انخفضت أصوات من يهتفون للشرعية في بلاد الأحرار، فلقد اغتيلت حناجرهم، وغابت طيور الحرية فلقد بعثرت أعشاشها وحانت هجرة لنتقي صقيع الشتاء وغادر الربيع المنطقة وحل الصقيع وبدأت العودة لوتيرة الحياة العادية.
عادت همومنا تطفو فوق هم الوطن، وعادت سحب كآبتنا تبدد سحب الخير والمطر، وسقطت أحلامنا صريعة فوق مذبح الدنيا، نذرف عبرات القهر ونتنهد بزفرات اليأس، صحراء تمددت فوق رؤوسنا اقتلعت بذور الحرية فأنى للزهور الظهور، جفت نبع الكرامة من رؤوسنا التي حلمت بالحرية والديمقراطية.
تبدد ذلك الحماس الذي أعاد للنفس أسباب الأمل، وبقي السراب، تلك حال أمتي، قتل الآلاف وحرقت الميادين ودمرت الأوطان، لم يبق سوى شعار الحرية الجريحة نطالعه بيأس، خذلنا الوطن والمفترض الوطن هو الهاجس الأسمى والهم الأرقى.
خذلنا الأمة بسكوتنا وقبولنا لنعال المستعمر تمرغ حريتنا بالتراب كلما شاءت، وعد بلفور في فلسطين هو الشوكة التي تقف في حلوقنا، حال بلادي وبلاد أشقائي، تبكي المقل، هم بلادي يسكن ما بين الجفون ويرقد بين القلوب.
منذ عقود ومعركتنا مع المستوطن مستمرة، وليس لنا بين الأحرار موطئ قدم ولا حتى بارقة أمل.
تعاظمت أحلامنا بك يا بلادي ولكنا خذلناك وخذلنا أشقائنا وكانت أخوتنا لهم كأخوة يوسف، تشاغلنا عنك وعنهم بهموم تافهة وأنت الأم والأب، وهم أشقائنا، بلدي...... أنت قصة الحب الأبدية، هي قصة عشق الشمس والقمر، قصة حب الأرض لحبات المطر، قصة حب النحل للزهر، قصة عميقة بعمق المحيط والبحر، قصة أرويها ساعات السحر، قصة أذكرها لساعات الفجر، بلدي يغتصبه المحتل، يقتلع زيتونه، يستبيح أقصاه، يجهض أحلام أبنائه..... من لك يا وطني.........
واقرأ أيضاً:
وحدي مع النجوم / جمعة دموية / يا رب احم مصر / أيها القدر
التعليق: لنا لله ولا أحد سواه, وتبقى فلسطين هي همنا الأبدي
ولكن لن يفلح الصهاينة بإذن الله بتمرير مخططهم في إزالة الأقصى وإلغاء عروبة القدس, فإن للبيت ربا يحميه