رياح الكراهية تهب في الأجواء وليس في مصر لوحدها، إعصار يدمر المنطقة برائحة البارود وبلون الدم، الدم المصري، من كان انقلابياً فهو من الأخيار ومن يجرؤ على معارضته وجب قتله وسحله وحرقه، تلك فتوى العسكر حتى في خطابه الأخير لم يرفع الأذان على قنوات التلفزة المصرية إذ بيان السيسي فوق كل ذلك.
في الصحف العربية تغرق الحقيقة في غيبوبة إذ إعلامنا يمارس بغاء سياسيا في بث حي ومباشر، وينقل أمراضه في الأثير على كل الترددات ويوصل صورة مغايرة للحقيقة، حتى الإخوان هنا بات كرههم واضحاً وبات كيل التهم لهم جلياً في الإعلام.
في مصر تسمونهم أبواق النظام، أبواق الفلول، حيث أعيش نسميهم سحيجة، هناك من يخرج مظاهرات حباً وكرامة للسيسي ومن أجل فقط عيون السيسي.
هناك من يصفه بالجنرال الأسمر، جمال عبد الناصر الجديد، هناك من يسحج من أجل (محمد الفاتح هذا العصر)، هناك من يهلل ويكبر لمن يطهر البلاد من شرور الإخوان وإسلامهم السياسي ومشروعاتهم في تحويل مصر لنظام الملالي والمطاوعة.
هناك من يعتقد بأن شفاه العسكر ردت لمصر صباها وشبابها، هناك من يحمل الزهور للسيسي وزمرته من أحرار السيسي.
أين إنجازات السيسي؟ هل وجه رصاصه لمغتصب، لاستعماري، لربما حرر بيت المقدس، لعله حرر سيناء، ووحد بلاد الضاد، لربما دفع عجلة الاقتصاد لتصبح مصر في مصاف الدول المتقدمة؟؟؟؟؟ لا، لا هذا ولا ذاك إنما استباح حرمة المساجد في رمسيس، حرق أجساد الموتى ليغطي جرائم نازية بامتياز، استباح الدم المصري بكل ألوانه وأطيافه.
بأي أسى وألم أنعى وطني العربي، إنا لله وإنا إليه راجعون في وطن يستبيح من يناضل للشرعية، من يغير هوية مصر لهوية لا يعلمها إلا الله، يسكن الألم كل كلماتي، ينزف قلمي، تتمزق أوراقي من هول هذه الأحداث؟ لأن الرصاص ليس رصاص عدو وليست دبابات مستعمر ولا اغتصاب صهيوني ولا غزو صليبي إنما أسلحة مصرية تقنص وتسيل دماء مصريين وهنا الكارثة.
بات يوم الجمعة يوم للرعب، لقتل المصلين، لاقتحام المساجد لإطلاق النار على المآذن، أصبح يوماً للكرب والصدمة بالعنف المتراكم في نفوس مريضة، أين شرف العسكرية؟ جيش نذر نفسه لحماية المصريين؟ أين الشرف بقتل العزل؟
ما زال إعلامنا يصفق ويهتف للجنرال الأسمر وتعج المستشفيات بآلاف الموتى وآلاف الجرحى، تمتلئ بيوت الشهداء بالألم لمن قضوا نحبهم حرقاً بنيران الجنرال الأسمر، أو برصاص حي أحال الحي لميت، أو اختناقاً بمسيل دموع، كيف تشمت وسائل الإعلام بدم الشهداء؟ كيف تضحك على آهات الأمهات ؟ كيف تبرر القتل؟ كيف...............؟
عسى الله أن يتقبلهم ويحسن مثواهم ويصبر أمهاتهم، قلبي مع كل أم فقدت فلذة كبدها فداءً لمصر، والله أعلم أين يأخذنا هذا الجنرال وزبانيته؟ عسى الله أن يأخذه الله أخذ عزيز مقتدر.
واقرأ أيضاً:
رحلة خارج الزمن / أكره عيد الأم ! / وحدي مع النجوم / سيجارة