بسم الله الرحمن الرحيم
السادة الأطباء السلام عليكم ورحمة الله وبعد:
أكتب إليكم هذه السطور وكلي ألم وحزن وحسرة وحيرة، وذلك بسبب مشكلة متعلقة بوالدي الكريم وشعوري تجاهه، حيث أني اشعر بالكره تجاهه وعدم الرغبة بالالتصاق به بل التهرب من الاجتماع به عن قرب والإحساس بعدم الرغبة في ذلك مطلقا، هذا الشعور البغيض حاولت دفعه تكرارا ومرارا بلا فائدة، تطور الأمر في نفسي وأصبحت أتخوف من مسألة الزواج حتى لا يفعل أبنائي مثل هذا العقوق.
فأنا أشعر أن الحب والثقة بيني وبين أبي ليست على ما يرام ويشوبها الكثير والكثير من الشك(علما أن والدي فيه شيء من الشك، والذي بدورة انتقل إلي الآن وأعاني منه ويقلقني كثيرا ويؤثر على كثير من قراراتي اليومية، كما أن الوالد أيضا من النوع الحار والعصبي والقابل للثوران في أي لحظة ولقد ورثت عنه ذلك ولكن عالجت هذه القضية ولله الحمد) وهذا الشك له مظاهر أراها في نظرات والدي إلي أثناء كلامي معه، وأثناء كلامي مع الغير فهو يعتقد أني أختلق الكلام وأكذب، فأصبحت أقلل الكلام معه حتى لا أراه ينظر إلي بتلك النظرات، ولا أخفي عليكم أمرا فقد جرب علي والدي كذبات في صغري وفي المراهقة وأجزم لكم أن سببها الحصول على بعض متع الطفولة أو الخوف من العقاب، وبعض الكذبات كانت للدفاع عن أخي وأنا من يأكل العقاب..
أضف إلى ذلك ذكريات العقاب البدني التي لا تزال منغرسة في ذهني مذ كنت في الخامسة من عمري، نعم لا أزال أذكرها، ولقد حاولت جهدي أن أنسى هذه الأمور وأقنع نفسي بأنها مضت ولا فائدة من ذكرها ولكنها تهجم علي بين الفينة والأخرى وتنغص علي وبعدها مباشرة أشعر بالحنق والكره. لا سيما العقاب البدني بأدوات كريهة مثل النعال، والبصاق على الوجه، الأسلاك. الليات (لأسباب وجيهة، وغير وجيهة مرات كثيرة) كثرة سماع السب الأليم والتهديدات التي كان يقشعر منها بدني وأنا صغير، أصبحت أكره صورته في، وأصبحت أكره أي إنسان يشبهه، وأي إنسان يشبهني، حتى أختي الصغرى التي تشبهني كثيرا في طباعي وخلقي بالسكون، وأكره أن يقول لي إنسان أنك تشبه والدك وأشعر بالصدمة لذلك.
والسؤال كيف أتخلص من هذا الشعور المقيت الذي يلازمني وأصبح سويا وأحب والدي أرجوكم يا سادة أشيروا علي، فإن هذا الشعور يتنامى بشكل مخيف، إني أخاف من عقوبة الله قبل أي شيء ما هو الإرشاد النفسي لمثل حالتي وهل لشعوري ما يبرره؟
مع العلم أن عمري27 سنة وشكرا لكم على جهودكم المباركة في توعية الشباب المسلم
والسلام عليكم.
17/02/2006
رد المستشار
السائل الكريم، السلام عليكم؛
سؤالك صعب ومركب ويختصر عذابات أناس كثيرين خاصة (الأولاد)، (الذكور) الذين قسا عليهم آباؤهم بشدة مما خلق حالة من (التناقض الوجدانى) Ambivalence وهي مزيج من الكره والحب، وهي أيضاً حالة من التكوين العكسي Reaction Formation حيث يكون الرفض إن لم نقل (الكره) بقدر الحب الكامن والذي يعجز صاحبه عن إظهاره.
فأنت تحب والدك (الكريم) لأنه والدك ولكنك تبغضه ولا تريد حتى أن تكون شبهه لأنه أساء إليك نفسياً وبدنياً لأن هذا هو فهمه (للتربية) يغذي هذا وذلك شعور عميق بالشك لدى كل منكما أنت ووالدك فالشك عدو العلاقات الإنسانية بين البشر فما بالك به بين الابن وأبيه إنها بالفعل مسألة قاسية جداً.
إن هذا يترجم نفسه في خوفك المرضي من زواجك وأن يسلك أولادك نفس السلوك، لكن هل ستكون معهم قاسياً إلى نفس الدرجة التى قسا عليك فيها والدك؟
أنا لا أعتقد أن هذا الشعور منك عقوق بل إنه ردّ فعل طبيعي يشاركك فيه كثيرون وتحتاج إلى جلسات تحليل وإرشاد نفسي عميقة.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابن العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك الدكتور خليل فاضل غير أن أعتذر لتأخرنا في الرد، وأن أعطيك بعض الإحالات المهمة
واقرأ أيضًا من على استشارات مجانين:
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة ! مشاركة
دبلوماسية العائلة والندم حيث لا ينفع الندم
ابنتنا ترسم معالم استراتيجية التعامل مع الوالدين
السير على حد السيف واستراتيجية ترقيق القلوب.
وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا فتابعنا بأخبارك.
ويتبع>>>>>> : العلاقة مع الوالد هواجس منغصة م