|
|
|
جرامين 2006.. ملامح مرحلة جديدة ::
الكاتب: د.مجدي سعيد
نشرت على الموقع بتاريخ: 09/11/2006
في صباح الثالث عشر من أكتوبر عام
2006 أعلنت لجنة نوبل النرويجية منح كلا من بنك
جرامين ومؤسسه البروفيسور محمد يونس جائزة نوبل للسلام نظير جهودهما في خلق تنمية
اقتصادية واجتماعية من أسفل، وكما عبرت اللجنة: "فلا سلام دائم من دون أن يجد الناس
سبيلا لكسر طوق الفقر، والقروض المتناهية الصغر هي إحدى تلك السبل، كما أن التنمية
من أسفل تخدم في تحقيق التقدم على طريق الديمقراطية وحقوق الإنسان"..
وبتلك الجائزة
توج الرجل والبنك كفاح 30 عاما في سبيل تخفبف حدة الفقر..
وهو الكفاح الذي امتزجت
فيه حياة الرجل بحياة البنك، وقد حرص البروفيسور محمد يونس استعدادا لتلك اللحظة
على أن يرسم ملامح البنك في اللحظة الحاضرة في عدد من الكتابات التوثيقية الصادرة
في أغسطس من هذا العام 2006، وهي الملامح التي نحاول أن نتتبعها هنا لندرك أحقية
هذا البنك وهذا الرجل بتلك الجائزة.
الملامح الـ 31 للبنك في الوقت الحاضر
1- بنك جرامين الذي ولد في قرية جوبرا عام
1976، وتحول إلى بنك رسمي عام 1983 في ظل
قانون خاص، هذا البنك يمتلكه الفقراء المقترضون، ويعمل حصريا من أجلهم، هذا البنك
يمتلك المقترضون 94% من أسهمه، وتمتلك الحكومة الـ
6 % الباقية.
2- هذا البنك لا يطلب ضمانات إضافية نظير ما يقدمه من قروض متناهية الصغر، ولأنه لا
يتمنى أن يسوق أيا من الفقراء إلى المحكمة في حالة عدم السداد، لا يطلب من
المقترضين توقيع أية حجج قانونية، وبالرغم من انتمائه إلى مجموعة من خمسة أفراد،
فإن تلك المجموعة لا يطلب منها تقديم أية ضمانات للسداد، وإنما تبقى المسئولية حصريا على عاتق الفرد المقترض، وتنحصر مهمة المجموعة والمركز في مراقبة أداء العضو
المقترض ضمانا لتصرفه بشكل مسئول لا يفضي به إلى مشكلة في السداد، ومع ذلك فلا يقع
عاتق سداد القروض المتأخرة عن الفرد على عاتق باقي أفراد مجموعته.
3- يبلغ مجموع المقترضين من البنك
6.61 مليون مقترض، 97% منهم من النساء.
4- بنك جرامين له 2226 فرع تعمل في
71371 قرية ويعمل فيها 18795 موظف.
5- إجمالي القروض التي وزعها بنك جرامين منذ إنشائه تبلغ
290.03 بليون تكا (5.72
بليون دولار) تم رد 258.16 بليون تكا منها
(5.07 بليون دولار).
6- نسبة سداد القروض 98.85%.
7- تمول 100% من إجمالي القروض من إيداعات البنك،
63% من تلك الإيداعات تأتي من
المقترضين أنفسهم، وتبلغ الإيداعات 123% من القروض الجارية، ويبلغ إجمالي الإيداعات
والموارد المملوكة 142% من القروض الجارية.
8- في عام 1995 قرر بنك جرامين التوقف عن قبول المنح، ومنذ ذلك الحين لم تطلب من
الممولين أية منح، وآخر أقساط من الممولين المانحين كانت في شكل خطوط أنابيب استلمت
في عام 1998، ومنذ ذلك الحين لا يرى البنك ضرورة لقبول منح أو قروض من ممولين
داخليين أو خارجيين، حيث أن إيداعات البنك تكفي لتسيير وتمدد برنامج القروض، وسداد
القروض الجارية.
9- حقق بنك جرامين أرباحا منذ تأسيسه، باستثناء أعوام:
1983، و1991، و1992، ودأب
البنك على نشر تقرير الميزانية المراجع من قبل اثنتين من كبرى الشركات الوطنية
المعتمدة دوليا.
10- بلغ إجمالي أرباح البنك خلال عام 2005 7.39 بليون تكا
(112.40 مليون دولار)،
وإجمالي الإنفاقات 6.39 بليون تكا
(97.17 مليون دولار)، وبلغ صافي الأرباح ألف
مليون تكا (15.21 مليون دولار) وتم تحويل إجمال الأرباح إلى صندوق لإعادة التأهيل
أعد لمواجهة حالات الكوارث، وتم ذلك في ظل الإعفاء الحكومي التام لبنك جرامين من
ضريبة الأرباح التجارية.
11- تعد فوائد القروض في بنك جرامين الأدنى في بنجلاديش، حيث تصل إلى
10% على قروض
المشروعات المدرة للدخل (100 تكا على قرض يصل 1000 تكا طوال العام)، و8% على قروض
الإسكان، و5% على قروض الطلاب، و0% على قروض الأعضاء المكافحين (الشحاذين سابقا).
12- يعطي البنك أعلى أرباح على الإيداعات، تتراوح نسبتها ما بين
8.5-12%.
13- أعد البنك برنامجا خاصا لمكافحة ظاهرة الشحاذة أسماه برنامج الأعضاء المكافحين
التحق به 81 ألف شحاذ، حصلوا على قروض من البنك بلغت
68.44 مليون تكا، سدد منهم حتى
الآن 41.22 مليون تكا، أهم خصائص هذا البرنامج:
* لا تنطبق القواعد الحالية للبنك عليهم، وعليهم هم أن يصنعوا القواعد الخاصة بهم.
* القروض معفاة من الفوائد، وعلى مدد طويلة حتى تقل أقساط السداد.
* المقترضون منهم يتم تغطيتهم بنظام لتأمين الحياة وتأمين القروض من دون أن يتحملوا
أية مصاريف إضافية.
* تشجع مجموعات ومراكز البنك على أن تكون ظهيرا للأعضاء الشحاذين.
* يعطى كل فرد منهم بطاقة هوية من جرامين تجعل كل إنسان يعرف أنهم أعضاء في البنك،
وأنه يقف من ورائهم.
* لا يطلب من الأعضاء التوقف عن الشحاذة، بل أن يضيف إليها عملا مدرا للدخل يساعده
على أن يعيش حياة كريمة، ويعلم أولاده، ويصير شيئا فشيئا عضوا منتظما في بنك
جرامين، متمنيين ألا نرى إنسانا في قرية من قرى جرامين يضطر للشحاذة من أجل العيش.
14- بدأ بنك جرامين برنامج قروضه للإسكان منذ عام 1984 والذي منح جائزة أغاخان
للعمارة عام 1989، ويبلغ الحد الأقصى للقرض
15 ألف تكا (249 دولار) يسدد على خمسة
أعوام، وبلغ إجمالي القروض 8.44 بليون تكا
(12 مليون دولار) بني بها
637.469 منزل.
15- بعض المقترضين أسرع نموا في مجال الأعمال من غيرهم لأسباب عديدة، ويمكن لهؤلاء
المقترضين أن يحصلوا على قروض أكبر تسمى قروض الاستثمارات المتناهية الصغر، وهي
قروض بلا حد أقصى، وقد حصل على تلك القروض حتى الآن 933.242 عضو، وبلغ إجمالي تلك
القروض 20.06 بليون تكا (316.29 مليون دولار) بمتوسط
21.499 تكا للقرض (309 دولار).
16- يتم إعطاء منح دراسية لأكثر أبناء المقترضين تفوقا مع إعطاء أولوية للبنات،
لتشجيعهم على الاستمرار في دراستهم، بلغ إجمالي ما أنفق على تلك المنح حتى أغسطس
2006 مبلغ 390 ألف دولار، استفاد منها 31.164 طفل.
17- يمنح الطلاب الذين اجتازوا المرحلة الثالثة من التعليم قروضا لاستكمال تعليمهم
الجامعي تغطي المصروفات الدراسية والإعاشة والمصروفات المدرسية الأخرى استفاد منها
حتى أغسطس 2006 11.128 طالب.
18- تضم شبكة جرامين 17 شركة، لكن البنك لا يمتلك أي سهم في تلك الشركات، ولم يعطي
أو يتلقى أي قروض منها، فهي شركات مستقلة تعمل وفق قانون الشركات في بنجلاديش،
وتدفع ضرائب على أرباحها كأي شركة أخرى، وتعمل تلك الشركات في مجالات عديدة: من
الاتصالات، والبرمجيات، والمعلوماتية، والمنسوجات، والتعليم، والاستثمار، والأعمال
وإدارة رأس المال.. وغيرها.
19- تضم شبكة جرامين أيضا خمسة شركات أخرى أسسها البنك ككيانات منفصلة للقيام ببعض
المهام لصالح البنك، ومن ثم تتلقى منحا أو قروضا أو ضمانات قروض من البنك تعمل تلك
الشركات في مجالات الزراعة والري والمزارع السمكية والتمويل والرفاهية
(التعليم
والصحة، والتكنولوجيا..
إلخ) والطاقة النظيفة.
20- في حالة وفاة المقترض يتم سداد كل القروض الجارية من صندوق تأمين القروض، والذي
تم تكوينه من فوائد صندوق المدخرات والذي تم إيداعها من قبل المقترضين لصالح برنامج
تأمين القروض، وقد امتد غطاء الصندوق إلى حالات وفاة الزوج، وذلك من خلال إيداعات
إضافية تحصل من خلالها المقترضة على ويبلغ إجمالي الإيداعات في هذا الصندوق
3.486.37 مليون تكا (50.06 مليون دولار) في نهاية أغسطس
2006، وقد استفاد من
الصندوق 48.004 مقترض أو زوج توفي، تم سداد
343.62 مليون تكا (5.54 مليون دولار)
قروض مستحقة عليهم. ومن ثم فلا تتحمل أسر المقترض المتوفى أو زوجه المشترك في
الصندوق سداد أية ديون أو أعباء عليه، لأنه يتم سدادها من ذلك الصندوق.
21- كل عام تتسلم أسر المقترضين المتوفين من
8-10 مليون تكا من البنك كمستحقات
التأمين على حياة المقترض، تتسلم كل أسرة منهم 1500 تكا، وقد توفي
86.741 مقترض حتى
الآن، واستفادت أسرهم بمبالغ تأمين إجمالية بلغت 166.90 مليون تكا
(3.67 مليون
دولار)، لا يطلب من المقترضين حال حياتهم دفع أية مبالغ للحصول على هذا التأمين،
إنما يحصلون عليه بمجرد كونهم من مالكي أسهم البنك.
22- بنهاية أغسطس 2006 بلغ إجمالي الإيداعات في البنك
39.29 بليون تكا (564.16
مليون دولار) نسبة إيداعات الأعضاء فيها
63%
23- تم تأسيس برنامج صندوق معاشات للمقترضين، يطلب فيه من المقترض أن يودع مبلغ
بسيط شهريا (50 تكا شهريا) على مدى
10 سنوات، يحصل بعدها المقترض على ضعف المبلغ
الذي أودعه، بنهاية أغسطس 2006 وصل الرصيد المخصص في هذا الصندوق إلى
10.68 بليون تكا (172.72 مليون دولار)
24- لدى البنك سياسة صارمة لتغطية الديون المعدومة من خلال صندوق احتياطي القروض،
والذي احتوى على رصيد 2.71 بليون تكا
(41.12 مليون دولار) بنهاية عام
2005 بعد
إخراج 2.00 بليون تكا لتغطية ديون معدومة
(30.40 مليون دولار).
25- لدى البنك سياسة جيدة للتقاعد، إذ يمكن لأي موظف أن يتقاعد بعد
10 سنوات أو
أكثر من العمل، ليحصل خلال شهر من تقاعده على مبلغ يبلغ متوسطه
0.54 مليون تكا (9.772 دولار)، ومنذ إنشاء هذا النظام تقاعد
6.057 موظف، حصلوا على إجمالي معاشات
3.26 بليون تكا (59.19 مليون دولار).
26- أتاح البنك قروضا لـ
250.370 مقترض لشراء تليفون محمول لإتاحة خدمة الاتصالات
فيما يقرب من نصف قرى بنجلاديش والتي لم تتواجد فيها تلك الخدمة من قبل، وتمثل
الخدمة جزءا مهما من خدمات قطاع الاتصالات في البلاد، ويحققون أرباحا كبيرة لشركة
جرامين فون أكبر الشركات في هذا المجال، حيث يستخدمون 16% من إجمالي الوقت الهوائي
المخصص للشركة، بينما هم يستخدمون 4% من عدد الأرقام المتاحة.
27- نظام جرامين يجعل المقترضين يألفون النظام الانتخابي، فهم ينتخبون رؤساء
المجموعات والمراكز وسكرتيريها كل عام، وينتخبون أعضاء مجلس إدارة البنك كل ثلاث
سنوات، هذا التعود جعلهم أكثر قدرة على التعامل مع الشأن العام، ومن ثم يرشحون
وينتخبون كأعضاء في المجالس المحلية، ففي عام 2003 شارك
7.442 من الأعضاء كمرشحين
تم انتخاب 3.059 منهم كأعضاء في المجالس المحلية بنسبة تصل إلى
24% من إجمالي
الأعضاء الذين يشغلون المقاعد المخصصة للنساء (كان العدد في انتخابات 1997 قد وصل
1.753 عضو).
28- تم تحويل إدارة الحسابات والمعلومات في
1.869 فرع من إجالي فروع البنك الـ
2.226 إلى العمل من خلال الكمبيوتر، كما تم ربط
100% من مكاتب القطاعات (36 مكتب)
بالمكتب الرئيسي من خلال شبكة داخلية مما يسر عملية الاتصال ونقل المعلومات.
29- تقوم سياسة فتح الفروع الجديدة في البنك على أن يمول الفرع نفسه من الإيداعات
التي يحصل عليها، ولا يحصل الفرع على أي تمويل من المكتب الرئيسي أو من أي فرع آخر،
وينتظر من كل فرع جديد أن يحقق التدفق المالي خلال عام من تشغيله.
30- طبقا لأحدث المسوح الداخلية فإن
58% من أسر مقترضي البنك قد نجحت في تخطي خط
الفقر، بينما تتحسن أحوال النسبة الباقية بشكل مضطرد في سبيلها إلى تجاوز ذلك الخط.
31- صار البنك يعطي رموزا ملونة للفروع والموظفين المتميزين في أعمال محددة وفقا
لمقياس رقمي للإنجاز من 100 درجة، وقد حصل:
*
1246 فرع حصل على النجمة الخضراء لتحقيقه
100% في نسبة سداد القروض.
*
1431 فرع حصل على النجمة الزرقاء لتحقيقها أعلى أرباح
*
1179 فرع حصلت على النجمة البنفسجية لقدرتها على توفير كل تمويلها من دخلها
وإيداعاتها الخاصة
*
308 فرع تقدمت بطلب الحصول على النجمة البنية لتمكنهم من تعليم
100% من أبناء أسر
المقترضين من البنك، 45 فرع تقدم بطلب الحصول على النجمة الحمراء لأن كل أعضائه قد
جاوزوا خط الفقر، وسوف يتم منحهم تلك النجوم بعد الفحص والتأكد من إنجازهم
إنها حقا تجربة فريدة
هذه هي الملامح العامة لجرامين الحاضر تجربة اجتماعية في ثوب اقتصادي، تنظر للإنسان
الفقير كإنسان كامل الأهلية، يستطيع أن يساعد يكافح ليخرج من دائرة الفقر بكده
وعرقه، مستحق للحصول على القرض كحق أساسي من حقوقه وإن افتقد الضمان المادي، تجربة
تتعامل مع الإنسان بإنسانية فلا ترهقه صعودا وإن تعثر، تجربة تسعى لتنمية الإنسان
وتحسين إمكاناته وقدراته ونوعية حياته سعيا لإخراجه من دائرة الفقر من خلال مسيرة
كفاح طويلة يشارك فيها الفقير برأيه وجهده..
بل وماله، تجربة تعود منافعها ليس فقط
على أعضائها بل على مجمل الاقتصاد والمجتمع البنغالي، كما هي في نفس الوقت تجربة
"مدرسة" تتعلم منها الإنسانية، تجربة اتسمت بالشفافية واتسم صاحبها بالنزاهة والفكر
الوثاب، فاستحقت النجاح الذي منحها 7 جوائز محلية وعالمية سابقة، ومنح صاحبها 60
جائزة محلية وعالمية، إضافة إلى 27 دكتوراه فخرية، و15 تكريما خاصا من بلدان العالم
المختلفة قبل أن يتوج ذلك بجائزة نوبل.
اقرأ أيضا:
تجربة مصرف الفقراء في بنجلاديش
محمد يونس..لو كان الفقر رجلا لقتلته
الكاتب: د.مجدي سعيد
نشرت على الموقع بتاريخ: 09/11/2006
|
|
|
|
|
|
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com
|
حقوق الطبع محفوظة لموقع مجانين.كوم ©
|
|