في غالبية الوقت ينتابني شعور أنني مقصرة في أداء واجباتي، وأنني لا أقوم بها على الوجه الأكمل، وربما هي مشاعر مشتركة بيني وبين الكثيرين غيري، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع الله، والعجيب أنني اكتشف في كل مرة أقصر فيها في أمر ما –حتى لو كان دنيويا بحت– أن هناك شرخا ما في وضعي من الله، واكتشف أني بعيدة بصورة سمحت لي بارتكاب الكثير من الذنوب، أو جعلتني لا أتقن ما أفعل، فأؤنب نفسي في قسوة ولا أرحمها، وأظل ألوم وأعنف فيها بلا نهاية، ولا أتقبل نفسي أبداً وقتها.
وأنسى أنني بشر متقلب يخطأ ويصيب، وهكذا خلقنا الله، لكن العديد من الناس لا تتقبل فكرة الخطأ، باعتبار أن المتدين لا يجب عليه أن يخطئ، وهي فكرة مدمرة، فحين يخطأ المتدين يرى نفسه شيطاناً، ولكنه ينسى أن الذنوب هي الفعل الملازم لنا طول الحياة ولكل البشر، والمشكلة تكبر وتؤدي لما يمكن أن نسميه عدم التصالح مع النفس، لا أتصالح مع نفسي، ولا أغفر لها، ولا أتسامح معها ولا أقدر لها الظروف المؤدية لما حدث من سوء، وكثيراً ما اكتئب لهذا السبب!
وهذا في النهاية يؤدي لعدم التصالح مع الآخر، وعدم قبول الآخر، وربما هذا سبب عدم قدرة الكثير من العرب على تقبل الغرب وتعاملاتهم ونمط حياتهم، لأننا لا نتصالح مع أنفسنا من الأصل ولا نقبل منها السيئ، فلا نقبله من الآخر بالتالي!
ويصير التصالح مع النفس بحاجة إلى جهاد لها، حتى ندفعها للتصالح والتسامح معنا! ويا لسخرية العبارة! فنحن بهذا نزيد مجالات جهاد النفس مجالاً جديداً يضاف لما هو موجود فعلياً! ونكلف أنفسنا الكثير من الأعباء.
كم واحد منا استطاع بعد سقطة أو عثرة في طريق الحياة أو خطأ كبير ارتكبه أن "يربت على نفسه " قائلاً لها بتشجيع: لا بأس يمكنني أن أنهض وأبدأ من جديد؟
كم واحد منا يتوب "برفق" لأن الله يحبه لحظة توبته؟ وهذا لا يلغي الندم بل يجعله إحساس دافع لحب الحياة من جديد بأن نبدأ من جديد والبداية كلها حب! لأننا أدركنا طبيعتنا البشرية، ومدى علاقتنا الفعلية بالله.
كم واحد منا استطاع أن يرى في خطأه أو تقصيره حقاً! نعم الفشل حق إنساني أصيل! والخطأ حق آخر مشروع! لأننا ببساطة لسنا سوى بشر! وعلينا أن نرى في هذه الأخطاء والقصور تجارب جديدة مفيدة لنا في حياتنا القادمة.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .
واقرأ أيضًا:
يوميات ولاء: اسمه أحمد ! / يوميات ولاء : نيولوك أم قولبة ؟ / يوميات ولاء حكايتي مع الكتابة (1)