السلام عليكم
لدي مشكلة تؤرقني هي أني تقدمت لخطبة فتاة مؤدبة ومتدينة تعرفت عليها في مكان عملي.قبل أن أخطبها حدث مرة أن أرسلت رسالة من جوالها لشخص يعمل بالإدارة في المركز الذي نعمل فيه فحوى تلك الرسالة أنها سألته إذا كان الإنسان في حالة هروب من نفسه ماذا يفعل؟ وسألته إذا أعطيت زجاج مكسور هل تقدر إعادة تصليحه.مع العلم أنها في نفس الوقت أرسلت نفس الرسالة لزميلة معنا بالمركز ولزميل آخر.
وعندما شعر الجميع بمحبتنا أنا وهي ظهر لي هذا الموضوع وظللت أعتبر أن هناك حبا خفيا بينهما حتى أصبحت تأتيني أفكار مزعجة.علما بأن هذا الشخص الإداري المقصود كان في ذلك الوقت عندما أرسلت له خطيبتي الرسالة كان خاطبا.
وشككني أكثر أحد العاملين بالمختبر عندنا عندما ذكر لي أن خطيبتي كانت تريده قبل خطبته وهو لا يدري، لذلك فسر قصة الزجاج المكسور أنه لأنك تركتني وخطبت أخرى كحكاية الزجاج المكسور هل تقدر تعيد إصلاحه؟ وقال هذا الموضوع لا يعلمه إلا فلان وفلانة -الشخصين اللذين أرسلت لهما نفس الرسالة وطبيب معنا.
صراحة دخلت في وسواس. وقمت بتحقيق وسألت زميلنا الطبيب فقال لي ليس هنالك أية علاقة بينهما..وأنهم كانوا يسيقون القصة للتلاعب بي وأيضا حققت مع من أرسلت لهم نفس الرسالة فأنكروا أن هنالك شيئا بين خطيبتي وهذا الشخص.
وحققت مع خطيبتي وحلفت بالله أنها ما فكرت في غيري وقالت لي أن الموضوع كذب وأنها أرسلت إليه من ضمن الأشخاص الذين أرسلت إليهم بقصد أنها كانت تريد كيف يفكر هؤلاء الناس وعنه هو حيث أنه يقال عنه حكيم ويحل المشاكل ليس إلا.
وقالت بمجرد أنها سمعت أقوال الناس حذرته تماما وأرسلت إليه رسالة غاضبة لماذا يكشف الرسالة التي أرسلتها له للناس.وقالت لي أنها عندما اشتغلت بالمركز كان هذا الشخص خاطبا وعلى علاقة مع أخرى وما ممكن تفكر فيه.الشيء الذي أزعجني عندما خطبتها فسخ هذا الشخص خطبته وأصبح يرسل رسائل بالجوال لخطيبتي يخونني بأن يدعوها لتتركني وهي أخبرتني وقالت لي لو عندي شيء معه هل كنت سأخبرك؟
قدر الله أن هذا الشخص مرض وأرادوا أن يستأصلوا رجله فحزنت له خطيبتي وكاد يتقطع قلبها الشيء الذي عاود الشكوك فحلفت مرة أخرى وقالت أنه كأي إنسان يتألم لذلك حزنت عليه كأي إنسان يتألم وقالت لي عقلك ما يذهب بك بعيدا.
أفتوني في هذه المشكلة التي أصبحت تعكر صفوي مع أني أحب خطيبتي وهي تحبني وأصبحت هذه القصة تأتي لعقلي بصورة متكررة وأصبحت أشك أن خطيبتي كذبت علي مع أنها حلفت وأصبحت أشك أنها بدلت اللفظ في نطق الحليفة أو أنها استعملت المعاريض مع أنه يبدو أنها متدينة ومتمسكة.مع أنها أصبحت تحس بمعاناتي لدرجة أنها قالت لي لو في شيء أنا ما كنت سأخفيه عنك؟
ما العلاج لمشكلتي هذه؟
هل هو وسواس؟
19/8/2005
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا سهلا بك على مجانين جعلها الله مصدرا لكثير من الخير لك ولكل أصدقائنا إن شاء الله، شدتني سطورك الإليكترونية وألهبت ذهنيَ معاناتك فتورطت في الرد عليك وأنا من رأسي حتى أخمص إصبع قدمي المكسور في المشاغل مغمور، ولكن لا عليك أهلا بك يا أخي الموسوس، لم تذكر لنا طبعا أنت تاريخ طريقتك في التفكير بوجه عام ولا طريقة تفكيرك في من تعلقت بهن من الإناث على مدار سنوات عمرك السابقة، بكلمات أُخَر هل أنت بطبعك شكاك ومدقق؟ في كل شيء؟ أو في كل الأشياء؟ أو خاصة في العلاقة بالآخرين، أو خاصة في علاقتك بأنثاك التي تميل إليها فتخلص لها وتنتظرُ منها الإخلاص؟؟ هذه معلومات مهمة نود معرفتها.
لن أتطرق إلى مشروعية تبادل رسائل المحمول بين الذكور والإناث، وهل يعتمد الأمر على محتواها، وأحسب أن فارقا بين أن تخبر زميلة زميلها في رسالة بالجوال أن موعد الاجتماع مع مجلس الإدارة قد تأجل مثلا، وأن ترسل رسالة تقول فيها أنها تشتهي البيض بالبسطرمة هذا المساء، أو أنها تحتاج للحديث معه مثلا، يعني باختصار رسالة الجوال السؤال (إذا كان الإنسان في حالة هروب من نفسه ماذا يفعل؟) أو (إذا أعطيت زجاج مكسور هل تقدر إعادة تصليحه)، إلا إن كانا يعملان في معمل لإصلاح الزجاج المكسور مثلا، ليست من النوع الذي يصح تبادله بين زميلة وزميل في العمل، وعلى كل حال هي أخطأت فعلا واعترفت واعتذرت، ولعل أحد مستشاري مجانين الشرعيين أو أحد أصدقاءمجانين يرسل لنا ليشاركنا بما لديه من علم في فقه رسائل الجوال التي تقتحم على المسلم خلوته وأوقاته بشكل عام.
لا عليك وتعالى نركز معك فأنت تقول: "صراحة دخلت في وسواس" هذا صحيح ولكنه بحسب ما ذكرت في إفادتك قد يكونُ متعلقا فقط بما أسميه الأفكار التسلطية الزورانية Paranoid Obsessions، أو ربما مجرد الاستعداد لها إن لم يكن في تاريخك وسوسة أو حساسية مفرطة في العلاقات بوجه عام، بمعنى آخر قد تكونُ السمات الزورانية في شخصيتك تأخذُ صورة الوسوسة حين تقع تحت كربٍ معنوي في علاقتك بأنثاك، وقد تكونُ المسألة وسوسة جاءتك في ذلك فقط إن لم تكن فيك سمات الشخصية الزورانية وهو ما أستبعده خاصة وأنت قمت بالتحقيق أكثر من مرة، وعبرت بلفظة: "حققت" في الموضوع أكثر من مرة، فاقرأ من على موقعنا عن الشك والغيرة الزواجية وعن التفكير الزوراني:
اضطراب الشخصية الزوراني (البارانوي)
الشك في نوايا الآخرين: التفكير الزوراني
صديقتنا غاضبة...الشك والغيرة..متابعة
الغيرة والشك والنكد الزواجي
وهام الخيانة الزوجية: وسواس أو وهام الغيرة !
هذا كله يجعلني أصر على ضرورة الإسراع بعرض نفسك على طبيب نفسي ليقيم أفكارك هل هي تسلطية أم وهامية، وهل هي على خلفية شخصية زورانية أم لا، تذكر أيضًا أن كل من استجابوا لتحقيقاتك المتكررة في الموضوع، كلهم يحبونك ويحترمونك وإلا ما تحملوا أفعالك، وعلى رأسهم تبقى خطيبتك التي أخشى أنها تستعد للحياة مع رجل غيور على الأقل زيادة عن اللزوم وقد تكونُ محبة لذلك، لكن عليك أنت أن تتحرك، فالأمر في أهون الأحوال سينحصر في وسواس غيرة عابر قابل للعلاج، لكن عليك أن تعالج معرفيا للخلاص من الغيرة غير المحمودة: واقرأ أيضًا التعلق والغيرة وحب التملك والشك , هل لها من حل ؟؟، وأيضًا: في علاج الغيرة : تهذيب مفاهيم.
أهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بأخبارك.