بداية أقرر أني أعلم أنني دائمًا ما آتي متأخرًا بعض الشيء، وبعيدًا عن بؤرة الأحداث، وليس ذلك لشيء إلا لذلك الظن السيئ الذي يتملكني تجاه ما يسمى حديثًا بـ«صناعة الخبر» أو «صناعة الحدث»؛ حيث يعتمد البعض في كثير من الأحيان على افتعال الضجيج؛ وذلك يكون علاجه بالسكوت، كما يقول الشاعر:
ولقد أمر على اللئيم يسبُّني فمضيتُ ثمتَّ قلتُ: لا يعنيني!
وقول الآخر:
ولو أن كلَّ كلبٍ عوى ألقمته حجرًا لأصبح الصخرُ مثقالاً بدينار
ولكن حين تضطرم الأحداث، وتلوكها الألسن، تصبح أمانة الكلمة هي بيت القصيد وهي المحرك الفعال في القضية.
وصادقًا إني لا أدري من أين أبدأ في تلك القضية، أو إن أردت الصدق فقل: «المأساة»؛ المسماة بـ«مسرحية الإسكندرية»؟! ويا لها من مسرحية!
من أين أبدأ قارئي المفضال؟ هل أبدأ من حيث: التعصب للرأي والهوى الأعمى؟! أم من حيث الكذب المباح على الخصوم؟! أم من حيث التحول عن منهجية نقد النص والواقع إلى فوضوية الاستهزاء والسخرية؟!
أقول لك قارئي: دعنا نتحدث بأسلوب فوضوي! دون مقدمات أو ترتيب للأفكار أو تقديم للحجج، فلست أرى أفضل من ذلك!! بما أننا -نحن المسلمين- مدعاة للسخرية عند إخواننا من المسيحيين؛ أو الذين يظنون أنهم مسيحيون صادقون! ولست هنا بصدد التعميم بالطبع؛ فالتعميم دائمًا ما يقودك إلى النتائج والتصورات الخاطئة.
لا أدري لِمَ يضرب بعض إخواننا من المسيحيين على ذلك الوتر الغليظ النشاز بين الفينة والأخرى؟! وأنا أتسائل بصدق.. لماذا؟!
ألأن بعضًا منهم يتركون دينهم ويعتنقون ويدينون بالإسلام؟!!
وأقول: «يعتنقون» و«يدينون» بالإسلام؛ لأني أعني الكلمة حرفيًّا؛ فمن المعلوم عندنا نحن المسلمين -الذي بُني ديننا على العدل وعدم الاستسلام للهوى والعصبية؛ حيث قال تعالى: +وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا" [المائدة: 2] وقال: +وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى" [الأنعام: 152].. أقول: من المعلوم في أوساطنا أن معظم هؤلاء الذين ينتمون للإسلام عن تفكر وإعمال عقل -إن لم يكن جميعهم- هم من أفضل المسلمين؛ بشهادة المسلمين أنفسهم.
نعود إلى قضيتنا مرة أخرى؛ هل يؤلمهم ذلك؟!
أقول أنا: نعم يؤلمهم ذلك!!
الدليل (على رأي الأستاذ خليفة خلف الله خلف خلاف المحامي) أنهم يقومون بجموع هادرة من معتنقي السلام والمحبة للبشرية! فيخرجون في مظاهرات غاضبة تلقي بالتهم جزافًا، وتكيل للإسلام -الذي لم يصلهم منه شر، ولن نقول: لم يصلهم منه إلا كل خير- السباب والشتائم!!
وأنا أتساءل متعجبًا وبحق: هل حدث ولو مرة واحدة أن ذهب أحد المعتنقين للإسلام من المسيحيين إلى البابا في الكنيسة وقال له: «يا أبونا، إخوانا المسلمين ضربوني على يدي، وقالوا لي: إن لم تسلم قطعنا عنقك!!»، هل حدث ذلك من قبل؟!! أم أن العكس هو الذي يحصل دائمًا؛ حيث يذهب الرجل مختارًا راضيًا -سواء اقتنع بالإسلام أو لم يقتنع فلسنا بصدد ذلك- ويعلن إسلامه، ويغير اسمه، ويعيش في بيت يضمه بين بيوت المسلمين، فترفع السيوف حينئذٍ من أجل عودة هذا المارق الهارب الرافض للخلاص الذي جاء به يسوع الإله أو ابنه؟!!
أقول لإخواننا من المسيحيين الذين قاموا بهذا العمل وتولوا كبره؛ مفرقين للصفوف، ومشعلين للفتنة: أستحلفكم بالله أو بالرب، أو كما تشاؤون، هل أنتم مؤمنون بما أديتم من تمثيلية هزلية هزيلة على خشبة ذلك المسرح؟!!
كلكم على ظني في مدارس أو كليات أو وظائف في مؤسسات مليئة بالمسلمين، هل رأى أحد منكم ذلك الدَّعي الذي مثلتموه وهو يأكل كآخر طعام يأكل، ويتحدث عن الجنة وما فيها من نساء وخمر.. بين صفوف إخوانكم من المسلمين؟!!
هل بلغكم من أحد من المسلمين الذين ارتدوا إلى المسيحية مرة أخرى بسبب ضغوطكم وعصبيتكم؛ هل بلغكم من أحدهم أن المسلمين يعيشون في كهوف وينامون على الأرض ويأكلون اللحم نيئًا؟! أو أن لكل واحد منهم زعيماً وأميراً يملي عليه ما يفعله حتى ولو كان لا يعقله صبي؟! أو أنهم يستعبدون بعضهم بعضًا وليسوا يتراحمون؟!
إن كان قد بلغكم ذلك فقد حمله إليكم كاذب لا محالة! وإن كنتم قد صدقتموه، فاسمحوا لي فأنتم «لا مؤاخذة»! ولا داعي لأن نكمل الجملة إن كان المعنى قد وصل، وأدري أنه قد وصل!!
أم أقول لكم يا سادة: إنه ليس سوى التعصب المقيت الذي ترموننا به ليل نهار؟! والتقليد الأعمى لما يعرض في وسائل الإعلام هنا وهناك، غاضين البصر خاسئًا عما تعيشونه أنتم من واقع المسلمين معكم في بلد واحد؛ تشربون ماء واحدًا، وتأكلون من أرض واحدة!!
ليت شعري أين ذهبت نصوص المسيح التي تتشدقون بها ليل نهار؟!
«أما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم، وباركوا لاعنيكم، وأحسنوا معاملة الذين يبغضونكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويضطهدونكم»! (متى 5: 43)
«وأما أنا فأقول لكم: لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدِّك الأيمن فحوِّل له الآخر أيضًا»! (متى 5: 39)
«سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تقتل، ومن قتل يكون مستوجب الحكم، أما أنا فأقول لكم: إن كل من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم.. ومن قال: يا أحمق؛ يكون مستوجب نار جهنم »!! (متى 5: 21).
«تعلَّموا منِّي لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحةً لنفوسكم، لأن نيري هيِّن وحملي خفيف»! (متى 5: 29).
أم لم يبق لكم من كل نصوص العهدين غير: «مَن قبِلَكم فقد قبلني، ومَنْ رفضكم فقد رفضني»، و«يأتي بعدي الأنبياء الكذبة» (متى 11: 24)؟!!
لم الاستهزاء بالقرآن وأنتم تعلمون أنه كتابنا وأننا نقدسه، إن كنتم لا تفهمون ما يُقال فلِم ترمونه بالغموض؟!
قال أحد مبغضي «أبي تمام» له يومًا: يا هذا، لِمَ لا تقول ما يُفهم؟! فأجاب: «وأنت لِمَ لا تفهم ما يُقال»؟!!
إن كان أحد الحمقى في أرجاء المعمورة لا يفهم القرآن فهل هذا ذنب القرآن؟! هل يعني هذا أن القرآن مجرد كلام موزون مموسق أشبه بالشعر غير أنه لا معنى له؟!
ليت شعري كيف تفهمون وفي صدوركم ما أنتم مضمرون؟!
ثم هل خلا الإنجيل من كلمات غامضة تحتاج لتفسير أو جمل مبهمة تحتاج لشروح؟!
هل هذا يمثل سببًا مقنعًا لديكم لاطراح الإنجيل؟!
وما المقصود بالإشارة إلى فقر ذلك المسيحي الذي دخل الإسلام، أنا لست سيئ الظن؛ ولذا فلن أقول: إن معناه هو استغلال المسلمين لفقر البعض؛ فيرشونه بالمال من أجل الدخول في الإسلام!!
لقد ذكرتموني قول العرب: «رمتني بدائها وانسلت»! وإن كنتم لا تدركون معناها الثقيل على من كان عقله في مثل عقولكم؛ فسلوا ربوع إفريقيا المجهولة وغاباتها المنزوية.. سلوا عن ذلك ضحايا الفقر من المسلمين في كل مكان.. سلوا المبشرين حاملي كلمة الله والخلاص كيف يخلصون الناس! سلوا القابعين هناك حيث اللقمة تساوي الدين!!
وهل من ديدنكم يا إخواني المتسامحين الطيبين أن تصفوا الأديان الأخرى بأنها: «باذنجان»؟!
وما شعوركم إن وصف البعض المسيحية الآنية بأنها «باذنجان مخلل»؟!
تبقى كلمة أخيرة عن المسرحية من الناحية الفنية؛ فقد أعجبني القسم الأخير بما يحويه من لقطات «تراجيدية» في تلك الأسرة المسيحية المكلومة في وليدها، وكذا لقطات الحركة و«الأكشن» في النهاية؛ حيث عبور شريط القطار والسيارات والأخ المسلم حامل المسدس من وراء! وأريد أن أبوح للأخ المخرج هنا بخاطرة نفسي الأثيمة في تلك اللحظة؛ ولكن همسًا؛ فليقرِّب أذنه: لقد تمنيت من الله أن يدهس القطار الممثلين والمتفرجين ونرتاح!!
أقول لإخواننا: احمدوا الرب، واشكروا فضله عليكم، واسكتوا!!
ودون ذلك يا إخواني -صدقوني- حُجة لمراقبة الرقاب؛ خشية أطنان القنابل الذكية وألسنة النيران الصديقة! وما أدراك ما النيران الصديقة؟! إنها يا أحبابي لا تعرف صديقًا من عدو!
ويتبع >>>>>: مسرحية الإسكندرية..قراءة ثانية-1
واقرأ أيضاً:
برنامج ((على البحر)) البذاءة تعلن عن نفسها! / أحمد مطر..الناقم لنا والناقم علينا!
ولقد أمر على اللئيم يسبُّني فمضيتُ ثمتَّ قلتُ: لا يعنيني!
وقول الآخر:
ولو أن كلَّ كلبٍ عوى ألقمته حجرًا لأصبح الصخرُ مثقالاً بدينار
ولكن حين تضطرم الأحداث، وتلوكها الألسن، تصبح أمانة الكلمة هي بيت القصيد وهي المحرك الفعال في القضية.
وصادقًا إني لا أدري من أين أبدأ في تلك القضية، أو إن أردت الصدق فقل: «المأساة»؛ المسماة بـ«مسرحية الإسكندرية»؟! ويا لها من مسرحية!
من أين أبدأ قارئي المفضال؟ هل أبدأ من حيث: التعصب للرأي والهوى الأعمى؟! أم من حيث الكذب المباح على الخصوم؟! أم من حيث التحول عن منهجية نقد النص والواقع إلى فوضوية الاستهزاء والسخرية؟!
أقول لك قارئي: دعنا نتحدث بأسلوب فوضوي! دون مقدمات أو ترتيب للأفكار أو تقديم للحجج، فلست أرى أفضل من ذلك!! بما أننا -نحن المسلمين- مدعاة للسخرية عند إخواننا من المسيحيين؛ أو الذين يظنون أنهم مسيحيون صادقون! ولست هنا بصدد التعميم بالطبع؛ فالتعميم دائمًا ما يقودك إلى النتائج والتصورات الخاطئة.
لا أدري لِمَ يضرب بعض إخواننا من المسيحيين على ذلك الوتر الغليظ النشاز بين الفينة والأخرى؟! وأنا أتسائل بصدق.. لماذا؟!
ألأن بعضًا منهم يتركون دينهم ويعتنقون ويدينون بالإسلام؟!!
وأقول: «يعتنقون» و«يدينون» بالإسلام؛ لأني أعني الكلمة حرفيًّا؛ فمن المعلوم عندنا نحن المسلمين -الذي بُني ديننا على العدل وعدم الاستسلام للهوى والعصبية؛ حيث قال تعالى: +وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا" [المائدة: 2] وقال: +وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى" [الأنعام: 152].. أقول: من المعلوم في أوساطنا أن معظم هؤلاء الذين ينتمون للإسلام عن تفكر وإعمال عقل -إن لم يكن جميعهم- هم من أفضل المسلمين؛ بشهادة المسلمين أنفسهم.
نعود إلى قضيتنا مرة أخرى؛ هل يؤلمهم ذلك؟!
أقول أنا: نعم يؤلمهم ذلك!!
الدليل (على رأي الأستاذ خليفة خلف الله خلف خلاف المحامي) أنهم يقومون بجموع هادرة من معتنقي السلام والمحبة للبشرية! فيخرجون في مظاهرات غاضبة تلقي بالتهم جزافًا، وتكيل للإسلام -الذي لم يصلهم منه شر، ولن نقول: لم يصلهم منه إلا كل خير- السباب والشتائم!!
وأنا أتساءل متعجبًا وبحق: هل حدث ولو مرة واحدة أن ذهب أحد المعتنقين للإسلام من المسيحيين إلى البابا في الكنيسة وقال له: «يا أبونا، إخوانا المسلمين ضربوني على يدي، وقالوا لي: إن لم تسلم قطعنا عنقك!!»، هل حدث ذلك من قبل؟!! أم أن العكس هو الذي يحصل دائمًا؛ حيث يذهب الرجل مختارًا راضيًا -سواء اقتنع بالإسلام أو لم يقتنع فلسنا بصدد ذلك- ويعلن إسلامه، ويغير اسمه، ويعيش في بيت يضمه بين بيوت المسلمين، فترفع السيوف حينئذٍ من أجل عودة هذا المارق الهارب الرافض للخلاص الذي جاء به يسوع الإله أو ابنه؟!!
أقول لإخواننا من المسيحيين الذين قاموا بهذا العمل وتولوا كبره؛ مفرقين للصفوف، ومشعلين للفتنة: أستحلفكم بالله أو بالرب، أو كما تشاؤون، هل أنتم مؤمنون بما أديتم من تمثيلية هزلية هزيلة على خشبة ذلك المسرح؟!!
كلكم على ظني في مدارس أو كليات أو وظائف في مؤسسات مليئة بالمسلمين، هل رأى أحد منكم ذلك الدَّعي الذي مثلتموه وهو يأكل كآخر طعام يأكل، ويتحدث عن الجنة وما فيها من نساء وخمر.. بين صفوف إخوانكم من المسلمين؟!!
هل بلغكم من أحد من المسلمين الذين ارتدوا إلى المسيحية مرة أخرى بسبب ضغوطكم وعصبيتكم؛ هل بلغكم من أحدهم أن المسلمين يعيشون في كهوف وينامون على الأرض ويأكلون اللحم نيئًا؟! أو أن لكل واحد منهم زعيماً وأميراً يملي عليه ما يفعله حتى ولو كان لا يعقله صبي؟! أو أنهم يستعبدون بعضهم بعضًا وليسوا يتراحمون؟!
إن كان قد بلغكم ذلك فقد حمله إليكم كاذب لا محالة! وإن كنتم قد صدقتموه، فاسمحوا لي فأنتم «لا مؤاخذة»! ولا داعي لأن نكمل الجملة إن كان المعنى قد وصل، وأدري أنه قد وصل!!
أم أقول لكم يا سادة: إنه ليس سوى التعصب المقيت الذي ترموننا به ليل نهار؟! والتقليد الأعمى لما يعرض في وسائل الإعلام هنا وهناك، غاضين البصر خاسئًا عما تعيشونه أنتم من واقع المسلمين معكم في بلد واحد؛ تشربون ماء واحدًا، وتأكلون من أرض واحدة!!
ليت شعري أين ذهبت نصوص المسيح التي تتشدقون بها ليل نهار؟!
«أما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم، وباركوا لاعنيكم، وأحسنوا معاملة الذين يبغضونكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويضطهدونكم»! (متى 5: 43)
«وأما أنا فأقول لكم: لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدِّك الأيمن فحوِّل له الآخر أيضًا»! (متى 5: 39)
«سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تقتل، ومن قتل يكون مستوجب الحكم، أما أنا فأقول لكم: إن كل من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم.. ومن قال: يا أحمق؛ يكون مستوجب نار جهنم »!! (متى 5: 21).
«تعلَّموا منِّي لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحةً لنفوسكم، لأن نيري هيِّن وحملي خفيف»! (متى 5: 29).
أم لم يبق لكم من كل نصوص العهدين غير: «مَن قبِلَكم فقد قبلني، ومَنْ رفضكم فقد رفضني»، و«يأتي بعدي الأنبياء الكذبة» (متى 11: 24)؟!!
لم الاستهزاء بالقرآن وأنتم تعلمون أنه كتابنا وأننا نقدسه، إن كنتم لا تفهمون ما يُقال فلِم ترمونه بالغموض؟!
قال أحد مبغضي «أبي تمام» له يومًا: يا هذا، لِمَ لا تقول ما يُفهم؟! فأجاب: «وأنت لِمَ لا تفهم ما يُقال»؟!!
إن كان أحد الحمقى في أرجاء المعمورة لا يفهم القرآن فهل هذا ذنب القرآن؟! هل يعني هذا أن القرآن مجرد كلام موزون مموسق أشبه بالشعر غير أنه لا معنى له؟!
ليت شعري كيف تفهمون وفي صدوركم ما أنتم مضمرون؟!
ثم هل خلا الإنجيل من كلمات غامضة تحتاج لتفسير أو جمل مبهمة تحتاج لشروح؟!
هل هذا يمثل سببًا مقنعًا لديكم لاطراح الإنجيل؟!
وما المقصود بالإشارة إلى فقر ذلك المسيحي الذي دخل الإسلام، أنا لست سيئ الظن؛ ولذا فلن أقول: إن معناه هو استغلال المسلمين لفقر البعض؛ فيرشونه بالمال من أجل الدخول في الإسلام!!
لقد ذكرتموني قول العرب: «رمتني بدائها وانسلت»! وإن كنتم لا تدركون معناها الثقيل على من كان عقله في مثل عقولكم؛ فسلوا ربوع إفريقيا المجهولة وغاباتها المنزوية.. سلوا عن ذلك ضحايا الفقر من المسلمين في كل مكان.. سلوا المبشرين حاملي كلمة الله والخلاص كيف يخلصون الناس! سلوا القابعين هناك حيث اللقمة تساوي الدين!!
وهل من ديدنكم يا إخواني المتسامحين الطيبين أن تصفوا الأديان الأخرى بأنها: «باذنجان»؟!
وما شعوركم إن وصف البعض المسيحية الآنية بأنها «باذنجان مخلل»؟!
تبقى كلمة أخيرة عن المسرحية من الناحية الفنية؛ فقد أعجبني القسم الأخير بما يحويه من لقطات «تراجيدية» في تلك الأسرة المسيحية المكلومة في وليدها، وكذا لقطات الحركة و«الأكشن» في النهاية؛ حيث عبور شريط القطار والسيارات والأخ المسلم حامل المسدس من وراء! وأريد أن أبوح للأخ المخرج هنا بخاطرة نفسي الأثيمة في تلك اللحظة؛ ولكن همسًا؛ فليقرِّب أذنه: لقد تمنيت من الله أن يدهس القطار الممثلين والمتفرجين ونرتاح!!
أقول لإخواننا: احمدوا الرب، واشكروا فضله عليكم، واسكتوا!!
ودون ذلك يا إخواني -صدقوني- حُجة لمراقبة الرقاب؛ خشية أطنان القنابل الذكية وألسنة النيران الصديقة! وما أدراك ما النيران الصديقة؟! إنها يا أحبابي لا تعرف صديقًا من عدو!
ويتبع >>>>>: مسرحية الإسكندرية..قراءة ثانية-1
واقرأ أيضاً:
برنامج ((على البحر)) البذاءة تعلن عن نفسها! / أحمد مطر..الناقم لنا والناقم علينا!