|
|
|
شايف العصفوره؟!(لعبة الإلهاء والاحتواء) ::
الكاتب: أ.د محمد المهدي
نشرت على الموقع بتاريخ: 26/12/2006
عصفور من الماضى: ربطت حزام الأمان في الطائرة وهممت أن أنام بعض الوقت لكي أستعيد نشاطي بعد يوم مجهد لأكون قادرا على إلقاء بحث في أحد المؤتمرات الدولية، ولكن صراخ طفل في المقعد المقابل حرمني من ذلك، فهو يريد أن يجري ويلعب في طرقات الطائرة وأبوه يحاول أن يجلسه في المقعد المخصص له ويثبته بالحزام، وباءت كل المحاولات بالفشل وفجأة وجدت أباه يشير بإصبعه إلى سقف الطائرة ويقول للطفل "شايف العصفورة" وراح الأب ينقل إصبعه يمينا ويسارا والطفل مشغول بمتابعة إشارات أبيه يحاول أن يرى هذه العصفورة الشقية كثيرة الحركة، وتعجبت أن يكون من بين ركاب الطائرات في عام 2006 من يتذكر هذه اللعبة ويستخدمها مع طفله، وحمدت الله على أن أبواي لم يستخدماها معي وأنني لا أستخدمها مع أبنائي وبناتي.
وأيا كان الأمر فبعد دقائق سكت الطفل، ولكن النوم راح من عيني وحل محله في عقلي تساؤلات كثيرة، فهذه العبارة "شايف العصفورة" استدعت الكثير من الذكريات والأحداث وقد مرت سنوات طويلة لم أسمعها إلا في تلك اللحظة، ولمن لا يعرف هذا الأمر أقول أن الآباء والأمهات قديما كانوا إذا أرادوا أن يسكتوا طفلا يبكي أو يتعلق بشيء يريده يقولون له "شايف العصفوره" ويشيرون بأيديهم إلى اتجاهات مختلفة فيتبع الطفل الغرير إشارات أصابعهم علّه يرى العصفورة، وبعد دقائق ينسى الطفل موضوعه الأصلي فيحتويه الكبار في أحضانهم أو يجلسونه في حجرهم أو يسيرون به إلى حيث يريدون.
وكثيرون يرون أنها لعبة بريئة وتعتمد على قانون علمي أكيد وهو أن الطفل يسهل تشتيت أو جذب انتباهه بسرعة وبسهولة، والبعض الآخر يدّّعي بأن للعبة استخدامات طبية مفيدة خاصة في الماضي قبل شيوع استخدام البنج في عمليات الختان (الطهور) والخصاء (في عصور الأغوات) وفي خلع الأسنان أو العمليات الجراحية حيث كانت هي الوسيلة الوحيدة لتشتيت الانتباه وتخفيف الشعور بالألم، أو على الأقل التخلص من بكاء الطفل المؤذي له وللمحيطين به (على حد زعمهم).
ولم أكن متأكدا من العلاقة بين لعبة "شايف العصفورة" وعادة دق العصافير على جانبي الجبهة أمام الأذنين، تلك العادة التي كانت منتشرة في قرى وصعيد مصر إلى عهد قريب نسبيا، ولكنني الآن أستطيع وضع احتمال بأن الكبار كانوا يريدون أن ينشغل حامل العصافير أمام أذنيه بمحاولة رؤية العصافير طول الوقت (دون جدوى) بدلا من أن يتعبوا أنفسهم بالإشارة بيدهم (عصافيره منه فيه)، ويبدو أن هذا الهدف كان يتحقق بفاعلية عالية بدليل أن أصحاب العصافير كان يضرب بهم المثل في الغفلة والسذاجة والقابلية للاستهواء والاحتواء، وربما يكون هذا هو السبب في إقلاع الكثيرين عن هذه العادة.
سر اللعبة: تذكرت هذا وأنا أشاهد العصافير تملأ صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون والكومبيوتر، وكل عصفورة تحمل عنوانا مثيرا فهذه عصفورة الختان وتلك عصفورة النقاب تليها عصفورة الحجاب يتبعها عصفورة العرض العسكري (أو شبه العسكري أو الرياضي) لطلاب جامعة الأزهر المصابين بالأنيميا وفيروس سي، يسبقها عصفورة جواز التدخين في نهار رمضان. وهكذا تملأ زقزقات العصافير أذاننا وتتبعها أعيننا في كل مكان فلا ندري أين نحن ولماذا جئنا إلى هنا وأين نذهب وماذا نريد.
ولعبة الإلهاء لها أصول ومراحل فهي تبدأ بافتراض الغفلة والسذاجة لدى الضحية ثم تتطور إلى محاولة جذب انتباهه عن مشكلته الأصلية إلى شيء أقل أهمية لكنه أكثر إثارة، وبما أن الضحية يفترض فيه ضعف الذاكرة وتشتت الانتباه وعدم وضوح واستقرار الهدف الأصلي، لذلك يتوقع القائمون على اللعبة أنه سينسى وينشغل بوسيلة الإلهاء، وإذا لم يتأكد هذا الاحتمال فإن الضحية يحتاج إلى عملية استهواء، وهي أكثر تعقيدا وإبهارا من الإلهاء فهي تستدعي مقالات وندوات ولقاءات تليفزيونية ومنتديات على الإنترنت ورسائل على البريد الإلكتروني، وإذا لم تفلح عملية الاستهواء يتم اللجوء إلى الاستلاب أو الإغواء، وفي الاستلاب يحتاج أصحاب اللعبة إلى شخصيات كاريزمية لها صفة السحر على الجماهير وقد تكون هذه الشخصيات من رجال السياسة أو رجال الدين أو رجال الإعلام أو نجوم الفن أو لاعبي الكرة، يقومون بتمرير اللعبة لدى الضحايا المستهدفين وهم في حالة بين النوم واليقظة (أشبه ما يكون بعملية التنويم المغناطيسي) وربما يحتاج الأمر إلى مهارة مخرجي التليفزيون أو منظمي الندوات أو مديري المنتديات لخلق جو أسطوري أو شبه أسطوري يساعد الشخصيات الكاريزمية على إتمام عملية الاستلاب دون أن يشعر الضحايا أو يتألمون أو ينتبهون.
أما الإغواء فهو عملية تحتاج لرشوة الضحايا، والرشوة هنا إما أن تكون مالية (مكافآت أو إكراميات أو علاوات أو انتدابات أو سفريات) أو وظيفية (تعيينات أو ترقيات) أو اجتماعية (تلميعات وصناعة نجوم) أو سياسية (مناصب حزبية أو تسهيلات انتخابية) أو دينية (وعد بالجنة لمن يسمع كلام أولي الأمر ويطيع أوامرهم دون سؤال) أو جنسية (فيديو كليبات على فضائيات عارية أو شبه عارية). وإذا نجحت كل الخطوات السابقة تكون النتيجة النهائية هي الاحتواء حيث يجلس الضحايا في حجر القائمون على اللعبة أو يرتمون في أحضانهم أو يغطون في نوم عميق بينما تتم عمليات أخرى بلا مقاومة أو ألم، أو ينظر الضحايا إلى العصافير من حولهم أو من فوقهم أومن تحتهم في دهشة وانبهار حتى تتم عملية الختان أو الخصاء أو الاغتصاب في سهولة ويسر على الطرفين.
من المصرية إلى العالمية وبالعكس: وقد تعتقد أن لعبة "شايف العصفورة" هي لعبة مصرية بالأساس، خاصة أنها نشأت وترعرعت في البيئة المصرية، ولها شاهد لا يحتاج للكثير من الأدلة العلمية ألا وهو عادة "دق العصافير" والتي أتشرف بالشهادة بأنني رأيتها بعيني أمام آذان عدد غير قليل من قاطني قرى وجه بحري والصعيد، ولم تختف إلا منذ سنوات قليلة حين أصبح البعض يتساءل في مواقف الإلهاء والاستهواء مستنكرا ومحتجا: "هو أنت فاكرني داقق عصافير؟!!! ".
ثم استبدلت العصافير بعد ذلك برقم 111 يكتب في نفس المكان أمام الأذنين، ولست أعرف السر في اختيار كتابة رقم 1 ثلاث مرات إلا أن أحد المعارضين المشاغبين الظرفاء الذي خرج لتوه من السجن قال لي مازحا: إن هذا يمثل الملك (أو الرئيس) وابنه (ولي العهد) وزوجته، ولم آخذ الأمر حتى الآن على محمل الجد وآثرت أن أترك الأمر مفتوحا لمزيد من الاجتهادات العلمية الأكثر دقة. ولكن يبدو أن اللعبة أصبحت عالمية فقد رأينا بوش حين همّ أن يغزو أفغانستان حاول أن يرينا عصفورة بن لادن وطالبان، وحين نوى غزو العراق أرانا عصفورة صدّام وعصفورة أسلحة الدمار الشامل في العراق، وحين انفتحت شهيته لغزو السودان لوّح بمشكلة دارفور، وهو يذكرنا بالحاوي الذي يحمل في جرابه الكثير من العجائب يخرجها واحدا بعد الآخر وهو يحرك يديه حركات سريعة تشتت انتباه المشاهدين حتى يتم الخدعة أو اللعبة بمهارة، ويذكرنا أيضا بلاعبي الثلاث ورقات الذين يحركون الورق بخفة بين أيديهم ثم يظهرون الورقة التي يريدونها في الوقت المناسب فيصدقهم الرائي بناءا على براعتهم وسرعتهم في خلط الأوراق. والغريب أن هذه اللعبة رغم انتشارها عالميا على يد بوش وتابعه بلير إلا أنها كثيرا ما تمارس مع العرب بوجه خاص، فكلما أرادت أمريكا أو إسرائيل عمل شيء، قاموا بتغطيته بأي عصفورة ننظر إليها حتى يتموا هذا العمل في سهولة ويسر وبأقل قدر من الإزعاج لنا ولهم.
هل أكلت البرتقالة؟؟: وقد ذكرني هذا بموقف حدث منذ سنوات حيث كنت أتدرب على طريقة العلاج بالتنويم المغناطيسي على أيدي معالج نفسي أمريكي، وكان يحضر التدريب عدد من المعالجين النفسيين بينهم مصريين وعرب، وبدأ المعالج المدرب يطلب من الحضور عمل بعض أشياء ليست لها علاقة مباشرة بالموضوع، وأنا أعرف من خبرتي السابقة كمعالج نفسي أن المقصود منها تشتيت الانتباه لتقليل الدفاعات النفسية وتسهيل اختراق الجهاز النفسي وتوصيل الرسائل المطلوبة إليه، ومن هذه الأشياء أنه طلب أن نتخيل أننا نمسك ببرتقالة في أيدينا ثم نقشر هذه البرتقالة ونأكلها ونستشعر طعمها، وقد هالني اندماج المصريين والعرب في هذا الدور بشكل ملفت للنظر مقارنة بغيرهم من الجنسيات (ربما لأن المدرب أمريكي ينطق على الهوى)، وبعضهم خرج يقسم أنه استشعر فعلا طعم البرتقالة، وبعضهم ذهب أبعد من ذلك فجزم بأنه استشعر وجود برتقالة أخرى في يده الثانية قام بوضعها في جيبه (والجيب هنا له معان كثيرة في اللغة العربية اختر منها أيها شئت)، ومن يومها وأنا أتوجس من البرتقال، وأدركت كم نحن أمة قابلة للإلهاء والإيحاء والاستهواء والاستلاب والإغواء إلى درجة الاحتواء، وقررت أن لا أمارس هذا النوع من العلاج التنويمي وفضلت أن أعالج مرضاي وهم في كامل وعيهم وعقلهم دون استخدام البرتقال أو الموزعلى الرغم من زيادة المشقة.
غربان عبرية: وقد عرفت إسرائيل هذه الصفة عنا فتجدها تطلق في كل مرحلة عصفورا (أو بالأصح غرابا) ننشغل بالكلام عنه والهرولة للتباحث بشأنه (آخر هذه الغربان الميتة خارطة الطريق)، ثم تطلق غربان أخرى، وتتوالد الغربان في الجو ونحن ننظر إليها جميعا ونحاول تتبعها جميعا حتى ننسى الموضوع الأصلي ويصبح تتبع الغربان ومعرفة ألوانها وأحجامها وجنسها هو الهدف، وأثناء هذا الإلهاء والاستهواء تكون إسرائيل قد حققت كل مشروعاتها التي خططت لها منذ البداية فتغلق الملف ونفاجأ نحن باختفاء الغربان وانسحاب المفاوض الإسرائيلي الذي أطلقها انتظارا لدورة غرابية أخرى.
زقزقة مصرية: وحين نتابع الصور في المشهد المصري بوجه خاص نرى بيع شركات القطاع العام بأبخس الأسعار، ونرى السكوت عن احتلال العراق وابتلاع فلسطين، ونرى تدمير لبنان أمام أعيننا، ونرى تزوير انتخابات مجلس الشعب وتزوير انتخابات اتحاد الطلاب ونشأة اتحادات موازية تدفع للصراع الدامي بين أبنائنا الطلاب أيا كانت انتماءاتهم داخل الجامعات، ونرى غرق العبارات، وحوادث السكة الحديد، وتعديل المادة 76 من الدستور ثم الشروع في تعديل التعديل بتعديل يحتاج فيما بعد إلى تعديل، ونرى البطالة والفساد والمظالم الاجتماعية والتوحش الأمني لسد الفراغ السياسي، كل هذا يجري ونحن نتلهى أو نستهوى أو نستلب أو نغوى بالعصفورة، ففوق كل حدث من هذه الأحداث كانت تطير عصافير فوق رؤسنا ننشغل بها حتى تتم الصفقة أو العملية أو تمر الكارثة، والجميع يراهن على ضعف ذاكرتنا وقابليتنا العالية لتشتت الانتباه والاستهواء وأحيانا الاستلاب.
الترفيه غير البرئ وترسيخ الوضع الراهن: وعمليات الإلهاء والاستهواء والاستلاب والإغواء والاحتواء لا تحتاج في كل المرات إلى فرقعات ساخنة (كقضية النقاب أو الحجاب أو الإساءة للرسول بالرسوم الكاريكاتورية أو الاستعراض الرياضي أو العسكري أو شبه العسكري لطلاب الأزهر، أو التحرش الجنسي في وسط البلد) بل أحيانا يتم ذلك بواسطة الإتاحة الهائلة لعدد كبير من البرامج الترفيهية والتي تبدو محايدة وبريئة مثل مباريات كرة القدم أو الأفلام والمسرحيات والمسلسلات والكليبات والأغاني، وكل هذه الأشياء تخدر الوعي وترسخ للوضع الراهن وتقتل الرغبة في التغيير الإيجابي وتوحي بأن الحياة جميلة ومستقرة وبأن مظاهر الرفاهية متاحة على الأقل في التليفزيون، إضافة إلى أن ملايين البشر يقضون ملايين الساعات أمام التليفزيون وهم في حالة استرخاء وتلق سلبي تستقبله الحواس ووسائل الإدراك ولا تتحرك بموجبه الجوارح، وهكذا شيئا فشيئا يتعلم الشخص المشاهد ذلك التعامل الأحادي حيث يرى ويسمع وليس مطلوب منه أن يفعل شيئا، ومع استمرار وطول ساعات المشاهدة يصاب بالهمود الجسدي والفكري فينام ساعات قليلة ليصحو في حالة إعياء لا تسمح له بممارسة تفكير نقدي أو عمل منهجي فيصبح مرة أخرى أكثر قابلية للإيحاء فالاستهواء فالاحتواء.
من الحلم البديل إلى الطب البديل... يا قلبي لا تحزن: وربما يعتقد بعض الناس أن البرامج الحوارية أو الثقافية بريئة من لعبة "شايف العصفورة" وهذا بعيد جدا عن الحقيقة فكثير من هذه البرامج يدفع بعصافير تخطف عقل المشاهد الذي أدمن الاستهواء والاستلاب، ويكفي أن تتابع برامج تفسير الأحلام أو الطب البديل لترى كيف تشغلنا هذه البرامج التافهة المضللة عن صنع أحلامنا المستقبلية وعن الطب الأصيل الذي لم نبرع فيه حتى نبحث عن الطب البديل، ويبدو أن التركيبة النفسية للناس أصبحت ترغب في هذا الإلهاء والاستهواء بدليل الكثافة العالية لمشاهدي هذه البرامج التي تقوم على الفكر الخرافي التعميمي الاختزالي المشوه، وقد سمعت من كثير من الناس عن أحد مفسري الأحلام العظام فجلست أتابعه عدة حلقات فوجدته يمارس الدجل والشعوذة متسترا بالدين ومتسترا بما يسميه علم تأويل الأحلام ويدّعي انتسابه زورا بالأزهر والأزهر منه براء، ثم تتبعت أحد مشاهير الطب البديل وهو طبيب (أو يدّعي أنه طبيب) فوجدته يمارس هرطقة يلبسها ثوبا شبه علمي فيصف البرطقوش لشخص مصاب بتضخم الطحال ثلاث أضعاف حجمه ويجزم له أن الطحال سيعود لحجمه الطبيعي بتأثير البرطقوش بعد أسبوعين فقط دون أن يسأل ويتقصى عن سبب تضخم الطحال، والغريب أنه يتكلم بثقة عالية يحسد عليها وهي إحدى صفات الدجالين والسيكوباتيين، والأعجب من كل هذا أن ملايين البشر يصدقونه ويتابعونه على الرغم من وضوح دجله وشعوذته ونصبه واحتياله، ويحضر له في ندواته آلاف البشر وهم مشدوهين وكأن على رؤسهم الطير، في حين إذا دعى عالم موضوعي يقول الحقيقة ويوقظ العقل لممارسة التفكير النقدي المنهجي الجاد لا يحضر له أحد.
الطوفان وسفينة نوح: وقد ينصرف ذهنك إلى أن لعبة "شابف العصفورة" تنجح فقط مع الأطفال الصغار أو مع ضعاف العقول أو القابلين للإلهاء أو الاستهواء أو الاستلاب أو الإغواء (أيهما أسهل)، ولك الحق في ذلك، إلا أن المدهش في هذه الأيام أن هذه اللعبة أصبحت تمارس مع شعوب بأكملها، والمدهش أكثر أنك ترى عددا كبيرا من كبار المثقفين والمفكرين ورؤساء تحرير بعض الصحف يجولون بأعينهم في كل الاتجاهات بحثا عن العصفورة المجهولة، حيث تغيب منهم وعنهم الفكرة المركزية ويندفعون جريا وراء العصافير وبالونات الاختبار وتكثر الثرثرة المملة على الفضائيات وفي صفحات الجرائد حول تفاصيل تافهة وهامشية تستهلك فيها الطاقات في حين تمر الصفقات بليل.
وربما تظن أن القلة الناجون من "شوفان العصفورة" من العلماء الجادين المنهجيين أصحاب العقلية النقدية، هم من المحظوظين والسعداء في مجتمعات تعج بالمتلهين والمستهوين والمستلبين والمغوين والمحتوين، ولكن للأسف الشديد هؤلاء القلة يعانون غربة ووحشة وربما نبذ واستبعاد لأنهم يحاولون إيقاظ النائمين، وعلى رأي الشاعر الساخر "اللي يصحي الناس يا ناس أكبر غلط!!". ولقد فهمت في هذا السياق إعلان الروائي الكبير بهاء طاهر توقفه عن قراءة الصحف أو متابعة وسائل الإعلام المصرية حفاظا على نقاء أجوائه من العصافير والغربان.
وأكثر وأخطر ما أخشاه أن أكون أنا وأنت عزيزي القارئ قد شاركنا في البحث عن العصفورة في وقت من الأوقات، أو ربما نكون الآن "شايفين العصفوره"!!!!! .
للمشاركة والتواصل: maganin@maganin.com
اقرأ أيضاً: زنا المحارم / شخصية الرئيس(بين الزعامة والوظيفة)3 / الشائعات في عصر المعلومات / عمارة يعقوبيان.. بصقة على الذات / طريق يشوع: من غزة إلى بيروت / التراكمات في الحياة الزوجية(2) / سيكولوجية الغش في الامتحانات / لماذا غابت البهجة عن حياتنا؟ / قانون منع التمييز العنصري / قراءة للحوار غير اللفظي في لقاء جمال مبارك / كيف تعاملين زوجك / أسباب فشل الحياة الزوجية / الجانب الأخلاقى فى شخصية المسلم المعاصر / جمال حمدان: المحنة ... العزلة ... العبقرية1 / بين الإبداع والابتداع / ظاهرة العنف في المجتمع المصري3)/ أزمة النمو في شعر عبد الرحمن الأبنودي(7) / الحالة النفسية للطفل مجهول النسب / هل فعلها المجنون في بني مزار / سيكولوجية الرجل / إبداعات الخريف عند نجيب محفوظ(3) / قراءة في شخصية زويل(2)/ قادة العالم واضطرابات الشخصية(2) / الزوج المسافر(4) / الشخبطة السياسية / فن اختيار شريك الحياة (5) / ضرب الزوجات للأزواج( العنف العكسي ) / العلاقة الحميمة بين الجسد والروح (4) / ستار أكاديمي.. وإزاحة الستر / الدلالات النفسية لزواج الأمير تشارلز من عشيقته .
الكاتب: أ.د محمد المهدي
نشرت على الموقع بتاريخ: 26/12/2006
|
|
|
|
|
|
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com
|
حقوق الطبع محفوظة لموقع مجانين.كوم ©
|
|