|
|
|
إذا عشت وسط المجانين ماذا تختار؟ ::
الكاتب: مجموعة مساندة
نشرت على الموقع بتاريخ: 11/05/2006
يحكي أن طاعون الجنون نزل في نهر يسري في مدينة..
فصار الناس كلما شرب منهم أحد من النهر يصاب بالجنون...
وكان المجانين يجتمعون ويتحدثون بلغة لا يفهمها العقلاء..
واجه الملك الطاعون وحارب الجنون..
حتى إذا ما أتى صباح يوم استيقظ الملك وإذا الملكة قد جنت..
وصارت الملكة تجتمع مع ثلة من المجانين تشتكي من جنون الملك!!
نادى الملك بالوزير: يا وزير الملكة جنت أين كان الحرس، الوزير: قد جن الحرس يا
مولاي الملك: إذن اطلب الطبيب فورا الوزير: قد جن الطبيب يا مولاي الملك: ما هذا
المصاب، من بقي في هذه المدينة لم يجن؟
رد الوزير: للأسف يا مولاي لم يبقى في هذه المدينة لم يجن سوى أنت وأنا، الملك: يا
الله أأحكم مدينة من المجانين!! الوزير: عذرا
يا مولاي، فإن المجانين يدعون أنهم هم العقلاء ولا يوجد في هذه المدينة مجنون سوى
أنت وأنا! الملك: ما هذا الهراء!
هم من شرب من النهر وبالتالي هم من أصابهم الجنون!
الوزير: الحقيقة يا مولاي أنهم يقولون إنهم شربوا من النهر لكي يتجنبوا الجنون، لذا
فإننا مجنونان لأننا لم نشرب، ما نحن يا مولاي إلا حبتا رمل الآن..
هم الأغلبية.. هم من يملكون الحق والعدل
والفضيلة... هم الآن من يضعون الحد الفاصل بين
العقل والجنون.. هنا قال الملك: يا وزير أغدق
علي بكأس من نهر الجنون إن الجنون أن تظل عاقلا في دنيا المجانين.
بالتأكيد الخيار صعب.. عندما تنفرد بقناعة
تختلف عن كل قناعات الآخرين.. عندما يكون سقف
طموحك مرتفع جدا عن الواقع المحيط.. هل ستسلم
للآخرين.. وتخضع للواقع..
وتشرب الكأس؟
هل قال لك احدهم: معقولة فلان وفلان وفلان كلهم على خطأ وأنت وحدك الصح!
إذا وجه إليك هذا الكلام فاعلم انه عرض عليك لتشرب من الكأس؟
عندما تدخل مجال العمل بكل طموح وطاقة وانجاز وتجد زميلك الذي يأتي متأخرا وانجازه
متواضع يتقدم ويترقى وأنت في محلك.. هل يتوقف
طموحك.. وتقلل انجازك..
وتشرب الكأس؟
أحيانا يجري الله الحق على لسان شخص غير متوقع..
مرت طفله صغيرة مع أمها على شاحنة محشورة في نفق...
ورجال الإطفاء والشرطة حولها يحاولون عاجزين إخراجها من النفق..
قالت الطفلة لأمها.. أنا أعرف كيف
تخرج الشاحنة من النفق!استنكرت الأم وردت
معقولة كل الإطفائيين والشرطة غير قادرين وأنت قادرة!
ولم تعط أي اهتمام ولم تكلف نفسها بسماع فكرة طفلتها..
تقدمت الطفلة لضابط المطافئ: سيدي أفرغوا بعض الهواء من عجلات الشاحنة
وستمر! وفعلا مرت الشاحنة وحلت المشكلة وعندما
استدعى عمدة المدينة البنت لتكريمها كانت الأم بجانبها وقت التكريم والتصوير!
وأحيانا لا يكتشف الناس الحق إلا بعد مرور سنوات طويلة على صاحب الرأي المنفرد..
غاليلوا الذي اثبت أن الأرض كروية لم يصدقه احد وسجن حتى مات!وبعد
350 سنة من موته اكتشف العالم انه الأرض كروية بالفعل
وأن غاليليو كان العاقل الوحيد في هذا العالم في ذلك الوقت.
ولكن هل بالضرورة الانفراد بالرأي أو العناد هو التصرف الأسلم باستمرار
! نادية مثلا تحدت أهلها وكل من حولها لتتزوج
مشعل لتكتشف بعد سنوات إن مشعل أسوء زوج من الرجال!
كم تمنت نادية أنها شربت من الكأس عندما عرض عليها حتى ارتوت!
كاتب مغمور أكثر على الناس بكتاباته الحادة حتى اعتزله الناس ليكتشف بعد سنوات أنه
كل كتاباته كانت ضربا من الهراء! كم تمنى هذا
الكاتب أنه شرب من هذا الكأس حتى ابتلت عروقه!
إذن ما هو الحل في هذه الجدلية... هل نشرب من
الكأس أو لا نشرب؟ دعونا نحلل الموضوع ونشخص
المشكلة بطريقة علمية مجردة رأي فردي مقابل رأي جماعي منطقيا الرأي الجماعي يعطينا
الرأي الأكثر شعبية وليس بالضرورة الأكثر صحة قد تقول إذن لا أشرب الكأس...
لحظه! في نفس الوقت نسبة الخطأ في
الرأي الجماعي أقل بكثير من نسبة الخطأ في الرأي الفردي
إذن تقول نشرب الكأس.. تمهل قليلا
! من يضمن انه في هذه اللحظة وفي هذه القضية
كانت نسبة الصواب في صالحك أعرف أن الأمر محير
شخصيا عرض علي الكأس مرات عديدة أشربه أحيانا وارفض شربه أحيانا كثيرة الأمر كله
يعتمد على إيماني بالقضية وثقتي في نفسي وثقتي في الآخرين من حولي هذا بالنسبة إلى
خبرتي.. والآن السؤال موجه لك أنت يا من تقرأ
كلماتي... إذا عرض عليك الكأس..
هل تفضل إن تكون مجنونا مع الناس!
أو تكون عاقلا وحدك!
نقلا عن مجموعة
Mosanda_egy@yahoogroups.com
للمشاركة والتواصل:
maganin@maganin.com
الكاتب: مجموعة مساندة
نشرت على الموقع بتاريخ: 11/05/2006
|
|
|
|
|
|
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com
|
حقوق الطبع محفوظة لموقع مجانين.كوم ©
|
|