وسواس منذ الصغر عيار ثقيل*
العقيدة
السلام عليكم جزاكم الله خيرا على ما تقدمون من عطاء كبير حفظكم الله دوماً، لن أطيل عليكم، أوجه سؤالي للأستاذة رفيف الصباغ: أنا عندي وسواس قهري وأستخدم الآن بروزاك عندي وساوس بالغسل والنية ولكن ليست هي المشكلة، المشكلة في عقيدتي!! لا أعلم هل أنا مؤمنة أم كافرة؟؟، لأن قرأت فتوى بأن الشك في وجود الله ردة، وأنا كنت فترة على منتدى فيه مسلمين متعلمين يحاورون ملاحدة وأنا كنت أقرأ لهم ولا أعلم هل ما دخلني هو الشك المخرج من الملة أم لا وكانوا يجاوبون على أسئلتي وأشعر بإيمان كبير يسكن قلبي ولكن تأتي شبهات جديدة وتقلقني وبقيت شبهات لم أستطع إزالتها من قلبي رغم جواب العلماء علي ولكن لم أشعر في جوابهم بالاقتناع!!
المهم لا أحب أن أذكرها لكي لا أتسبب في فتنة أحد، وقرأت فتوى بأن الشك هو كالذي لا يؤمن بوجود الله ولا عدم وجوده، وحااااااولت أميز ما في قلبي بهذا التعريف وأحدد هل ينطبق على ما في قلبي أم لا ولم أستطع بتاااااتاً.
أرجوووو منكِ عزيزتي أن تركز في مشكلتي جدا وتحاولين أن تعرفي ما بقلبي من الوصف هل هو وسواس أم شك أخرجني من الملة؟؟ وصارحيني بالحقيقة مهما تكون وحاولي الدقة. ولا تقولي لي بما أنك خائفة إذن أنت مؤمنة لأن أنا خوفي كان بسبب خوفي عند دخولي في الإسلام من جديد سأحتار هل اعتقدت بالشهادة حق اليقين أم لا وهل آمنت الإيمان المطلوب بكل الأركان أم لا باختصار يعني أعرف هل دخلت الإسلام فعلا ودخل بقلبي اليقين من أركان الإيمان أم لا وهل تيقنت من مدلول الشهادة في قلبي أم لا أشعر بأني سأتعب وأعاني عند الدخول في الإسلام من تحقق دخولي فيه، أتمنى أن وصلت لك المعلومة بوضوح. أعتذر جدا على الإطالة وأرجو منك الدقة في تحليل ما بقلبي هل هو شك أخرجني من الملة أم وسواس؟؟
وشكرااااا جزيلااااا لكِ، وجزاك الله خيرا.
15/11/2012
* ثم أرسلت منال مرة أخرى تقول:
طلب مساعدة
السلام عليكم،
أعتذر على إزعاجكم هنا ولكن حدثت إضافة على استشارة أرسلتها لم تجيبوا عليها بعد.
إلى أستاذة رفيف:
أنا كنت أقرأ عن موضوع، وكنت أظن أنه موقع إسلامي، بعد البحث وجدت أنها مدونة لملحد، وقرأت فيها موضوعا، وجاءتني شبهة ثانية، وأشعر أن الإيمان في قلبي ليس مثل ما أرسلت لكم الاستشارة... أشعر كأن قلبي فعلا دخله الشك وليس وسواسا. هل ارتددت عن الإسلام بسبب هذا الشك؟ هل خرجت من الإسلام لأن في الإيمان يجب اليقين والشك كفر؟ حسبي الله! لا أعرف كيف سأستطيع التيقن من دخولي في الإسلام من جديد، سأتعب جدا ما العمل؟ وما الحكم؟
هل أنا أعتبر كافرة بسبب الشك؟
وجزاك الله خيرا
22/11/2012
ملحوظة:
* ظهرت هذه الاستشارة لمدة حوالي سنة (2013) تحت اسم : الشك أم الوسواس: الوسواس أم الشك إلى أن عرفتنا صاحبتها بأنها صاحة استشارة وسواس منذ الصغر عيار ثقيل
* وصلنا من نفس المستخدمة (مرات باسم ريم ومرات باسم منال) ما يلي :
هل أدوية الاكتئاب تسبب السرطان ??
25 عاما من الوسوسة وريم تعالج نفسها !
موسوسة منذ الطفولة، هل أحتاج الدواء؟
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا أخت "منال"... جزاك الله خيرًا على مشاعرك الطيبة، ودعواتك الصادقة.
أعتذر منك جدًا على التأخير الكثير في الإجابة، لكن الله يعلم بالحال، اسألي الله لنا دومًا التفريج وكشف الكربات. انظري يا "منال"، أنا لا أغشك ولا ألف وأدور عليك، والدين النصيحة، ما تعانين منه فعلا وسواس، وليس شكًا حقيقيًا في الدين...، أنت لا تشعرين باكتمال إيمانك وإسلامك مهما فكرت وفهمت، واعتقدت...
وهذه علتك وعلة الموسوسين أمثالك، إن الموسوس يا منال لا يشعر باكتمال الفعل، لهذا إن شعرت أنك هل آمنت حقًا أم لا، أو ترددت هل استقرت أركان الإيمان في قلبك أم لا، فلا دلالة في هذا البتّة على أنك لست مؤمنة، أو أنك كفرت أو أشركت...
انظري إلى قولك: (وقرأت فتوى بأن الشك هو كالذي لا يؤمن بوجود الله، ولا عدم وجوده، وحااااااولت أن أميّز ما في قلبي بهذا التعريف، وأحدد هل ينطبق على ما في قلبي أم لا، ولم أستطع بتاااااتاً)...، كيف يكون هذا؟؟ الذي يشك فعلًا يقول بكل ثقة وتأكيد: أنا لا أعلم إن كان الله موجودًا أو لا!! أما ألا تميزي، هل تشكين في الله أم لا تشكين، فهذا أكبر دليل على أن الخلل ليس في الإيمان ذاته، ولكن في تمييزك أنت، وعدم شعورك باكتمال الفعل القلبي الذي هو "الإيمان"... وأظن أن وسواس الغسل والنية عندك كان من هذا القبيل، أي كنت تشكين باكتمال غسلك، وهل وصل الماء إلى جميع جسدك أم لا؟ وكذلك تشكين هل أتيت بالنية على وجهها المطلوب أم لا؟ إذن هذه مشكلتك، وإن لم تنتبهي إليها، فربما تبقى تنقلك من وسواس إلى آخر، في رحلة مضنية...
أهم شيء أن تتذكري عندما توسوسين: أنك مؤمنة إيمانًا كاملًا، ولكن مرض الوسواس يجعلك لا تشعرين بهذا...، وانسَي الموضوع، تحملي القلق قليلًا في البداية، ثم ستجدين نفسك لا يداخلك أي قلق من الأفكار التي ذكرتها في استشارتك... حتى بالنسبة للاستدراك الذي أرسلته، وأضفته على السؤال، لا تهتمي كثيرًا.
دربي نفسك على عدم الاسترسال في خاطر شك جاءك، فبمجرد قرأت أو سمعت شيئًا أدخل إليك الشك، اقطعي التفكير فورًا، قولي لنفسك: "لا أريد أن أفكر في الموضوع، إنه وسواس يجب رميه"... وقولي كما أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (آمنت بالله)... وارجعي من فضلك -للتوسع فيما ينبغي قوله- إلى منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري 11، والأفضل أن تقرئي هذه المقالات من أولها –إن لم تكوني فعلت من قبل-.
ولا بأس أحيانًا -إن كان هناك شبهة حقيقية يتساءل عنها العقل- أن تستفهمي عن ردها...، ثم ترميها وراء ظهرك متبعة النصائح السابقة.
عافانا الله جميعًا، وثبت قلوبنا على دينه، وجمعنا على حوض نبيه، إنه سميع قريب مجيب الدعوات.
ويتبع>>>>>>: وسواس منذ الصغر عيار ثقيل م1