هذا موقعٌ لمجانين العقلاء وعقلاء المجانين الصحة النفسية للجميع
عن الموقع :
جاءت فكرة هذا الموقع في وقت شعرت فيه كما شعرَ كل يقظٍ في بلادنا بأنه جاء الوقت الذي يلزم فيه تحديد المواقف وأن يحدد كل واحد منا من هو وما يستطيع أن يكونه وما لا يستطيع !قد انقسَمَ العالمُ بالفعل إلى موالينَ للغرب دونَ أي قيد أوْ شرط أو معادينَ لهُ وليسَ هناكَ موقفٌ وسَطيٌ كما يرى الأمريكيون!!
وأنا كطبيب نفسي شعرت بأن عليَّ عبءَ تحديد موقفي في مجال عملي الذي عملت فيه ما يزيد على عشر سنوات خمس منهم بعد الحصول على الدكتوراه! فقدْ أحسَسْتُ أنني لنْ أستطيع الاستمرار مكتَفـيا بما تعلمْتُـهُ على أنه الطب النفسي العالمي وهو في الحقيقةِ الطب النفسي الغربي!! .
وأنا أشعر طوال سنين عملي بأن هناك ما يفصل بيني وبين الناس الذين هم مادة عملي، فكثيرا ما أشعر أن معظم ما درسته وأتقنت حفظه غير صالح للتطبيق في مجتمعنا وأن الفجوة كبيرة في الكثير من الأحيان بين ما أحاول إيصاله لمرضاي وبين ما هم مستعدون لتقبله!
ولا يمكنُني أنْ أنسى تعبيرات وجوه بعض مرضايَ وتعبيرات وجوه ذويهم إذ يَـنْظُـرُ لي بعضُهُم نظْرَةً تنمُ عن الاستغرابِ أو عدم الاستيعابِ لما أقولـهُ لهم من نصائحَ يسمونها ذهبيةً في المراجع التي درستُها وينظرُ لي البعضُ منَ المُـثَـقَّفينَ نوعًا نَـظْرَةً تـَـنُمُّ عن لوعَـةٍ فقدْ أدرَكُوا أنني مسكينٌ يحسبُ ما تعَـلمَهُ كافٍ لمساعَـدَة الناس وهو في الحقيقةِ غيرُ ذلك وَبعضهُـمْ يقول لي ومالنا نحنُ بذلكَ يا دكتور وبعضهم يقول لي النبي عربي يا دوك!!!
ولم يكن مريحا لي في يوم من الأيام كما هو مريح للكثيرين أن أخلص من هذا الشعور بأن أتهم المجتمع بالجهل والتخلف فأنا أعرف جيدا أوجه القصور في النظرة المادية الخالصة للإنسان والأشياء وأعرف أيضا أن أوجه القصور في العلم الدنيوي الغربي أكبر من أن تسمح لعاقل بأن يُفْـتَـتن أو أنْ يقنعَ بأن هذا هو كل شيء.
كان عليَّ لذلك أن أفتش في أفكارنا وتراثنا كأمـةٍ محاولا الوصول إلى سبب الهوة التي تفصل بين ما تعلمته على أنه العلم العالميُّ الوحيد وبين مجتمعي الذي لا أستطيع مستريحا أن أتهمه بالجهل أو التخلف وبدأت رحلة لا أحتسب منها إلا رضى الله عز وجل ثم شيء من التوفيق بين نظرتين للوجود إحداهما وهي النظرة الغربية بدأت بوضع الإنسان في مركز الكون على أنه السيد الأوحد ثم تحولت تدريجيا إلى جعله جزءًا من الكون غير مستقل عنه بحيث تحكمه نفس القوانين التي تحكم الذرة والجزيء دون أي سمو عنهما!! وبين نظرة ثنائية هي نظرة الإسلام ترى الإنسان خليفة للخالق الأعظم استخلفه في الأرض وكرمه عن سائر المخلوقات ووضع فيه عقلا وروحا تسموان به عن سائر الأشياء وتجعلانه كفءً لتحمل الأمانة.
د. وائل أبو هندي
واقرأ أيضًا:
عام على مجانين جعله الله خيرا للعالمين!