إغلاق
 

Bookmark and Share

الإنترنت نعمة أم نقمة؟ ::

الكاتب: زايد التجاني
نشرت على الموقع بتاريخ: 08/08/2007


إذا كنت تقصد بها الإنترنت نعمة، عندما تكون أمام الجهاز وأنت تتصفح مختلف المعلومات النافعة.... أو تستمع إلى الخطب والدروس الدينية ومختلف قراءات القرآن المرتلة والمجودة.... إذا كنت تقصد عندما تطالع الصفحات الطبية والعلمية والمعلومات التقنية المختلفة في هذا الموقع أو ذاك... إذا كنت تقصد عندما تتسلى بالتفرج على أنواع الحيوانات وكل أشكال النباتات والطيور.... إذا كنت تقصد، عندما تتحدث على ال"م س ن" مع أصدقائك وأحبائك البعيدين أو حتى بعض الأصدقاء الجدد الذين تعرفت عليهم لهدف نبيل وغاية شريفة... إذا كنت تقصد بسؤالك ذلك، حال تكون تبحث في موضوع مهم له علاقة بالدراسة أو من أجل المطالعة الحرة أو اكتساب معلومات من نوع خاص في هذا المجال أو ذاك... إذا كنت تقصد عندما يجلس ابنك أو أخوك الصغير ليقضي بعض الوقت الممتع في ألعاب حركية مثيرة... إذا كنت تقصد تتبع الأخبار على بعض القنوات الفضائية أو الاستماع إلى بعض ألوان الموسيقى المحلية أو العربية أو الدولية ذات النكهة العالمية... إذا كنت تقصد بذلك، عندما تنقر بحركة خفيفة على ال "Word" لتكتب موضوعا معينا... أو قصة أو شعرا أو رسالة، ثم تطبعها بالطابعة، وإذا بها جاهزة في حلة جميلة وخط واضح بهي... قلت، إذا كنت تقصد هذا وذاك أو غير ذالك مما هو نافع ومفيد، فإني سأقول وبكل تأكيد إن الإنترنت نعمة وأكرمْ بها من نعمة.

أما إذا كنت تقصد بذلك، عندما تكون تتفرج على الخلاعة، وصور الرجال والنساء العاريات... أو على بعض اللقطات الجنسية الحية... إذا كنت تقصد بسؤالك عندما تتفرج على السِّحاقيات من النساء وقوم لوط من الرجال، هذا الفعل الشنيع الذي يهتز له عرش الرحمن وعاقب الله بسببه قوم لوط أشد العقاب.... هذا الفعل القبيح الوسخ الذي لا تمارسه الحيوانات وباقي الدواب فيما يمارسه الإنسان صاحب العقل والضمير؟ إذا كنت تقصد بذلك أن تتفرج بعينين جاحظتين على بعض هذه القذارة ثم... ثم إذا بك تهْـتاج وتشدّ الرحال إلى الفاحشة وانتهاك حرمات الله... إذا كنت تقصد أن تسلـِّـط الكاميرا على عورات الجسد فتمارس الزنا الإلكتروني.. إذا كنت تقصد بذلك أن تضيّع وقتك الثمين في أشياء تعود عليك بالندم والذنب العظيم... إذا كنت تقصد بذلك أن تمضي ساعات طوالا أمام الجهاز وتغيب عن أسرتك التي هي بحاجة لحضورك، فتكون أمام الجهاز الحاضر الغائب وعند الأسرة الغائب الحاضر..! إذا كنت تقصد عندما يتعرض الشخص الجالس أمام الشاشة لخطر الأشعة ومدى تأثير ذلك سلبا على حبتي عينيه، خاصة في حالة الشاشات العادية... إذا كنت تقصد بسؤالك شيئا من هذا وذاك وربما كل ذلك، فإني أقول والله إنه نقمة وما أقبحها من نقمة.

إن الإنترنت له سهمان سامان: سهم الخلاعة وسهم الشّات. فحذار من الدخول إلى المواقع الإباحية، لأن كثرة الدخول واستمراره سيؤدي إلى مرض عضال، مرض خطير سيقلب حياتك أخي الكريم رأسا على عقب... سيجعلك ترى الظلام في وضح النهار، سيجعلك تلعن نفسك منذ ذلك اليوم الذي عرفت فيه الإنترنت وعالم الإنترنت القبيح. هذا المرض هو الضعف الجنسي. وهو المرض الذي قد يجعلك تمضي ما تبقى من عمرك بلا أسرة... وبلا أولاد... وبلا حياة طبيعية عادية كباقي الناس الأسوياء. ذلك إن كثرة النظر إلى اللحم العاري تورث بلادة الحس وبرودة الإحساس به، ومرة بعد أخرى، ينتقل ذلك من بلادة الإحساس وبرودته إلى مرض عضوي مزمن قد لا تشفى منه أبدا. وهذا ليس رأيا رأيته أو رؤيا رأيتها في المنام، بل خلاصة لدراسة علمية مفادها أن كثرة التفرج على صور وأفلام الجنس تورث الخفوت الجنسي.

نعم الخطأ وارد، فنحن بشر ولسنا معصومين من الأخطاء، لكن العيب ليس في ارتكاب خطأ ما، بل العيب كل العيب هو التمادي في الخطأ. والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. ثم لا يجب أن ننسى أن هؤلاء إنما يمارسون ذلك بدافع المال وحب الدنيا، وتحت تأثير المنشّـطات وكل أشكال المخدرات. يستغلهم في ذلك أشرار لايهمهم إلا جمع المال وعلى حساب الأخلاق الفاضلة.

وحذار أختي الكريمة من الشات... والاتصالات الهاتفية مع أصدقاء جدد.. أصدقاء غرباء لا تعرفين لهم أصلا ولا فصلا... أصدقاء لا علم لك بحقيقة نواياهم ولا بطبيعة أخلاقهم... فأنت لا تعلمين حقا إن كانوا نبلاء كراما أم خبثاء لئاما؟؟؟

فقد سبق أن قرأت في إحدى الصحف أن فتاة وقعت ضحية لهذا الشات، حيث تعرفتْ على شاب عبر skype، واستمرا لتواصل بينهما مدة ن الزمن. وكانت كلما وجدت منه كلاما معسولا كلما وثِـقت به وأحبته أكثر... وهكذا حتى جاء ذلك اليوم المشئوم، يوم اللقاء وما أدراك ما يوم اللقاء؟ إذ ركبت السيارة وهي واهمة بأنها ظفرت بعريس المستقبل، وليس عريسا وسيما فحسب، بل "عَـربيّه كمانْ" رددت في نفسها قولة المصريين: الزواج قسمه ونصيب. لكن بعد لحظات، لم تشعر إلا ويدٌ قوية تضع خِرقة على أنفها... غابت المسكينة الواهمة من الوجود برهة من الزمن، ولما استيقظت، وجدت نفسها في مكان مهجور.. رائحة الغائط تفوح من زاوية ما... انتبهتْ إلى نفسها، أحست بألم في جزء من جسدها ثم صاحتْ في ذهول وهي تصفع وجهها: "أويلي أويلي.. أويلي أشنودَ رْتْ؟؟؟

وتكسر الزجاج.. والزجاج إذا تكسر يا ستي ما بيتصلـّحـْشْ أبدا أبدا...........

واقرأ أيضاً:
هل صحيح أن الجني يدخل جسد الإنسان؟  
الجن.... بين الحقيقة والوهم!
ظاهرة "الحلـْـقة" شعوذة وابتزاز



الكاتب: زايد التجاني
نشرت على الموقع بتاريخ: 08/08/2007