|
|
|
أخطاء الفكر وخطايا الفعل مشاركة ::
الكاتب: حسناء
نشرت على الموقع بتاريخ: 12/04/2007
أخطاء الفكر وخطايا الفعل
كما يعلم الجميع الكمال لله وحده فالكل معرض للخطأ، لكن الخطأ له درجات متفاوتة.
لو أخذنا المثال الذي أخذه الدكتور قدري حفني بخصوص الخطأ الفكري أو بالأحرى
الاجتهاد الذي قام به شيخ كان من الممكن مناقشته ورد عليه بطريقة فكرية أما ما حدث
لهذا الشيخ كان نوع من الاضطهاد. وهو الأسلوب المتوخى للرد على كل جميع الآراء
المخالفة وهذا موجود منذ العصور القديمة فقد حكم على أفلاطون بالموت بسبب أفكاره
المغايرة لمجتمعه.
الكل يطمح لبلوغ حرية الرأي ولكن لا يصل إليها أحد.
حياة الناس مقننة وأفكارهم محاصرة بالعادات والمصالح، وفي هذا الأمر إيجابيات
وسلبيات يجب الاعتراف بها، صحيح حرية الرأي مطلوبة ونطوق جميعا إليها وذلك لتحسين
مستوى الوعي الاجتماعي والتقدم العلمي والنهوض بالفئات المتخلفة وفي هذا ضرب لمصالح
أناس ترفض الوعي لذلك هناك دائما من يشد إلى الوراء بتعلة أو بأخرى وكما يحدث
للأبحاث العلمية التي تقدم الدلائل والبراهين على أخطار ستفتك بالإنسانية فيقتل
صاحب البحث أو العالم لأن الأمر خطير على مصلحة مجموعة ما، كل هذا تواجد وموجود.
كما أن حرية الرأي تتضمن جانب سلبي عندما يكون حاملها غير واعي بالخطر الذي يقوم به
وما فيها من إهانة للغير كما حدث مؤخرا، وبتعلة حرية الرأي، الصور المهينة لنبينا
أو مثال آخر ففي القرن التاسع عشر كتب كتاب كان السبب الأول لقيام الكيان الصهيوني.
والآراء المدمرة كثيرة وكانت سبب لكوارث إنسانية جمة.
هذا لا يعني أني ضد حرية الرأي ولكن ومن منظوري الخاص أجد الأمور التي تتجاوز الحد
تنقلب إلى الضد ولها عواقب يجهلها صاحب الرأي الذي طالما سعا لنشر رأيه في مقال ما
أوفي موضوع ما.
يطمح الإنسان ليكون حرا طليقا ولكن الحياة الاجتماعية تطرح آراء مختلفة وتفرض
الاحترام من قبل الجميع وتكون المصالح لها دور كبير في فرض رأي دون آخر عندما يعي
الفرد أنه مسئول تكون حرية الرأي عنده نعمة من عند الله والعكس يحوّل النعمة إلى
نقمة تفتك بالجميع وفي غالب الأحيان تبتدئ بصاحبها.
ولا يعني أن جميع الناس الذين عذبوا وسجنوا بأسباب آرائهم هم أصحاب آراء مخربة ولكن
بسبب رأي كان صاحبه طاغية له حرية التعدي وقمع الآخر.
أما خطايا الفعل فهي أفعال تكون نتيجة نظرة خاطئة أو لموقف متعصب أو نزوة قذرة
أوردة فعل سلبية ويستحق صاحبها العقاب كوسيلة ردع وإصلاح لما اقترف وليكون هناك
وسيلة ترد أذى الفرد عن المجموعة التي ينتمي إليها. فخطايا الفعل تتطلب فعلا،
فالقوانين مجعولة لتمنع خطر قد يصيب الفرد والله وفي كتابه الكريم مجموعة القوانين
التي تحمي البشر من كل رذيلة أو ظلم وترقى بالإنسان وترفعه عن مرتبة الحيوانات
والحياة بدون هدف أو سبب.
وقد انتشرت خطايا الفعل وهي السبب الذي سيفتك بالبشر فخطايا الفعل تجاوزت البشر
فيما بينهم فقد بلغت الطبيعة والكائنات الحية الأخرى التي جعلها الله لخدمة الناس
فالإنسان يظلم نفسه والكائنات الأخرى معا.
ومن أخطاء فكره إلى خطايا فعله التي تهدم الأخضر واليابس وتلوث كل طاهر وتقتل كل
جميل. فالحياة فوق الكرة الأرضية أصبحت تحت رحمة البشر فمنهم من يعمل لتدوم له
ولغيره ومنهم من لا تهمه إلا نفسه فيبحث عن مصلحته أين توجد ليبلغها حتى وإن فتك
بالعالم والحياة بالنسبة له متعة وترف وطموحا ويجب أن يحققها مهما كلفه الأمر.
ولا يعلم هؤلاء أنها لن تدوم لهم وأنه يوجد يوم سيحاسبون على ما اقترفته أيديهم،
فالحياة بالنسبة لهم الجنة التي يستغلون فيها كل لحظة ليستمتعوا بها وينكرون وجود
الآخرة وكل الأمور الغيبية التي احتفظ الله بعلمها، وخطاياهم لوثة العالم وجعلته
على حافة الهاوية.
إن الله قنن لنا الحياة ليكون الإنسان مستمتعا بها ومحترما لمن معه وليرفعه عن
مرتبة الحيوان كما ذكرت سابقا، وحدد لكل خطيئة عقاب رادع لو يطبقه البشر لساد
الوفاق والسلام لاختفت كل الرذائل من جميع المجتمعات، ولكن
(ودائما هناك لكن)
الصراع بين البشر فيما بينهم وضد الطبيعة تقودنا إلى طريق بعيد ومعتم ومليء
بالمخاطر.
فالرذيلة خلقة في المجتمع فئة مجهولة النسب والرذيلة أيضا سببت وتسبب العديد من
المآسي التي تدمي القلوب، أطفال ملقون في الطريق آخرون يقتلون في اللحظة الأولى
لنزولهم الحياة وأطفال والدهم يكون في آن واحد جدهم، مصائب لا حدود لها.
ومن خطايا الفعل أيضا التعدي على حرمات الآخرين والنصب عليهم بتعلة الديمقراطية أو
أنهم شعب الله المختار وعلى تلك الأرض كان جدهم وتاريخهم، مهازل نعيشها ومظالم
اللهم أرفعها عنا وعن أهلنا.
ولقد فتكت خطايا الفعل وأبادت مجتمعات (الهنود الحمر، السكان الأصليون
لأمريكا) وأبادت غابات الأمازون وحيوانات عدة اختفت من على وجه الأرض كانت لها دور
في التوازن البيئي وعندما افتقدها أصبح يعمل لحماية البعض منها والتي تشارف على
النهاية.
وأيضا من خطايا الفعل (حب الانتقام) انتشرت أمراض عديدة أخذها البعض سلاحا يقضي به على أعدائه وإن لم يكونوا أعداء كالمصابين بالسيدى ويعلمون بإصابتهم فيعملون على
نشر المرض في أكبر عدد ممكن لهم قبل وفاتهم أو بيع مواد غذائية غير صالحة وتحمل
مواد مشعة أو جراثيم فتاكة فيكون الضحايا الأولين الأطفال. والسياسات الجديدة التي
تتوخاها الدول القوية وهو فرض الحصار الاقتصادي على دولة ما لتجبرها على احترام
مصلحتها الخاصة ومن يعيش أكثر يرى أكثر فمازالت هناك خطايا فعل لم تطفُ بعد على
السطح.
وهذا الموضوع الذي اختاره الدكتور قدري
حفني جد شاسع وله أبعاد
مختلفة جدا، وأردت الحديث أكثر فأرجو من الله أن يكون رأي صالح يمكن أن يفيد القارئ. لكم التوفيق من عند الله.
الكاتب: حسناء
نشرت على الموقع بتاريخ: 12/04/2007
|
|
|
|
|
|
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com
|
حقوق الطبع محفوظة لموقع مجانين.كوم ©
|
|