|
|
|
أنواع الفصام (2) ::
الكاتب: أ.د يحيى الرخاوي
نشرت على الموقع بتاريخ: 30/06/2008
أنواع الفصام (1)
6- الفصام الكاتاتوني (الفصام التصلبي) [4] (ورمزه في الدليل المصري صفر 7 / 4). وفي هذا النوع تكون الأعراض الغالبة هي أعراض فقد الإرادة (راجع الأعراض) واضطراب السلوك الحركي، وهذا النوع لا يمكن وضعه في مكانه المناسب تحديداً على سلم العملية الفصامية، فإن البعض يعتبره نوعاً متأخراً (شديد التدهور) باعتبار الناتج من نوبة المرض فيه إذ ينتج ندوباً في الشخصية وهبوط مستواها التكيفي ورنينها العاطفي.. مع درجة من التفكك وقد يصاحب هذا النوع بوجه خاص اضطرابات جسمية مميزة مثل اللون الباهت للجلد وزرقة الأطراف ووفرة اللعاب وانخفاض ضغط الدم وضحالة التنفس (إلا في حالات الهياج فإن الضغط قد يرتفع وقد يضطرب التنفس) ويتصف هذا النوع بأنه يأتي في نوبات مختلفة حتى يمكن تمييز نوعين منه: (1) الفصام الكتاتوني الهياجي (ورمزه صفر 7 / 4 صفر ). وهو يتصف بزيادة في النشاط الحركي لدرجة العنف والتحطيم، ويمكن تمييز الهياج هنا عنه في حالات الهياج في الهوس بأن سلوك المريض يبدو مندفعاً من داخله بغض النظر عما حوله، ولذلك فإن تصرفاته العنيفة لا يمكن التنبؤ بها وتبدو بلا معنى وبلا أهداف، كما أن العواطف المصاحبة لا يمكن أن كلامه غير مترابط وغير منطقي، في حين أن الهياج الهوس يكون مثاراً من الخارج وذا معنى يبدو فيه الرفض مثلاً وقد يتحول مسار الهياج من مؤثر خارجي إلى آخر حسب ظروف البيئة.
(ب) الفصام الكتاتوني الانسحابي (الذهولي) (ورمزه صفر 7 / 4). ويتصف هذا النوع بالهبوط الحركي الذي قد يصل إلى الذهول، كما يصاحبه البكم والخلف والانثنائية الشمعية. على أن هذا النوع من الفصام يثير مشاكل تشخيصية عديدة وذلك كما يلي: 1- أن حدوثه في نوبات يشير إلى كونه نوعاً حاداً، في حين أن الفصام مرض مزمن بطبيعته، وذلك فإن المعول الأساسي في تشخيصه أحياناً يكون ما يتركه من آثار مزمنة في الشخصية الأمر الذي يمكن استنتاجه من شذوذ النوبة الحادة وطبيعتها.
2- أنه قد يحدث دوريا (مما يقاربه من حالات الهوس والاكتئاب) ولكننا ينبغي أن ننتبه أنه إذا زالت النوبة دون أثر في الشخصية تماما فإن الكاتاتونيا الحميدة Periodic catatonia والأولى بوجه خاص قد تندرج تحت أمراض الهوس والاكتئاب أخرى (الرمز في الدليل المصري صفر 6 / 9).
3- أن مجرد وجود أعراض كاتاتونية في الفصام (مثل الطاعة الآلية أو الانثنائية الشمعية) في أي نوع آخر لا يكفي بالضرورة لتشخيص هذا النوع من الفصام.
4- أن وجود مظاهر الاضطرابات الجسمية هنا بشكل ظاهر قد يقربنا من احتمال وجود اضطراب عضوي خاص في هذا المرض بالذات.
وفيما يلي وصف حالة هياج فصامي من النوع التصلبي: حالة: السيد أ.... "عمره 27 عاما يعمل قهوجي على الرصيف جاء في حالة هياج شديد في صحبة البوليس، ولم يدل بأي شكوى.. وقد قالت زوجته... مخه طار يا بيه نازل فينا ضرب وتكسير... وبيقول أنا أسمى محمد وأنتي مسيحية ما تحليليش.. لما أقوله أنت فلان يقول أنتي ما بتعرفيش حاجة..."، وقد كان هياجه من نوع خاص وكأنه يشير إلى شيء ما أو يدفع عن نفسه شراً وكان يتصف بالخلف الشديد فيفعل عكس ما يلقى عليه من أوامر على طول الخط، كما كان أحياناً يكرر نفس الحركة - ولو أنها حركة هوجاء من الصعب تمييز مغزاها أثناء هياجه.. وقد أدخل المستشفي وأعطى العلاج المكثف من الصدمات الكهربائية فتحسن هياجه نوعاً ولكن اضطراب أفكاره وأهمها ضلالات تغير الشخص وتغير الكون ظلت كما هي.
7- نوبة الفصام الحاد غير المتميز (الرمز في الدليل المصري صفر 7 / صفر). يمثل هذا التشخيص أيضا مشكلة ضخمة في تصنيف الفصام فكما ذكرنا بالنسبة للفصام الكتاتوني فإن الفصام مرض مزمن بطبيعته فكيف يكون هناك فصام حاد؟ ويذهب البعض إلى عدم تشخيص هذا النوع أصلاً والانتظار بعد انتهاء النوبة الحادة فإذا تركت أثراً تفكيكياً وندباً دائماً في الشخصية فإننا نسميه فصاماً حاداً (بأثر رجعي). ولكن آخرين ذهبوا إلى الرأي أنه أثناء النوبة الذهانية الحادة قد نتبين أعراضاً فصامية صريحة بحيث يمكن التنبؤ بأنها لو لم تعالج فوراً بتكثيف خاص فإنها لابد تاركه آثاراً تفككية وندوباً في الشخصية، وعلى هذا الافتراض فإن كل من التقسيم العالمي والأمريكي والمصري قد أقر بوجود هذا النوع الخاص.. ويتصف هذا النوع ببداية حادة يظهر فيها أعراض الفصام الصريحة مباشرة (التفكك بكل درجاته وخاصة الثانية والثالثة) ويصاحب ذلك درجة من الخلط والربكة وفورة انفعالية، ويبدو المريض أحياناً وكأنه في حالة كالحلم كما قد يصاحبه هياج أو اكتئاب أو مخاوف حادة ومذبذبة وقد يتلفت المريض حوله ويشكو من أن الناس تشير عليه.. ويرجح هذا التشخيص بوجه خاص وجود شخصية شيزويدية قبل المرض وتاريخ عائلي إيجابي لحالات فصام متدهور.
وقد تمضى هذه النوبة دون آثار شديدة خلال أسابيع، إلا أنه لاعتبارها نوبة فصامية يشترط البعض أن تترك تغيراً حاسماً في الشخصية. ولكنه في حالات أخرى قد تستمر العملية الفصامية في التقدم الحثيث بعد انتهاء النوبة الحادة حتى يأخذ الفصام صورة من صور الفصام المزمن. على أننا ينبغي ألا نطلق هذا التشخيص (الفصام الحاد غير المتميز) على النوبات التي تحدث على فترات في الأنواع التي تميزت فعلاً. فإنما تسمى هذه الأخيرة أزمة حادة في النوع الخاص بها مثلاً:
أزمة حادة فوق فصام هيبفريني Acute crisis on top of Hebephrenic Schizophrenia حالة: م. م.. (طالب في السنة الثانية الثانوية عمره 16 سنة، وقد كان طالباً ممتازاً لم تقل تقديراته عن 90 % في السنوات السابقة، وقد كان أخوه مصاباً بانفصام منذ سنوات كما دخل ابن عمه مستشفي الأمراض العقلية وخرج بعد ثلاثة شهور ولم يكمل تعليمه، وقد بدأ المريض منذ شهرين في الانزواء وسؤال أخيه عن أعراض مرضه السابق وما تبقى منها، ثم أحس بعد هذا السؤال بالتغير التدريجي واحتمال أن يصاب بمثل هذه الأعراض.. كما أحس بعدم القدرة على الاستيعاب والخلط في الأفكار: أنا كنت أحس إن أفكاري ملخبطة.... أي كلام..
وذات يوم -بعد هذا التدرج- حضر الامتحان فلم يكتب حرفاً وترك الورقة خالية بدون مبرر ظاهر ولم يستطع أن يفسر ذلك فيما بعد وخاصة وأنه كان مستعداً مثل كل عام.. ثم دخل بعد ذلك في حالة من الذهول.. وحضر ذكر رقم ما (7) قال هو: واحد وواحد وواحد وواحد... ولم يتوقف وحين كان يترك وحده حتى دون رقيب كان يهمهم بكلمات غير مفهومة، وأثناء النقاش كان يرد على إجابات أخرى أو يستمر في الإجابة السابقة دون أن يدرك أن سؤالاً جديداً قد طرح عليه وكان يبتسم وحده بلا سبب، وإذا ترك في حجرة مظلمة فإنه يظل فيها صامتاً ساعات وساعات).
وقد تبين في تاريخه الطفولي: أنه أصيب بعدة نوبات تجوال في العام السابق مما جعل الشك يدور حول احتمال كون هذه النوبة نوبة هستيرية.. إلا أن التفكير العياني الواضح والتفكك مع وجود شخصية شيزويدية سابقة ممتازة في التحصيل الدراسي ووجود تاريخ أسرى إيجابي جداً للفصام جعلنا نرجح في النهاية أنها نوبة فصام حاد غير متميز.. وقد أعطى فوراً جرعة كبيرة من عقاقير الفينوثيازين ثم جلسة كهربائية واحدة مع وجود علاقة عاطفية وثيقة حيث استطاع الطبيب المعالج أن يشعره بالتقبل والحماية والحزم منه، كل ذلك جعل النوبة تزول خلال أيام.. إلا أنه لم يرجع أبداً إلى مستواه التحصيلي كما كان من قبل ولا إلى تفاعله العاطفي المميز لما قبل هذه النوبة.
وهكذا نجد صعوبة التشخيص في مثل الحالات وتداخلها ليس فقط مع الأنواع الأخرى من الذهان، ولكن أيضاً مع حالات الهستيريا الانشقاقية.. ولذلك وجب التنويه إلى أن الشخصية قبل المرض والتاريخ العائلي عاملان مساعدان في التشخيص في الحالات الحادة بشكل خاص.
8- الفصام البسيط (رمزه صفر 7 / 6) ينبغي أن نشير إلى أن هذا الاسم - البسيط اسم مضلل منذ البداية حيث أن هذا النوع من الفصام خطير للغاية ومزمن وخفي المعالم حتى يصعب تشخيصه مبكراً أو علاجه علاجاً نشطاً فعالاً في الوقت المناسب، ولكنا احتفظنا بالاسم لأسباب تاريخية، فهو بسيط من حيث أنه لا يحمل أعراضاً إيجابية كثيرة، هذا هو كل ما في الأمر ويتميز هذا النوع من الفصام ببداية تدريجية وتقدم بطيء ولكنه مستمر، ويظهر في التدهور التدريجي للاهتمامات الخارجية العامة، وفقد الطموح.. وتقطع العلاقات الخارجية.. ثم يظهر جلياً عدم المبالاة التي تصل أحياناً إلى تبلد الشعور.. ويستمر التدهور ويرضى المريض بالأقل والأقل من المراكز والعلاقات دون سعى حثيث إلى تغيير أي من ذلك، ويمكن تمييز هذا النوع من الشخصية الشيزويدية التي تشترك معه في بعض هذه الصفات بوجود بداية محددة للتدهور بشكل أو بآخر مهما كانت بسيطة أو تدريجية في الفصام البسيط وكذلك باستمرار هذا التدهور في حين لا توجد هذه البداية في الشخصية الفصامية.
وبالإضافة إلى كل ما سبق من انسحاب عام ولا مبالاة فإن تفكير هذا المريض يبدو ضحلاً وغامضاً ويكثر من التبرير المرضي، كما يكثر من الشكاوى المرضية الجسمية، أما عن الهلاوس والضلالات فقد تظهر مؤقتة وضحلة، إلا أنه تحت ضغوط بيئية أو علاجية خاصة قد يثبت أن كل هذه المظاهر السلبية قد تخفي وراءها جهازاً ضلالياً عميقاً لا يبدو على السطح في الأحوال العادية.
وقد أوردنا هذا النوع في نهاية القائمة لعدم قدرتنا على تحديد موقفه على المتدرج الفصامي حيث أنه -كما بينا- دائم التدرج إلى التدهور.. قليل الأعراض الظاهرة والإيجابية.. في نفس الوقت.
حالة: السيد م... "عمره 27 سنة طالب بالثانوية الأزهرية ويقيم في طنطا وهو من إحدى القرى المجاورة جاء يشكو من آلام عامة غير محددة، عدم القدرة على التركيز وعدم القدرة على الاستيعاب أو الاستذكار، وعدم القدرة على دخول الامتحان، أرق يتناوب مع إفراط في النوم ويقول أول ما حسيت إني عيان من كام سنة كنت دخلت الامتحان وسقطت ولقيت دماغي فاضية وبعدين لقيت زي حاجة شاذة في دماغي كده زي ما أكون مش قادر أفكر ما عرفش أذاكر... ما عرفش أحصل حاجة ثم يقول، عايز جو هادي ولو أقعد لوحدي طول النهار ما يجراش حاجة.. والحكاية دي عمالة تزداد.. وأخذت صدمات في طنطا ولارجاكتيل ومفيش فايدة".
وقد عمل له اختبار ذكاء وتبين أنه فوق المتوسط مما لا يفسر تخلفه الدراسي وعدم استطاعته التحصيل بأي درجة مفيدة، وبالفحص تبين أنه لا يستطع البت في أي أمر يخصه وبلغ تردده واختلاء فكره أنه مهما سئل عن أهم الأمور يجيب ما عرفشي.. مش قادر أحكم... بيتهيألي.. وكان متبلد الشعور حتى أطلق عليه المرضى في القسم ثقيل الظل ولم يظهر عليه أي عرض آخر كالضلالات والهلاوس.. وقد أدخل القسم وأعطى علاج غيبوبة الإنسولين وتحسن قليلاً ولكنه بعد خروجه عاد إلى أول عهده وتتبعنا حالته أربعه سنوات فازداد عزوفاً عن الناس وزاد تبلد عواطفه.. وضعف إرادته فلم يحاول الالتحاق بعمل ما، ورغم ضعف مستوى أسرته الاقتصادي.
وهكذا نرى كيف تكون الأعراض بسيطة في الظاهر قاصرة على تبلد الشعور وفقدان الإرادة ولكن الحالة تتطور تدريجياً.. فلا يفيدها العلاج كثيراً إذ أنها عادة ما تسأل النصيحة في وقت متأخر نوعاً.. ثم نرى كيف تستمر الحالة سنين طويلة دون أن يبدو فيها أعراض صارخة أو منذرة مما يصعب معه الحكم على طبيعة المرض وخطورته.
9- الفصام المتبقي (ورمزه في الدليل المصري صفر 7 / 8). ويطلق هذا التعبير على طائفة من الفصامين الذين مروا بنوبة فصامية حادة.. أو طور نشط من التطور الفصامي، ثم استطاعوا أن يتكيفوا لمرضهم رغم بقاء بعض أعراض الفصام مهما كانت طفيفة، وبالمقارنة بالطور النشط فإن الأعراض تصبح خامدة ومكررة وغير معوقة بنفس الدرجة من الحدة، إذ يتعود المريض عليها وتصبح جزءا من سلوكه.. وتتبقى درجة من ضحالة الشعور كقاعدة في أغلب الأحوال.
ومن وجهة نظر المريض ومن حوله نجد أنه قد تأقلم للحالة المرضية بنجاح نسبي، وبالتالي فإن هذا النوع يشبه إلى حد ما اضطرابات الشخصية ولكنه يتميز عنه بوجود نوبة فصامية نشطة أو حادة واضحة في تاريخ المريض.
حالة: م. ل. ن. "مهندس متزوج وله ولد وبنت أصابته نوبة فصامية في سن السابعة والعشرين واستمرت ستة شهور دخل أثناءها مستشفي للأمراض النفسية وعولج واختفت الهلاوس والضلالات المفككة واستطاع أن يستجيب لنظام المستشفي إلى حد ما.. ولكنه حين خرج لم يستطع أن يعاود حياته الزوجية كما كانت، واشتكى من بعض صعوبات في حياته الجنسية وبعد أربعة شهور طلق زوجته وتنازل عن حضانة طفليه مدى الحياة، ثم سعى إلى تغيير عمله من عمل تنفيذي إلى عمل مكتبي روتيني، وقطع صلاته بأصدقائه وباع كتب مكتبه إلا أنه ظل يذهب بانتظام إلى عمله وقال عنه أصدقاؤه إنه لم يعد يتجاوب لأي ممن حوله ولا يهمه فرح أو حزن، ولا يشغله إلا ملء ثلاجته بمأكولات تكفيه أسبوعاً على الأقل.. وقد قرر أهله أنه شفي.. وإن كانوا لاحظوا أنه قد انتظم على الشراب يومياً بكميات محدودة يقول إنها تساعده على النوم، وكان يتحفظ في معاملاته مع زملائه ويغلق مكتبه بمفتاح وقفل خارجي معاً دون أن يذكر سبب ذلك".
وهكذا نرى هذه الأعراض الإيجابية ولم يتبق سوى صفات سمات تبدو وكأنها جزء من شخصيته الجديدة، إلا أن الواضح هنا أنها كانت مختلفة تماماً عن شخصيته قبل المرض.
أنواع متفرقة أخرى: بالرغم من هذا العدد الذي ذكرناه من أنواع الفصام فأنه لا يمكن أن يغطي كل تصنيفات هذا المرض الخطير والصعب معاً.. فما زال هناك أنواع أخرى تخرج عن نطاق هذا العمل مثل الفصام الحالم Oneroid Schizophrenia حيث يكون المريض في حالة أشبه بالحلم معظم الوقت، وتبدو له الهلاوس وكأنه في تمثيلية درامية. وفصام الطفولة Childhood Schizophrenia الذي يحدث قبل سن المراهقة، وفصام ضعاف العقول Prof Schizophrenia.. وغيرها مما تدرج جميعها تحت العنوان فصام: أنواع أخرى(تذكر )(ورمزه صفر 7 / 9). وللحديث بقية........
الكاتب: أ.د يحيى الرخاوي
نشرت على الموقع بتاريخ: 30/06/2008
|
|
|
|
|
|
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com
|
حقوق الطبع محفوظة لموقع مجانين.كوم ©
|
|