إغلاق
 

Bookmark and Share

الرضا الجنسي بين الزوجين؟؟ مشاركة ::

الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 13/02/2008


أرسلت قمر إيلياء (23 سنة، فلسطين) تقول:

الرضا الجنسي بين الزوجين؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته......
سيدي العزيز الدكتور وائل، سأضع بين يديك هذه الصورة التي تحدث في الكثير من بيوتنا العربية:
الزوجة: بكامل زينتها وهندامها تنتظر قدوم زوجها بفارغ الصبر.. بل تعد الساعات لكي يأتي ويشاهدها في هذه الحلة الجديدة التي اشترتها من السوق بمبلغ كذا لكي تريها لزوجها وحبيبها.. فهي كل ما يهمها رضاه وأن لا تقع عينيه عليها إلا وهي في أبهى حلتها وزينتها.. متخيلة أنه سوف يحضنها حين يأتي ويقبلها وينبهر بهذا الجمال والأناقة اللذين خصصا فقط له.. قرع جرس الباب الرئيسي.. هي هرعت إلى غرفة النوم لكي تلقي نظرة أخيرة على نفسها وترش عطرها.. بل وتمطر نفسها بالعطر... ما هي إلا ثواني وقرع جرس بيتها الداخلي.. إنه هو.. ركضت بكل فرح لكي تفتح الباب.. فتحت.. إنه زوجها وحبيبها.. رسمت على محياها ابتسامة عريضة ونظرة ساحرة.. قائلةً له: "يعطيك العافية حبيبي"... أجابها بعبوس والنار سوف تخرج من وجهه "يزيدك عافية".. أريد أن آكل.

تحضر الزوجة المسكينة الطعام لزوجها وتقول في نفسها متحسرة: "يبدو أن في شيء لم يعجبه.. لم يقل لي كلمة جميلة.. ممكن أنه متعب... وجائع".......... يأكل ذلك الزوج.. بعدها يجلس على التلفاز.
 
الزوجة تقترب من زوجها بود وبحنية وبرومانسية وتضع رأسها على كتفه ويدها على يده.. وتضغط على يده "إنها تحب الضغط على يده.. لا تعرف ما السبب".
الزوج بنفور وعبوس.. "ابعدي عني.. مش فاضي لك دي الوقتي"، كتمت الزوجة في نفسها هذا أيضاً... لكنه لا يعرف كم كسر في نفسها وداخلها أشياء جميلة.. حان وقت النوم.. ناما في السرير.. الزوج يقترب من زوجته ويريد أن يأخذ حقه..

بالله عليكم.. أي حق يريده هذا الزوج الأناني.. ألم تتزين لكي تعطيه حقه.. وهو قتلها بعبوسه.. ألم تقترب منه لتعيطه حقه.. وهو كسرها بنفوره.. والآن بكل سهولة يريد حقه.. هي تعطيه حقه.. لكنها تريد حقها أيضاً.. تريد أن تستمتع معه.. تريد أن تسمع كلمة إطراء على لبسها.. تريد أن يضغط على يدها عندما تضغط على يده ويحس بها.. تريد أن تحس بالعاطفة والحنان من قبله.. كيف ستستمتع معه وهو قابلها هذه المقابلة الجافة طول النهار... أليس ما يفعله الأزواج في النهار ينعكس سلباً على علاقتهم الجنسية ليلاً؟؟!!!!!!!! أم هل الفراش هو المكان الوحيد للحق الزوجي؟؟؟!!!!!!!!!!!

إن التمهيد الذي حثنا الرسول عليه الصلاة والسلام عليه لا يقتصر على الفراش.. بل يشمل كل نواحي الحياة الزوجية.. من الصباح وحتى الخلود إلى النوم، متى سيفهم الرجال أن النجاح في العلاقة الجنسية هو النتيجة لباقي أفعالهم مع زوجاتهم في غير إطار الفراش؟؟؟؟؟؟

17/1/2008

الابنة العزيزة قمر أهلا وسهلا بك..... طبعا أنا معك في أن هذا يحدث وإن كنت أحسبه في أيامنا هذه أقل انتشارا يا قمر لأنني ألمس ارتفاعا لصوتها في مطالبة المرأة بحقها.... وبإعلانها عن رغبتها في الجنسغالبا في الحلال- وهذا يحدث منذ أكثر من عقد من الزمان.... ولكي تفهمي أكثر يا ابنتي أوضح لك ما ربما لم يقله أحد من قبل لأنه ربما مما لم تعاصريه... وكذلك لأنه كان في زمان لا يقول فيه أحد عن الجنس علنا بما في ذلك الرجال.

أذكرُ وأنا في أيام مراهقتي عباراتٍ يرددها أحدهم أو بعضهم مرةً أو مرات مثل: "أتدري يا صديقي أن شهوة البنت تعدل شهوة الرجل 10 مرات؟!".... فيرد الآخر "ولماذا لا يرحننا يا أخي؟؟؟ إن كان ما تقول صحيحا؟..... فيرد الخبير بشئون النساء قائلا: "الود ودهن ولكن التقاليد والمجتمع وأباها و/أو أخاها يمنعونها"....... ثم صار من الشائع بعد ذلك بسنوات فكرة أن هناك وصولا بالشهوة لذروة المتعة الجنسية عند المرأة.... وكان كثيرون -قبل ذلك- يعتقدون أن متعة المرأة تنتج أصلا عن نزول السائل المنوي... صارت بعد ذلك فكرة أن المرأة لها متعتها الجنسية الخاصة وأن الرجل يصل أسرع من المرأة.. وأن... وأن... ما قصدته هنا هو أن التصرف الذي وصفته في السيناريو الأدبي المصاغ بإحكام في سطورك كان طبيعيا تماما من الآباء حتى عهود قريبة لم يكن أحد من الأزواج يدري بوعي كامل أن الزوجة أو الأخت لها رغبة جنسية أصلا..... بصراحة معظم الرجال لم يكونوا فاهمين شيئا عن مشاعر الأنثى الجنسية، ومعظم النساء والبنات والله- يا ابنتي لم يكن فاهمات!!

وهناك من لا يزال يتساءل خاصة المراهقين الذكور وهنا على مجانين من يسألون: هل البنت تحب مثل الولد، وأيضًا هناك من يٍسأل: هل البنات يمارسن العادة السرية؟، وغير ذلك كثير من علامات المخيلة الجنسية المشوهة في مجتمعاتنا.
 
المهم أن بعضا كثيرا من هذا تغير الآن.... وإن كنا نستطيع تفهم أن هناك رجالا ما يزالون على انغلاقهم وتفكيرهم فيما يتعلق بالجنس إلا أن أعداهم بالتأكيد في تراجع مستمر..... من المؤكد أننا تغيرنا حتى أصبحنا أكثر انفتاحا في الحديث عن الجنس... صحيح أن هناك فجوةً كبيرة ما تزال بين الرجال وبين فهمهم لمكان الجنس في العلاقة مع المرأة أو لقيمته أو قيمة أداء الذكر... فمعظم الذكور يحسب أن قيمته لدى زوجته تزيد كلما أكثر من ممارسة الجنس أو أطال فيه، وحقيقة الأمر غير ذلك، المشكلة هنا هي أن كثيرين من الرجال يحسبون ذكورتهم أو فحولتهم هي الأهم لدى المرأة بينما رجولتهم وشهامتهم وحنوهم أهم لدى المرأة غالبا بمسافات!...... يأتيني الواحد منهم وقد تصرف بشكل فيه نذالة مع أنثاه ثم يستغرب رد فعلها ودليل استغرابه هو أنه يمتعها في الفراش أيما متعة... المهم أن خللا يسكن مفاهيم الرجال ربما على مستوى العالم لكنه في مجتمعاتنا أعمق وأفدح!

الغريب في الموضوع الآن هو سنك الصغيرة إذا كنت تتحدثين منطلقة من خبرة شخصية لأن هذا معناه أنك في مشكلة حقيقية، حيث أنني لا أتوقع تصرفا من زوج شاب في الثلاثين مثلا يشبه ما تصفين..... على كل إذا كان الأمر كذلك تابعينا من هنا.

أما إذا كانت هذه فكرتك عما يتكرر في البيوت الطبيعية اليوم أو هي مستمدة من حكايات الناس الأكبر سنا فإنني أتفق مع ذلك الطرح مستندا إلى خبرتي من مرضاي ومريضاتي الأكبر سنا..... لأنه لا علم لدي بدراسات عن الرضا الجنسي بين الأزواج حاليا... وإن وجدت فإن نتائجها بالتأكيد ستكون عرضة للتفنيد والتشكيك لأن طرق البحث ستكون مُعَربة يعني من ثقافة مختلفة.... لكن صغار السن من المتزوجين والمتزوجات الذين تحدثت معهم لا يُتصور مثل هذا الموقف من أغلبهم،... والله أعلى وأعلم!..... صحيح هناك كثير من عدم الفهم ما يزال خاصة فيما يتعلق بما أثرته من نقاط في السطور الأعلى هنا لكن على الأقل يعتذر الواحد منهم بأدب، أو هذا ما وصلني.

اقرأ أيضا:
البرود الجنسي في النساء/ الماء والنساء ، ماء المرأة في الإرجاز /ضرب الأزواج / من يعلم الجنس لأولادي !؟ / حصاد الفوضى.. جهل وانحراف/ زنا المحارم: سيف الجنس المسلول/ نار في فراش العمة : ملف زنا المحارم/ وسواس التحرش بالأم.. ليس عقدة أوديب / مجانين على الشيزلونج:ماما.. أنا حامل من بابا!/ في المدارس والبيوت والمواصلات: أزمة مكان / أزمة مكان مشاركة 3 / ماما تثيرني جنسيا: حاسس بالذنب !/ ماما تثيرني جنسيا: حاسس بالذنب! مشاركة / أمي تثيرني جنسيا - مشاركة2 / أنا وأختي في الغرام: ذكر وأنثي في الحرام / أنا وأختي في الحرام: صفحتنا وآثارها -استدراك- / نتبهي يا خالة: الولد كبر/  زنا المحارم في الماضي...أين أنا الآن؟ / أرسم، وأشتهي زوجة أبي: لكل مشكلة حل / زنا المحارم



الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 13/02/2008