يلتف الليل بسواد كاحل يكسو الأرض بحلل سوداء، تتوقف الأرض عن التنفس ويغرق الكل بسبات عميق، ينام خلق الله ولكن قلبي وعقلي حرما لذة الراحة، لا يفرقان بين الأزمنة وهذا يرهقني وحدي في العاصفة، وحدي كما خلقت وكما أتيت للدنيا وحدي سأرجع لوحدي.
السماء تبدو كلوحة صماء ينقصها الكثير إلى أن تتسلل النجوم بالظهور تبدأ برسم رسمة يعجز فنان عن وصفها كل نجمة تتلألأ لوحدها هناك في الكون الكبير يصلنا نورها وشعاعها أي مسافة تبتعد وفي أي كون تكون؟ وأي قصة تحكي؟
ما يخرجك في الليل, تعشقين هدوء الليل أم تتحاشين فياضانات البشر المرهقة, تعزفين لحناً لحبيب ضاع استتر في الكون أم سئم قلبك حتى دقاته ومل عقلك حساباته؟ أحسدك وأغبطك؟ هناك على بعد ملايين السنوات الضوئية تتعلقين بعزة هناك بغرور سئمت ساكني الأرض كما سئمتهم لينني كائن برأس أخضر أعيش في مجرة ما وأتبع لحضارة أخرى, ليتني جارتك نجمة مثلك عندما أغضب أنفجر وأطلق أشعتي في كل الاتجاهات؟؟؟ لا يقبع الألم في داخلي ولا يخرج مني فلا انفجار ولا أشعة, فقط رأسي وخلاياه الكثيرة تبقيني قيد الحياة وأي الحياة.
اعذريني أطلت حديثي لنجمة مثلك؟ هذا ما يفعله من سئموا الأرض بما رحبت. آه أذيبيني بحرارتك وخذيني بعيداً من هنا وسأكون سعيدة مثلك؟
لربنا لا يناسبك في الغد سأكلم نجمة أخرى علها تستمع لي وترق لحالي وترسل شعاعا يحملني لها فلا تظني نفسك النجمة الوحيدة هنا السماء تمتلئ بنجوم مثلك والليل يطول وسأبقى عاقدة الأمل على رحلة عبر الأزمنة إلى أن تتحقق وربما لا تتحقق.
مستعدة لأقبع بثقب أسود يأخذني بعيدا عن كوكب أزرق كوكب الحياة الذي انعدمت الحياة من مفرداته وبات اليأسء معظم كلماته.
كل ما يعتري دماغي من سيناريوهات إنقاذ لحال بائس طال بؤسه وأوصدت أبواب الأمل في وجهه وسأبقى أحاول الخروج من السحب الداكنة حتى يصفو ما عكره الزمن وما كاله لي القدر عل قلبي يتذوق طعم حياة قبل الممات.
واقرأ أيضاً:
مجنون في زمن العقلاء / رحلة خارج الزمن / أكره عيد الأم! / يا رب احم مصر