا ولا أحد يعرفها؟ تريد الخروج من هذه الحفرة لكن أنى لك الخروج؟
جلست على مقعدها أغمضت عينيها وبدأت رحلة خيالية فقط داخل خلايا رأسها, بدت رحلة تحمل معدنا نفيسا نادرا في زمن كهذا رحلة سعيدة وآمنة. أطلقت العنان لعقلها لأخذها حيث لا تستطيع وبدأ العقل يرسم صور جميلة ويقدم خدمة فريدة بدء يرسم حلماً جميلاً لم تحظ به يوماً وجعلها من ساكني هذا الحلم..... بقدميها أحست بأعشاب الربيع أحست بقطرات الندى تلامس وجنتيها، بعينها رأت زهور البنفسج ترقص مع الرياح تراكضت كفراشة بين اللون الأخضر الذي يفيض في كل مكان...
سمعت تغريد الطيور، غنى كل عصفور لحناً.... لحن الحياة، لا تسمعه إلا هنا.... وركضت برشاقة، بدا كل شيء متناغماً، متراحماً، كأن الطبيعة تحتفل بعذريتها بعيداً عن مسِ البشر لها ببريق حضارتهم الزائفة، استمرت بالركض كطفلة صغيرة، حتى وصلت البحر داعبها بأمواجه ومازحها بمائه وأحسن ضيافتها بنسيم عليل جلست على ضفة البحر شكت له همها ووحدتها، طمأنها البحر أنا وحيد حتى الشمس وحيدة، جارنا القمر وحيد أيضا وسنبقى كذلك... كانت الشمس ترسل خيوطاً ذهبية لتدفأ لها المكان كانت تسترق السمع لحديثها مع البحر لم تتكلم لكنها بدأت بالمغادرة وامتزجت الدنيا بغروب هادئ.
كانت تلك مغامرة من مغامراتها وعصف ذهني تمارس فيه إنسانيتها وحاجتها الملحة لجرعة من السلام الداخلي، اختارت البحر صديقا ونعم الصديق مستمع جيد، دائما موجود لن يبرح مكانه... تصادقت مع الشمس ونعم الصديقة رقيقة في الصباح وقوية في الظهيرة، وخفيفة الظل ليلاً.
استفاقت وشعور منتعش في داخلها لا تدري في الغد أين تسافر؟ لربما لجبال الألب أم لتاج محل، لطالما كانت تحب سبر غور الفضاء حيث ستزور النجوم ولربما تلك محطتها القادمة.
هنا لا حدود للخيال لا قيمة للمسافات هنا العالم بكل مقدراته موجود في دماغها هنا دماغها ينقذها من حالتها البائسة ويباعد بينها وبين سيئة الذكر السرايا الصفراء.
أدعوكم لتجربة فريدة من نوعها تجربة مع نفسك وعقلك ستكون بدون منغصات البشر........ رحلة موفقة للجميع.
واقرأ أيضاً:
عيد الحب في زمن الكراهية! / مجنون في زمن العقلاء / أكره عيد الأم !