يتساءل العرب عمّن سرقهم، وأودى بهم إلى هذا المصار، ويمضون على سكة التساؤلات الساعية نحو الآخر لتبرير الواقع الذي يندبون، ولا يعرفون سوى الندب طريقا للحياة والبقاء، وكتاباتهم وخطابات قادتهم ومفكريهم تحتشد بالنواح وتسويغ المرارات والقبول بالعجز والقنوط والانكسار، واستلطاف المشاعر السلبية ومناوءة الأفكار الإيجابية.
العرب يتساءلون:
من سرق ثرواتنا وأخلاقنا ودينناا؟
مَن سرق أرضنا ومياهنا وسماءنا؟
مَن سرق نفطنا وإرادتنا وعقولنا؟
مَن سرق أوطاننا وعروبتنا وهويتنا؟
مَن أفسدنا؟
مَن قتلنا؟
مَن ومَن ومَن ؟!!
والقائمة طويلة ولا تنتهي، وتكون مطعمة بالدموع والحسرات واللوم والغضب، الذي يتم توجيهه وفقا لإرادات الضياع وميزان المصالح والغايات.
مَن؟!
والجواب: لا أحد، غير العرب!!
العرب أنفسهم الذين سرقوا أنفسهم وعروبتهم وما يمت بصلة إليهم، وهم الذين غلت عندهم الأوطان فباعوها في السوق السوداء وفي المزادات العلنية، العرب باعوا آثارهم ونفطهم وقيمهم وأخلاقهم، وغيرها الكثير جدا، وبهذا قتلوا أنفسهم وتأريخهم، وإنسانهم ومَعاني وجودهم الحضاري والإنساني المعاصر، فلا يلوم العرب إلا أنفسهم، ويعتبوا على أي مفترس فتك بهم، لأن الجميع وبلا استثناء تهمهم مصالحهم ولا يعنيهم ما يحيق بالعرب.
فهل يعرف العرب مصالحهم ويحرصون على أوطانهم، أم أن مصالح الآخرين أبدى من مصالحهم؟!!
واقرأ أيضاً:
عندما تنزل النواكب الاتحاد واجب!! / الوعي الآثاري!! / الفساد جريمة ضد الإنسانية!! / التديّن والفساد!!