ولماذا البحث عن النصف ولماذا لا نبحث عنها كاملة هكذا حدثت نفسي ربما لأن ذلك مستحيل ولذلك اكتفيت بالبحث عن نصف الحقيقة، ولكن عن أي حقيقة نبحث البعض بحث عن حقيقة الوجود عن حقيقة الحياة وربما حقيقة الموت، حتى توصلوا إلى قناعه بأن الموت هو الحقيقة الأكيدة في هذا الكون أما ما عاداه فهو قابل للبحث والتنقيب، ولكنني قررت البحث عن سر الألم، ربما ما دفعني للبحث الآن هو هذا الألم الذي يأبى الخروج، أحاول دفعه بالكتابة حينا والتأمل أحيانا ولكن لا جدوى من ذلك، فأخذت أسأل نفسي لماذا نتألم إن كنا نعلم أن الحياة قصيرة وعلينا أن نستمتع بكل لحظة فيها.
أعجبتني تلك العبارة التي تقول أن (اللذة لا تنمو وتترعرع إلا في أحضان الأنا الجاهلة نتألم دائماً لأننا نتلذّّذ دائماً. وكلما وجهنا أضواء إدراكنا نحو ملذاتنا، شاهدنا ضعفنا وسقوطنا).
فكلما زاد وعي الإنسان وإدراكه لحقيقة الأمور زاد ألمه.
قد يشعر الإنسان بلذة وقتية نتيجة انسياقه وراء رغبة ما، أو شعوره بالانتصار والشماتة لأنه قد أذل أحد خصومه، أو أنه قد أستطاع أن يكنز المال من اغتصابه لحقوق الآخرين، أو اندفاعه وراء غضبه في لحظة انفعال، لكنه لا يلبث أن يندم على كل هذا، وربما قد يحدث ذلك ولكن بعد أن يكون أوان الإصلاح قد فات.
إن مصدر ألم الإنسان هو تعلقه بالأشياء المادية سواء مال أو منصب أو جاه، فإن زالت زاد تألمه وإن حرم منها شعر بالأسى على نفسه.
لن أطيل عليكم ولكن ما أود قوله في النهاية أنه علينا أن نتقبل الألم كحقيقة ثابتة لوجودنا كما تقبلنا حقيقة الموت الأكيدة.
واقرأ أيضًا:
حكمة الشيوخ / هكذا أشعر / اللقب إنسان