|
|
|
رأي حول مناصرة حزب الله ::
الكاتب: هشــام البنا
نشرت على الموقع بتاريخ: 07/09/2006
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
إخوتي الأفاضل
لن أضع عنواناً لهذا الموضوع يمثل دعاية إعلانية لجذب الانتباه...
ولن أسمي أحداً بغير اسمه فإسرائيل هي إسرائيل وحزب الله هو حزب الله...
لا حاجة لي بإفراغ فحوى كتاب قرأته لشيخ تأثرت به...
ولا حاجة لي لترديد كلام لم أتوقف عنده وأفكر فيه...
فقط سأكتب رؤيتي وليتفق من يتفق وليختلف من يختلف...
أحترم تعليقك وخلافك معي وأقدره... ولكن أرفض
الاستخفاف أو الاستهانة برؤيتي... فكلمتي
تمثلني شخصياً لا تحمل صبغة أحد غيري... كما
يقول أسطى زينهم... تحاور بالفكر وتبارز
بالكلمات... ولكن نبقى على احترام كل منا
للآخر.
من فضلكم لي عودة لما أعتقد أنه صلب الموضوع الأساسي وهو موقفنا من مناصرة حزب الله
والذي أصر على تسميته بالاسم الذي أطلقه على نفسه ولا أسميه باسم قد يجعلني أحمل
خطأ ما ولو بعد ألف عام.
لقد اتفق علماء المذهب الحنفي والشافعي والحنبلي على أنهم فئة ضالة من المسلمين ولم
يكفروا منهم إلا العلايلة (الذين ادعوا أن
عليا هو الله نفسه) والشيعة أنفسهم تبرؤوا
منهم، وذهب أئمة المذهب المالكي إلى أنهم كفار بالإجماع بسبب ما ذهب إليه بعض
علمائهم من شطط بالتطاول على أصحاب رسول الله وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
لذا سنبدأ الحديث بأخذ في الاعتبار الحد الأقصى من الآراء وهو أنهم كفار بإجماع
أصحاب المذهب المالكي. ولكننا لن ننكر أنهم كفار أقروا بوحدانية الله وآمنوا
بأنبياء الله ورسله وكتبه وآمنوا بالآخرة، وانطلاقا من هذه النقطة سنتناول الموضوع
في اتجاهين على الترتيب:
- موقفنا من مناصرة حزب الله.
- موقف المسلمين أصحاب الرأي والفتوى من أنصار
حزب الله (تعقيباً على فتوى مفتي المملكة
العربية السعودية بأنهم كفار ولا يجوز مناصرتهم أو الدعاء لهم
"التي شكره عليها الإعلام والرأي العام
الإسرائيلي")
موقفنا من مناصرة حزب الله
1) "موقف
القرآن"
يقول الحق تبارك وتعالى في سورة الروم "غلبت
الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن
بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم"
صدق الله العظيم.
كان المشركين يجادلون المسلمين وهم بمكة قبل أن يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيقولون: الروم يشهدون أنهم أهل كتاب وقد غلبتهم المجوس وأنتم تزعمون أنكم ستغلبون
بالكتاب الذي أنزل على نبيكم فكيف غلب المجوس الروم وهم أهل كتاب فسنغلبكم كما غلبت
فارس الروم وهذا إخراج بن أبي حاتم عن شهاب في قراءة "غُلبت" بضم الغين فأنزل الله
الآية مبشره للمؤمنين بأن الروم ستنتصر على الفرس ويجعل الله بهذا النصر فرحة
للمؤمنين.
أما في قراءة "غَلبت الروم"
بفتح الغين أنه لما كان توم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين وفرحوا به
فنزلت الآية وهذا إخراج الترمذي عن أبي سعيد وما ذهب على نحوه ابن جرير عن بن
مسعود. في الحالتين جعل الله في نصر الروم على الفرس فرحة للمؤمنين وتأيداً لهم
وبشرى بنصر الله...
الروم وهو أمة كافره أدعوا للرحمن ولداً...
ولكنهم أهل كتاب أقروا بالإلوهية وأنكروا وحدانية الله وآمنوا بالرسل إلى عيسى. لكن
الله أيد نصرهم وجعل به فرحة وبشرى للمؤمنين لأنهم انتصروا على مجوس وهم أهل كتاب.
فأعتقد أن الشيعة وإن أقررنا بأقصى الآراء أنهم كفار فهم أقروا بالوحدانية والآخرة
وآمنوا بالرسل جميعاً وآمنوا بالكتب السماوية ففي نصرهم على أشد الناس عداوةً للذين
آمنوا بشرى وفرحة للمؤمنين وتأييداً لنصر الله تعالى للمؤمنين على غيرهم، ولنا الحق
في الفرح بنصرهم كما فرح المؤمنين بانتصار الروم على الأقل.
2) "موقف السنه والتاريخ"
بعودة إلى التاريخ في حادثة فتح مكة عقد الرسول صلى الله عليه وسلم مع الكفار صلح
الحديبية... وكان العهد على أن لا تعتدي قريش
على أي فرد أو قبيلة تدخل في حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يعتدي المسلمين
على أي فرد أو قبيلة تدخل في حلف قريش...
وكانت هناك قبيلتان بينهما نزاع من الجاهلية أحدهما قبيلة بكر والأخرى خزاعة...
وكانت خزاعة قد قتلت 3 رجال من قبيلة بكر قبل صلح الحديبية وكلتا القبيلتين من
المشركين، فلما كان الصلح دخلت قبيلة بكر المشركة (وبها
بعض المسلمين) في حلف قريش ودخلت قبيلة خزاعة
المشركة (وبها بعض المسلمين)
في حلف بني هاشم أو حلف محمد (رسول الله عليه
الصلاة والسلام).
ذهبت قريش لسادة بكر وعرضت عليهم أن تمدهم سراً بالسلاح وبعض المقاتلين ويغيروا
ليلاً على قبيلة خزاعة فيقتلون من النساء والأطفال والرجال ما استطاعوا ثأراً لمقتل
ثلاثة منعهم في الجاهلية، فقبلت بكر وأغارت على خزاعة وقتلت منهم 23 رجلاً ما زاد
القتلى عن مائة من النساء والأطفال والشيوخ، وليلاً وقت الغراة انتفض رسول الله صلى
الله عليه وسلم من فراشه وردد ما معناه "لا
حول ولا قوة إلا بالله، جعله الله خيراً".
وعندما ذهب المسلمون لصلاة الفجر فإذ بعمرو بن سالم الخزاعي وكان كافراً يأتي
منادياً على رسول الله تعالى من خارج المسجد منادياً الدم الدم يا محمد، قتلت خزاعة
في حلف محمد وقال قصيدة يصف فيها هجوم بكر عليهم ليلاً فما كان من الرسول إلا أن شد
عمامته وقال "نُصرت يا عمرو" وفي رواية"دم
خزاعة هو دم محمد" ودعا المسلمين في الجيش
وكان فتح مكة فلما فتحها دعا إليه عمرو بن سالم وقال أونصرتك يا عمرو؟
فقال وأي نصر يا رسول! الله فسأله أوأسلمت يا عمروا؟ فقال ومن لا يسلم بعد هذا يا
رسول الله!
فقياساً على ذلك فالشيعة ليسوا مشركين وإنهم أقرب إلى أن ينصرهم المسلمون فما نرى
في هذه القصة إلا قريش (أمريكا)
وقد مدت قبيلة بكر(إسرائيل)
بالسلاح (القاعدة الأمريكية في قطر التي خرجت
منها المقاتلات التي تدعم الهجوم الجوي الإسرائيلي بعد أن أشترتها إسرائيل)
ليتم العدوان على خزاعة (لبنان
"بما فيهما من سنه وشيعه ومسيحيين"
وحزب الله) نقداً لصلح الحديبية
(اعتداءا علينا كمؤمنين بالله والآخرة والرسل
والكتب جميعاً، وكعرب إبناء دم واحد، وكمعاهدات سلام معقودة)
فأين من هم يفعلون كما فعل محمد صلى الله عليه وسلم ثأراً لخزاعة.
3) "موقف السياسة"
هناك مبدأ سياسي معروف يقول عدو عدوي هو صديقي...
وهذا نفسه ما اتبعه دول الحلفاء في الحرب العالمية الثانية ليتمكنوا من هزيمة
اليابان وألمانيا، وهذا هو المبدأ السياسي في تحقيق توازن القوى وتبادل المصالح
لضمان القدرة على تحقيق الأهداف، ويفترض سياسياً أن إسرائيل عدو مصر وكل الدول
العربية إذا فصداقة من يقاتلها سياسياً لابد أن تكون في الصالح السياسي لمصر إن
كانت تريد تحقيق أهدافاً تضمن لها التفوق على الكيان الصهيوني في الشرق الأوسط. أما
إن كانت سياسة أي دوله قائمه على الصهيونية ودعم الفكر الصهيوني إعلامياً وسياسياً
فلابد أن تؤيد إسرائيل وإن فعلت على استحياء بالصمت. لذا فالأوقع سياسياً لأي دوله
مضادة للفكر الصهيوني أن تؤيد حزب الله وتناصره.
موقف المسلمين أصحاب الرأي والفتوى
1) "موقف مفتي المملكة العربية السعودية"
يقول إن مناصرة حزب الله أو الدعاء له غير جائز لأنهم شيعة كفار.
لماذا يسمح إذن فضيلته بدخولهم مكة والحرم ومسجد رسول الله إن كان أقر بأنهم كفار
ولا يجوز مناصرتهم أو الدعاء لهم، لماذا توافق المملكة على دخول الشيعة من إيران
ومن شتى بقاع الأرض لمكة والمسجد الحرام إن أقروا أنهم كفار، وبما يفسر الآيات
الأولى في سورة الروم وأسباب نزولها، وماذا تعلم من موقف الرسول في فتح مكة، ولما
لا يعارض بلاده في دخول الشيعة والفتيات الإيرانيات دون محرم في موسم الحج. إن صاحب
العلم وصاحب الفتوى إما على باب الجنة يقود من اتبعه وإما على باب جهنم تسوقه فتواه
فأي البابين أقرب لتلك الفتوى؟؟
2) من خلال حديث مع أساتذة أفاضل من رؤوس
العلم في مصر منهم الشيخ صفوت حجازي ثبته الله وشفاه رأى أنه حتى إن اعتبرنا الشيعة
كفاراً ذهاباً إلى رأي أئمة المالكية فلبنان بلد بها من هو سني وشيعي ومسيحي لا
تفرقهم القنابل والصواريخ وبها فئة مقاتلة هم أهل وحدانية آمنوا بالله وملائكته
وكتبه ورسله واليوم الآخر ويهاجمهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا فالقتال إلى صفهم
ومناصرتهم واجب على كل المسلمين ومن أبى عن القتال وفر فقد تولى يوم الزحف
(أي أتى واحده من السبع الموبقات).
هذا كل ما لدي... آسف جداً على الإطالة وجزاكم
الله خيراً... خلافنا في وجهات النظر والرأي
لا يفسد للود قضية.
الكاتب: هشــام البنا
نشرت على الموقع بتاريخ: 07/09/2006
|
|
|
|
|
|
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com
|
حقوق الطبع محفوظة لموقع مجانين.كوم ©
|
|