|
|
|
سبق علمي لعلماء مصريين ::
الكاتب: د. ميران خليل رخا
نشرت على الموقع بتاريخ: 05/05/2008
سبق علمي لعلماء مصريين في التوصل إلى ميكانيكية تأثير عسل النحل الجبلي على القلب والأوعية الدموية
عسل النحل في القرآن الكريم قال تعالى في كتابه العزيز:[وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ*ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ] (النحل:68، 69).
لقد كرم الله سبحانه وتعالى النحل في كتابه الكريم أيَّما تكريم، وبلغ هذا التكريم منتهاه حين خصص الله عز وجل سورة من سور القرآن الكريم عُرفت باسم سورة النحل. وقارئ سورة النحل يجدها تبسط للعقل والقلب معاً أنواراً باهرة من المعرفة والحكمة الإلهية. ففي كل أية من آياتها دليل واضح على نعمة وأخرى من نعم الله التي لا تُعد ولا تحصى.
وإذا تفكرنا في هذه الآيات الكريمة فسنجد أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل هناك فائدة من الترتيب في أن الله عز وجل أمر النحل ببناء بيوتها أولاً في الجبال ثم الشجر ثم العرائش التي يصنعها الناس؟ وبطريقةٍ أخرى ماذا يوحي لنا هذا الترتيب وعلى ماذا يدل؟ فلابد أن يكون لكل حرف من حروف القرآن الكريم حكمة ومعنى، ولترتيب الأحرف والآيات معاني وحكم، علمناها أو لم نعلمها. وعموماً عملية ترتيب اتخاذ بيوت النحل هي حكمة ربانية كبيرة. لذا فإني أحاول مجتهدة أن أتفهم معكم الحكمة من هذا الترتيب القرآني لهذه الأماكن التي يسكنها النحل.
فأقول وبالله التوفيق: قدَّم الله عز وجل الجبال على الشجر، والشجر على البيوت التي يصنعها الناس للنحل، للتنبيه على تفاوت درجات العسل الذي يخرج منها باختلاف سكنها. فأفضل أنواع العسل: العسل الجبلي، ثم عسل المزارع الطبيعية البعيدة عن تواجد الناس، ثم عسل النحل المربَّي في أماكن أعدت له، حيث قد لا يتوفر له الغذاء في كل أوقات السنة، نظراً لكثرته بسبب التربية، مما يضطر أصحاب النحل إلى وضع السكر والغذاء للنحل، فلا يكون عسله حينئذٍ في درجة العسل المتولِّد من الأزهار والثمار، وقد ثبت ذلك علمياً.وللتنبيه أيضاً على قدرة الله تعالى على تذليل الطرق والصعاب لهذه الحشرة الضعيفة، فإنها تعيش في الجبال الأصعب مناخاً، كما تعيش في وسط الأشجار، وفيما يُعد لها من المساكن الخاصة بها، أو في البيوت التي تتخذها وسط بيوت الناس. وقد تكون هناك حكماً أخرى، الله يعلمها وسيكشف العلم لنا ما في القرآن الكريم من أسرار.
وقال تعالى واصفاً ما أعدَّه لعباده المتقين في جنة الخلد:﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ﴾ (محمد:15).
أي صفة الجنة التي وعد الله بها عباده الأبرار وأعدَّها للمتقين الأخيار أن فيها أنهاراً جاريات من ماءٍ غير متغير الرائحة، وأنهار جاريات من حليبٍ في غاية البياض والحلاوة والدسامة لم يحمض بطول المقام ولم يفسد كما تفسد ألبان الدنيا، وأنهار جاريات من خمرٍ لذيذة الطعم يلتذّ بها الشاربون لأن الخمر كريهة الطعم في الدنيا لا يلتذ بها إِلاَّ فاسد المزاج، وأما خمر الجنة فهي طيبة الطعم والرائحة يشربها أهل الجنة لمجرد الالتذاذ، وأنهار جاريات من عسل في غاية الصفاء وحسن اللون والريح لم يخالطه الشمع أو حبوب اللقاح أو فضلات النحل، ولهم في الجنة أنواعٌ متعددة من جميع أصناف الفواكه والثمار وفي ذكر الثمرات بعد المشروب إشارة إِلى أنَّ مأكول أهل الجنة للَّذَّة لا للحاجة، ولهم فوق ذلك النعيم الحسن نعيمٌ روحي وهو المغفرة من الله مع الرحمة والرضوان، وفي الجنة تُرفع عنهم التكاليف فيما يأكلونه ويشربونه بخلاف الدنيا فإِن مأكولها ومشروبها يترتب عليه الحساب والعقاب ونعيم الآخرة لا حساب عليه ولا عقاب فيه.
وفى حقيقة الأمر إذا نظرنا إلى الآية الكريمة بمنظور أكثر عمقاً وحاولنا معاً أن نتفهم ما تشير إليه الآية الكريمة من معاني ضمنية، فسنجد المكانة الرفيعة لعسل النحل تتجلى في أروع صورها. حيث نجد أن حصر أنهار الجنة في الماء واللبن والخمر والعسل إنما يدل بشكلٍ مباشر على المنزلة السامية لعسل النحل. فإذا نظرنا إلى أهمية الماء، فسنجد أنه كما قال ربُ العزة جل شأنه في سورة الأنبياء:﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾، أي أن الماء هو سر الحياة على الأرض.
وكذلك إذا نظرنا إلى أهمية اللبن، فسنجد أن الله تبارك وتعالى جعله أول طعام يتغذَّى عليه بني البشر في الحياة الدنيا، ولقد أثبت العلم الحديث أن اللبن هو الوحيد من بين الأغذية الذي يحتوي فعلاً على جميع العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها جسم الإنسان، ومن ثمَّ يمكن أن يعتمد عليه الطفل اعتماداً كلياً لمدة عامين كاملين، أما بالنسبة للخمر، فيجب أن نقف أولاً عند الفرق الكبير بين خمر الدنيا وخمر الجنة، حيث أن المنافع التي في خمر الدنيا كما يزعُم شاربوها هي ما يجدونه من اللذة عند شربها وحصول النشوة، وهي منافع قليلة بالقياس إلى المضار الكبيرة من ذهاب الدين والعقل والخصومات والعداوات والصحة والمال. بينما جعل الله عز وجل خمر الجنة جزاءً للمتقين الذين امتثلوا لأوامره في الدنيا وحرَّموا خمر الدنيا على أنفسهم، فقيَّدها الله تعالى في الجنة بأنها لذة للشاربين، أما بالنسبة للعسل، فهو معروف بقيمته الغذائية العالية وفوائده الوقائية والعلاجية لكثير من الأمراض، والذي يكفيه من الفخر أن وصفه ربُ العزة في قرآنه العظيم بأنه:﴿فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ﴾.
وبذلك تكون أنهار الجنة قد جمعت بين الماء الذي هو سر الحياة و من ثمَّ الخلود في الجنة بإذن الله، واللبن كوجبة غذائية متوازنة ومتكاملة العناصر الغذائية، والخمر بما فيه من لذة للشاربين كأحد دلالات النعيم المقيم في الجنة، والعسل كوقاية وحماية من الأمراض ومن ثمَّ لا سقيم ولا عليل في جنة الخلد، والله سبحانه وتعالى أعلم.
عسل النحل في السنة النبوية: وردت في السنة النبوية الشريفة عدة أحاديث تذكر فوائد العسل وتحدد أهميته في العلاج: فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«عليكم بالشفائين: القرآن والعسل» رواه ابن ماجة والحاكم في صحيحه. وعنه صلى الله عليه وسلم قال:«تداووا بالقرﺁن والعسل». وقال صلى الله عليه وآله وسلم:«من أراد الحفظ، فليأكل العسل».
وعن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إنَّ الله عز وجل جعل البركة في العسل، وفيه شفاء من الأوجاع، وقد بارك عليه سبعون نبياً». وعن الفردوس، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من شرب العسل، في كل شهر مرة، يريد ما جاء به القرآن، عوفي من سبع وسبعين داء». وقد جاء في سنن ابن ماجه مرفوعاً من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه:«من لعق العسل ثلاث غدوات من كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء». وقال صلى الله عليه وسلم:«نعم الشراب العسل، يرعى القلب، ويُذهب برد الصدر». وعنه صلى الله عليه وآله وسلم، قال:«العسل شفاء، يطرد الريح والحمَّى».
وعن أبي سعيد الخدري عليه السلام قال:جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:«إن أخي استطلق بطنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:اسقه عسلاً، فسقاه ثم جاءه فقال: إني سقيته عسلاً فلم يزده إلا استطلاقاً، فقال:ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة. فقال: اسقه عسلاً. فقال: لقد سقيته عسلاً فلم يزده إلا استطلاقاً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق الله وكذب بطن أخيك اسقه عسل فسقاه فبرئ» رواه البخاري ومسلم.
وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الشفاء في ثلاثة، شربة عسل وشرطة محجم وكية بنار وأنا أنهي أمتي عن الكي» رواه البخاري. وعن جابر بن عبد الله عليه السلام قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:«إن كان في شيء من أدويتكم من خير ففي شربة عسل أو شرطة محجم أو لذعة بنار توافق الداء، وما أحب أن أكتوي».
وفي شعب البيهقي عن مجاهد قال: صاحبت عمر بن الخطاب رضي الله عنه من مكة إلى المدينة، فما سمعته يُحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث: «إن مثل المؤمن كمثل النحلة، إن صاحبته نفعك، وإن شاورته نفعك، وإن جالسته نفعك، وكل شأنه منافع، وكذلك النحلة كل شأنها منافع». وعن أبي رزين العقيلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مثل المؤمن مثل النحلة، لا تأكل إلا طيباً، ولا تضع إلا طيب».
وعن عبد الله بن عمرو أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«والذي نفسي بيده إن مثل المؤمن كمثل النحلة، أكلت طيباً، ووضعت طيباً، ووقعت فلم تكسر ولم تفسد». وروى الإمام أحمد وابن أبي شيبة والطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المؤمن كالنحلة، وقعت فأكلت طيباً، ثم سقطت ولم تكسر ولم تفسد». وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«مثل المؤمن مثل النحلة، إن أكلت أكلت طيبا، وإن وضعت وضعت طيباً، وإن وقعت على عود نخر لم تكسره». وروى مسلم في صحيحه أن عائشة رضي الله عنها قالت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الحلواء والعسل.
أول رسالة دكتوراه تتناول تأثير عسل النحل الجبلي على القلب والأوعية الدموية رغم ما ناله عسل النحل من اهتمام الباحثين في شتى المجالات وعلى مر العصور، ورغم ما أثبتته الأبحاث العلمية المختلفة من الخصائص الوقائية والعلاجية لعسل النحل للعديد من الأمراض، إلا أنه لكان من الغريب بل ومن اللافت للانتباه أن تخلوا هذه الأبحاث من دراسات متعمقة تبحث في تأثير عسل النحل على القلب والأوعية الدموية.
ومن هنا جاءت فكرة تناول هذه الدراسة في رسالة الدكتوراه التي تقدمت بها إلى كلية العلوم بجامعة قناة السويس للحصول على درجة الدكتوراه في فلسفة العلوم تحت عنوان: «تأثير عسل النحل الجبلي الطبيعي على الفسيولوجية المرضية للجهاز القلبي الوعائي». وتشكَّلت لجنة الإشراف على الرسالة من الأستاذة الدكتورة زهور إبراهيم نبيل، وكذلك الأستاذة الدكتورة عايدة أحمد حسين أساتذة فسيولوجيا القلب والأوعية الدموية بذات الكلية. كما تشكَّلت لجنة الحُكم على الرسالة من الأستاذ الدكتور فتحي عبد الحميد مقلد أستاذ القلب والأوعية الدموية بكلية الطب بجامعة قناة السويس، وكذلك الأستاذ الدكتور أحمد رفعت محمود أستاذ فسيولوجيا الجهاز العصبي بكلية العلوم بجامعة عين شمس.
وتناولت الدراسة تأثير عسل نحل جبلي طبيعي على الفسيولوجية المرضية للقلب والأوعية الدموية وكذلك محاولة الوصول إلى ميكانيكية هذا التأثير. وجدير بالذكر أنه قد تم الحصول على عينة العسل الجبلي من منطقة محمية سانت كاترين بجنوب سيناء بمصر. كذلك تُعتبر هذه الدراسة محاولة لاستخدام عسل النحل الجبلي للمساهمة في علاج بعض حالات الخلل في وظائف القلب والأوعية الدموية بالإضافة إلى محاولة منع أو تقليل الأعراض الجانبية لبعض العقاقير على الجهاز القلبي الوعائي، كما تم أيضاً إجراء تحليل بيوكيميائي لعينة من عسل النحل الجبلي لمعرفة تركيبه ولمحاولة إيجاد العلاقة بين مكوناته وميكانيكية تأثيره على القلب والأوعية الدموية، وعلى ضوء معرفة التركيب البيوكيميائي لعسل النحل الجبلي يمكن اقتراح التطبيقات العملية لهذا المنتج الطبيعي. وبالفعل قد تم الحصول على النتائج التالية:
أولا: تأثير عسل النحل الجبلي على القلوب المفصولة: 0 تمثلت تأثيرات عسل النحل الجبلي (0،5 جرام/مل) على رسم القلب الكهربي لقلوب الضفادع المفصولة في حدوث نقص في معدل ضربات القلب مصحوباً بنقص سرعة التوصيل الأذيني البطيني، كما تسبب عسل النحل الجبلي في زيادة قوة انقباض عضلة القلب.
0 لم يستطع الأتروبين أو النيكوتين إزالة النقص في معدل ضربات القلب الناتج عن عسل النحل الجبلي والمصحوب بنقص سرعة التوصيل الأذيني البطيني، بينما أزال الفيراباميل الزيادة الكبيرة في قوة انقباض عضلة القلب والناتجة أيضاً عن عسل النحل الجبلي.
0 وتسبب غمر قلوب الضفادع المفصولة بتركيزات مختلفة من الأدرينالين (10، 50، 100، 200، 300 نانوجرام/مل) في إحداث حالات مختلفة من الشذوذ الوظيفي لعضلة القلب، وتم ذلك بغرض إحداث السمية القلبية الناتجة عن المركبات الكاتيكولامينية، ولكن تقريباً نجح عسل النحل الجبلى (0،5 جرام/مل) في إزالة جميع حالات الشذوذ الوظيفي لعضلة القلب والناتجة عن الأدرينالين.
ثانياً: تأثير عسل النحل الجبلي على الجرذان المخدرة: 0 تم تسجيل نقص في معدل ضربات القلب مصحوباً بنقص سرعة التوصيل الأذيني البطيني لقلوب الجرذان المخدرة بمادة اليوريثان نتيجة حقنها بعسل النحل الجبلي (5 جرام/كجم) داخل الغشاء البريتوني ولمدة ساعة، بينما لوحظ حدوث نقص غير معنوي في قوة انقباض عضلة القلب بالإضافة إلى زيادة غير معنوية أيضاً في قوة انبساط عضلة القلب.
0 تسببت المعالجة الحادة بعسل النحل الجبلي (5 جرام/كجم) لمدة ساعة (داخل الغشاء البريتوني) أيضاً في حدوث هبوط في ضغط الدم الوريدي للجرذان المخدرة، والذي تم اتخاذه كمؤشر لتأثير عسل النحل الجبلي على النشاط الحركي للأوعية الدموية لحيوانات التجارب الكاملة.
0 وفي الجرذان المخدرة أيضاً تسببت المعالجة الحادة بجرعة واحدة من الأدرينالين (100 ميكروجرام/كجم) لمدة ساعة (داخل الغشاء البريتوني) في حدوث نقص معنوي في معدل ضربات القلب مصحوباً بنقص غير معنوي في سرعة التوصيل الأذيني البطيني لقلوب الجرذان، كما لوحظ أيضاً حدوث زيادة تدريجية وكبيرة في قوة انقباض عضلة القلب بالإضافة إلى زيادة غير معنوية في قوة انبساط عضلة القلب.
0 كما تسببت المعالجة الحادة بالأدرينالين (100 ميكروجرام/كجم) لمدة ساعة (داخل الغشاء البريتوني) أيضاً في حدوث ارتفاع في ضغط الدم الوريدي للجرذان المخدرة والذي تم اتخاذه كمؤشر لتأثير النشاط الأدرينيرجي الزائد على النشاط الحركي للأوعية الدموية لحيوانات التجارب الكاملة.
0 كذلك نجحت المعالجة بعسل النحل الجبلي (5 جرام/كجم) لمدة ساعة (داخل الغشاء البريتوني) قبل الحقن بالأدرينالين في حماية الجرذان المخدرة من التغيرات السابق ذكرها لكل من رسم القلب الكهربي وضغط الدم الوريدي والناتجة عن الأدرينالين، بينما نجح عسل النحل الجبلي في الاحتفاظ بقدرة الأدرينالين الفائقة على زيادة قوة انقباض عضلة القلب.
0 كما نجحت أيضاً المعالجة بعسل النحل الجبلي (5 جرام/كجم) لمدة ساعة (داخل الغشاء البريتوني) بعد الحقن بالأدرينالين في تحسين القياسات القلبية الكهربية بالإضافة إلى الخلل الوظيفي في النشاط الحركي للأوعية الدموية للجرذان المخدرة والناتج عن الأدرينالين، وفى نفس الوقت نجح عسل النحل الجبلي أيضاً في الحفاظ على الزيادة الحادثة في قوة انقباض عضلة القلب والناتجة عن الأدرينالين
ثالثاً: التركيب البيوكيميائي لعسل النحل الجبلي: 0 أوضح التحليل البيوكيميائي لعينة من عسل النحل الجبلي أن نسب المكونات الموجودة به تتوافق مع كل من المقاييس الأوروبية وكذلك المقاييس العالمية لتصدير أعسال النحل، والمتمثلة في: محتوى عسل النحل من الفركتوز والجلوكوز معاً (٫07 50٪)، وكذلك محتوى العسل من السكروز (٫68 7٪)، بالإضافة إلى الحموضة الكلية للعسل (38±2٫83مل مكافئ/كيلو جرام عسل)، ونشاط إنزيم الدياستيز (17±٠٫81 وحدة) في عينة العسل، وقيمة الأس الهيدروجينى (3٫5± ٠٫٠8).
0 كما أوضح التحليل البيوكيميائي أن السكريات الموجودة بعسل النحل الجبلي تتكون أساساً من الفركتوز (٫28 27٪) والجلوكوز (٫79 22٪)، بجانب بعض السكريات الأخرى مثل: السكروز (٫68 7٪) والمالتوز (٫95 2٪) والميليزيتوز (٫46 2٪) والتورانوز (٫97 ٠٪)، ولم يثبت وجود الأيزومالتوز في العينة، وأيضاً كانت كمية سكر الميليزيتوز الكبيرة نسبياً (٫46 2 ٪) دلالة على وجود عسل الندوة العسلية.
0 كذلك أوضح التحليل البيوكيميائي أن عسل النحل الجبلي يُعتبر غنياً بكميات كبيرة من الأملاح المعدنية.بعض هذه العناصر يوجد بكميات وفيرة مثل: الكالسيوم (0٫042٪) والبوتاسيوم (0٫039٪) والكلورين (0٫036٪) والصوديوم (0٫014٪) والحديد (0٫012٪) والمغنيسيوم (0٫010٪)، وأيضاً يحتوى عسل النحل الجبلي على النحاس ولكن بكمية ليست وفيرة (0٫002٪)، بينما لم يثبت وجود المنجنيز أو النيكل في العينة. كذلك عكست قيمة الأس الهيدروجينى (3٫5± ٠٫٠8) الحموضة الشديدة لعسل النحل الجبلي.
0 وأوضح التحليل البيوكيميائى أيضاً أن السعة الكلية لمضادات الأكسدة بعسل النحل الجبلي تمثل حوالي ٫31 19٪، كذلك يمثل كل من الجلوتاثيون وحمض الأسكوربيك حوالي 0٫09٪، 0٫01٪ من المكونات الكلية لعسل النحل الجبلي على التوالي، كما سجل إنزيم السوبر أكسيد ديسميوتيز نشاطاً واضحاً بما يعادل 296٫5 وحدة/جرام عسل، بينما سجل إنزيم الكاتاليز نشاطاً أقل بما يعادل 4٫2 وحدة/جرام عسل.
رابعاً: ميكانيكية تأثير عسل النحل الجبلي على القلب والأوعية الدموية: 0 وعلى ضوء ما تم الحصول عليه من نتائج يتضح أن تأثير عسل النحل الجبلي الطبيعي على وظائف القلب ربما يرجع إلى تأثيره المباشر على العضلة القلبية، وكذلك يُمكن استنتاج أن العناصر المعدنية الموجودة بعسل النحل الجبلي الطبيعي تلعب دوراً أساسياً في تأثيراته على النشاط الفسيولوجي لعضلة القلب.
0 ومما سبق ذكره يمكن اعتبار عسل النحل الجبلي الطبيعي كمادة طبيعية ذات نشاط قلبي وقائي وخصائص علاجية مذهلة ضد حالات عديدة قد تؤدى إلى سوء الأداء الوظيفي لكل من عضلة القلب والأوعية الدموية، وخاصة ًالناتجة عن النشاط الأدرينيرجي الزائد.
0 وبالتالي يمكن إرجاع كل من الخصائص الوقائية وكذلك العلاجية لعسل النحل الجبلي الطبيعي إلى عاملين رئيسيين: العامل الأول مباشر- عن طريق المحتوى الكبير من السعة الكلية لمضادات الأكسدة، وكذلك الثروة الكبيرة من كل من مضادات الأكسدة غير الإنزيمية مثل الجلوتاثيون وحمض الأسكوربيك، والإنزيمية مثل السوبر أكسيد ديسميوتيز والكاتاليز، والتي تُعتبر أساسية لميكانيكيات الدفاع عن الجهاز القلبي الوعائي، بالإضافة إلى الكميات الواضحة من العناصر المعدنية وتحديداًً المغنيسيوم والصوديوم والكلورين، العامل الثاني غير مباشر- عن طريق تحسين إفراز أكسيد النيتريك من خلال تأثير حمض الأسكوربيك.
خامساً: أهم التوصيات التي أوصت بها الدراسة: 0 يمكن اعتبار عسل النحل الجبلي الطبيعي كمادة طبيعية ذات نشاط قلبي وقائي ضد حالات عديدة قد تؤدى إلى سوء الأداء الوظيفي لكل من عضلة القلب والأوعية الدموية، وخاصة ً الناتجة عن النشاط الأدرينيرجي الزائد، باعتبار عسل النحل الجبلي الطبيعي مادة غذائية غنية بمضادات الأكسدة، والتي تُعتبر أساسية لميكانيكيات الدفاع عن الجهاز القلبي الوعائي.
0 من الممكن استخدام عسل النحل الجبلي الطبيعي للمساهمة في علاج حالات عديدة من الخلل الوظيفي لكل من عضلة القلب والأوعية الدموية، والناتجة عن زيادة إفراز الأدرينالين كهرمون داخلي وكأحد النواقل العصبية الهامة داخل الجسم، والذي قد يُشكل تهديدا ًخفيا ً في حالة النشاط الزائد للجهاز العصبي السيمبثاوي، والناتج عن الضغوط العصبية والعاطفية المختلفة، والتي أصبحت سمة من سمات هذا العصر.
0 يمكن الاستعانة بعسل النحل الجبلي الطبيعي كعلاج تكميلي بجانب الأدرينالين، والمستخدم كمُنشط لعضلة القلب في حالات فشل القلب الاحتقاني، برغم ما أثبتته الأبحاث العلمية الحديثة من أعراض جانبية خطيرة لهذا العقار، والتي نجح عسل النحل الجبلي الطبيعي في إزالتها مع الاحتفاظ بقدرة الأدرينالين الفائقة على زيادة قوة انقباض عضلة القلب، خاصة ً وأن عسل النحل الجبلي الطبيعي تسبب في حدوث هبوط في ضغط الدم الوريدي، والذي بدوره يؤدى إلى تقليل الاحتقان في الجهاز الوريدي والذي ترجع إليه تسمية الحالة بفشل القلب الاحتقاني.
0 من الضروري بحث إمكانية استخدام عسل النحل الجبلي الطبيعي وحده كمُنشط لعضلة القلب في حالات فشل القلب الاحتقاني. حيث تسبب استخدام عسل النحل الجبلي الطبيعي على القلوب المفصولة في زيادة قوة انقباض عضلة القلب، كما تسبب في تحسين قدرة الأدرينالين الفائقة على زيادة قوة انقباض عضلة القلب في القلوب المفصولة أيضاً.
0 من الممكن استخدام عسل النحل الجبلي الطبيعي في السيطرة على بعض حالات الخلل الوظيفي لعضلة القلب مثل الخفقان والزيادة في معدل سرعة ضربات عضلة القلب وارتفاع ضغط الدم، والناتجة عن حدوث بعض الأورام في الغدة الكظرية، والتي بدورها تؤدى إلى زيادة في إفراز هرمون الأدرينالين و بالتالي إلى أعراض النشاط الأدرينيرجي الزائد.
0 ننصح مرضى ضغط الدم المنخفض و المصابين بالنقص في معدل سرعة ضربات عضلة القلب بالتعامل بحذر شديد جداً مع عسل النحل الجبلي الطبيعي كمادة غذائية، وعمل كافة الفحوصات الطبية اللازمة أولاً قبل تناوله كغذاء، والرجوع في ذلك الأمر إلى استشارة السادة الأطباء المعالجين.
سادساً: الأبحاث العلمية التي تم نشرها محلياً وعالمياً بعد أن تأكدنا تماماً بما لا يدع مجالاً للشك من أن ما حصلنا عليه من نتائج من خلال الدراسة التي تم تناولها في رسالة الدكتوراه يُعد بمثابة سبق علمي، وهذا شرف لا ندَّعيه وفضلٌ من الله عز وجل لا ننكره، ولمزيد من التوثيق العلمي قمنا بنشر سلسلة من الأبحاث العلمية المتكاملة والتي تناولت تأثير عسل النحل الجبلي الطبيعي على القلب والأوعية الدموية بشكل متعمق في عدد من المجلات الطبية المتخصصة محلياً وعالمياً.
وكان هناك إجماع من جانبي ومن جانب أساتذتي، الأستاذة الدكتورة زهور إبراهيم نبيل وكذلك الأستاذة الدكتورة عايدة أحمد حسين أساتذة فسيولوجيا القلب والأوعية الدموية بكلية العلوم بجامعة قناة السويس، أن يتم طرح هذا الموضوع وتتم مناقشته علمياً أولاً في إحدى المحافل العلمية في بلدنا الغالية مصر لنحفظ بذلك حقها في هذا السبق العلمي. وبالفعل تمت مناقشة هذا الموضوع من خلال المؤتمر الدولي السنوي لشعبة البحوث الطبية بالمركز القومي للبحوث، تحت رعاية السيد الأستاذ الدكتور هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث.
ومن هذا المنطلق قمنا بنشر أول بحث علمي يتناول تأثير عسل النحل الجبلي الطبيعي على القلب والأوعية الدموية في المجلة الطبية المصرية والتابعة أيضاً لشعبة البحوث الطبية بالمركز القومي للبحوث، تحت عنوان:«تأثير عسل النحل الجبلي الطبيعي على نشاط العضلة القلبية ”فكرة عن ميكانيكية التأثير“- دراسة خارج الجسم».
وبعد ذلك بدأنا في نشر الأبحاث في المجلات العلمية الدولية، فقمنا بنشر بحث آخر في مجلة العلوم الطبية، وهى مجلة طبية عالمية باكستانية، تحت عنوان:«تأثير عسل النحل الجبلي المضاد للشذوذ الوظيفي لعضلة القلب الناتج عن السمية القلبية المحدثة بالمركبات الكاتيكولامينية».
ومؤخراً قمنا بنشر بحث علمي آخر في مجلة أمريكية متخصصة في مجال التغذية العلاجية وهى مجلة الغذاء الطبي التابعة لجامعة كاليفورنيا، تحت عنوان:«التأثيرات القلبية والوعائية النشطة لعسل النحل الجبلي الطبيعي والمضادة لسوء الأداء الوظيفي لعضلة القلب الناتج عن النشاط الأدرينيرجي الزائد». ويكفينا فخراً أن جاء في تقرير لجنة التحكيم الخاصة بالمجلة بأنه من المُتوقع أن يصبح هذا البحث العلمي نموذجاً جيداً لبحث علمي رائد في مجال تأثير عسل النحل الجبلي الطبيعي على القلب والأوعية الدموية، و أن اللجنة تتوقع أيضاً أن يتم نشر سلسلة من الأبحاث العلمية المُكملة لهذا الموضوع الهام.
الخاتمة: وأخيراً وليس بآخر أحب أن أؤكد على أن أي سبق لدراسة علمية في مجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهَّرة إنما يرجع الفضل فيه إلى ما أوصانا به نبي الرحمة وخير مُعلم للبشرية أجمع والذي لا ينطق عن الهوى بقوله صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبداً، كتاب الله وسنتي».
رغم الحملة الشرسة التي بدأ يتعرض لها علماء المسلمين والباحثون في مجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهَّرة من قِبل بعض المعارضين، بحُجة أنه لا يجب إقحام العلم على الدين، متناسين بذلك أن القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان. ومن وجهة نظري المتواضعة أن ذلك يعنى أن المقصود هنا بالزمان هو أن القرآن الكريم صالح لكل العصور، أما المقصود بالمكان فقد يكون هو أن القرآن الكريم صالح ليس للمحافل الدينية فقط وإنما للمحافل العلمية أيضاً، وهذا ما أكدته أبحاث الإعجاز العلمي في القرآن الكريم على مر العصور، والله سبحانه وتعالى أعلم.
ومن هذا المنطلق فأنا أدعو علماء المسلمين في شتى المجالات العلمية المختلفة أن يأخذوا على عاتقهم نُصرة الدين الإسلامي من خلال إبراز مواطن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهَّرة. وأن يُعزز ذلك بنشر أبحاثهم العلمية في هذا المجال في المجلات العلمية العالمية والمتخصصة، حتى تكون بمثابة دعوة للدين الإسلامي الحنيف، وحتى يكون علماء المسلمين بحق ورثة للأنبياء مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم:«العلماء ورثة الأنبياء». وفقنا الله وإياكم لنُصرة الدين الإسلامي ورفع لوائه عالياً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يمكن التعقيب على المقالة ومراسلة المؤلفة على الإيميل التالي: maganin@maganin.com mirankhalil@hotmail.com المراجع العلمية:
1. Rakha M.K., Hussein A.A. and Nabil Z.I. (2003): Influence Of Natural Wild Honey On The Cardiac Muscle Activity “An Approach To Mechanism Of Action”- In Vitro Study. Egyptian Medical Journal of National Research Center, 2: 15-34 (Egypt). 2. Hussein A.A., Rakha M.K. and Nabil Z.I. (2003): Anti-Arrhythmic Effect Of Wild Honey Against Catecholamines Cardiotoxicity. Journal of Medical Sciences, 3(2): 127-136 (Pakistan). 3. Rakha M.K. (2005): Influence Of Natural Wild Honey On The Cardiovascular Pathophysiology. Ph.D. Thesis, Zoology Department, Faculty of Science, Suez Canal University, Ismailia (Egypt). 4. Rakha M.K., Nabil Z.I. and Hussein A.A. (2008): Cardioactive And Vasoactive Effects Of Natural Wild Honey Against Cardiac Malperformance Induced By Hyper-Adrenergic Activity. Journal of Medicinal Food, In Press (United States).
الكاتب: د. ميران خليل رخا
نشرت على الموقع بتاريخ: 05/05/2008
|
|
|
|
|
|
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com
|
حقوق الطبع محفوظة لموقع مجانين.كوم ©
|
|