علاج الكذب
ابنة جارتنا عمرها 14 سنة تكذب دائما في كل أحاديثها علما أن لها أختين وخمس أخوة وتعاملهم جيد معها وترتيبها الخامسة بين إخوتها
07/06/2014
رد المستشار
تعد ظاهرة الكذب عند الأطفال من أهم أسباب القلق لدى الآباء والأمهات، وغالبا ما تتولد الظاهرة كنتيجة غير مباشرة لتصاعد التحدي بين الطفل والسلطة التربوية الممثلة في الأب والأم. حيث يبدأ الطفل منذ بداية مرحلة ما قبل المدرسة في محاولات إثبات الذات من خلال العناد ومخالفة أوامر الأبوين.
وتتزايد حدة هذه المشكلة خلال مرحلة المدرسة الابتدائية خاصة إذا تم التعامل معها بعنف وانفعال من جانب الأبوين. حيث يتوقف نجاح سياسة الثواب والعقاب على تطبيقها بشكل محايد انفعاليا والتأكيد على حب الوالدين للطفل وثقتهما فيه كشخص رغم اضطرارهما لتنفيذ العقاب في حقه لارتكابه الخطأ.
وبهذا يكون العقاب موجها نحو السلوك وليس موجها نحو شخص الطفل. أما حين ينفعل الأب أو الأم على الطفل ويقومان بإهانة الطفل أو وصفه بأوصاف سلبية أو ضربه أثناء الانفعال فإن الموقف يتحول من موقف تربوي إلى تحدي شخصي بين الطفل والسلطة التربوية.
وربما يشعر الطفل بالظلم من جانب الأبوين فيبدأ في تبرير الكذب عليهما كنوع من الدفاع عن النفس ضد الظلم المفترض الذي يتعرض له من وجهة نظره، وللهروب من العقاب الانفعالي الذي ينال من ثقته في نفسه واستقراره النفسي. كما تلعب القدوة دورا هاما في بعض الحالات حين يرى الطفل الأبوين أو أحدهما يستسهل الكذب عليه أو على غيره من الناس. ولهذا ينصح بعدم الكذب مطلقا على الطفل وإن ظن الوالد أن هذا الكذب قد يخدم العملية التربوية لأنه لا يخدمها بأي حال من الأحوال.
وفي كل الأحوال ينصح بعدم مواجهة الطفل بكذبه وإظهار الثقة المطلقة فيه. ويرجى تفسير التناقض في كلام الطفل بالخطأ أو عدم الانتباه لما حدث وما شابه ذلك من التفسيرات التي لا تجرح الصورة الذهنية للطفل عن نفسه، ومن البديهي القول بأن كثرة اتهام الطفل بالكذب وتكذيبه في كل ما يقول بعد ذلك له أبلغ الأثر في استمرار الظاهرة وازديادها لأن الطفل يسعى لا شعوريا لتحقيق الصورة الذهنية التي يكونها عن نفسه وهي غالبا انعكاس للصورة الذهنية التي يعبر عنها الأبوين عنه.
ولذلك ينصح كما أسلفنا بالتظاهر بالثقة المطلقة في صدق الطفل ثم تصحيح المعلومة التي يقولها برفق، فإذا استمر في الكذب يبدأ الوالد في تحذيره من العقوبة إذا استمر في "عدم الانتباه" الذي يؤدي به إلى "عدم إدراك الحقائق"، ويبدأ في عقابه بالأساليب البسيطة (الخصام والحرمان من الألعاب ووسائل الترفيه أو العزل الاجتماعي...الخ) إذا تكررت الظاهرة، فإن لم تفلح هذه الوسائل فينصح باللجوء إلى أحد المختصين بالطب النفسي عند الأطفال والمراهقين
وشكرا
واقرئي على مجانين أيضا :
التخيّل المرضي لدى الأطفال
أولاً الكذب وثانيا الكذب وليس ثالثًا فقط !
احذر الكذب والتزوير
الكذب والخوف الشديد
الفشل والكذب والحب والاكتئاب!