الحرية تقتل الحرية!!
الحرية تنحرنا وتنتحر بنا!!
وينطبق عليها القول "ما زاد عن حده انقلب ضده"!! فهذه معادلة دقيقة فاعلة في تفاعلات الوجود الكوني حيا وجامدا.
والحرية في مجتمعاتٍ ما عهدتها من قبل، قد تحولت إلى عدوة للحرية، وتسببت في تداعيات أخطر من تداعيات غيابها، وفقدان آلياتها! فالحرية قد أعدمت ذاتها وموضوعها على مقصلة الحرية، وحولت البلاد والعباد إلى وجود مستباح وتفاعلات خسران وضياع. فالمجتمعات التي توهمت الحرية والديمقراطية، فقدت مقومات كيانها وهويتها وملامحها المتميزة، حتى بدت الحرية وكأنها السرطان الخبيث، الذي انتشر في أصقاعها وأمات عناصر الحياة فيها.
الحرية المتوهمة أو المتصورة، أصبحت وكأنها القوة التي فتحت علبة الديدان المعتقة في أقبية الأجداث، فتفاعلت مع مكانٍ وزمانٍ لا يعرفها، وأنجبت خبائث العصور وأفكار القبور، ورفعت رايات الثبور.
الحرية تذبحنا من الوريد إلى الوريد، لأننا ما تعلمنا أن نكون أحرارا، ولأنها لا تعرفنا ولا نعرفها!!
الحرية حربة نطعن بها بعضنا وجميعنا، ونسخّرها لتكون من أفظع أسلحة الدمار الشامل ضدنا!!
الحرية ما عادت حرية، وإنما امتهان، وحلبة صراع ما بين البغضاء والبغضاء، محاطة بحشود متزايدة من الأحقاد. فهل لا زلنا نتحدث عن الحرية والديمقراطية، ونحن نسبَح في أنهار وعيد، ونعيش في حطام وظلام وقهر وانهزام حضاري مروّع؟!!
وطابت حريتنا وديمقراطيتنا العشماء!!!
واقرأ أيضاً:
التاريخ حمّال الأوجه؟!! / المَشرحة الثقافية!! / عولمة ومَأثمة!! / قيمة الإنسان المهدرورة!!