دور وأهمية الانترنت في حياة الأستاذ الجامعي ::

الكاتب: د. بوفولة بوخميس، د. مزوز بركو
نشرت على الموقع بتاريخ: 13/09/2008

تهدف هذه الدراسة إلى معرفة واقع الأستاذ الجامعي الجزائري في خضم ثورة الإعلام والانترنت التي يعرفها العالم، وهي دراسة ميدانية طبقت على عينة من الأساتذة في مختلف فروع العلوم الإنسانية والاجتماعية وتمحورت حول مدى معايشة واستخدام الأستاذ الجامعي لهذه التقنية الضرورية لتطوير أداءاته وترقيته.
لقد طبق المنهج الوصفي التحليلي واستعملت أداة "الاستبيان" وتم التوصل إلى نتائج هامة تتعلق بدور وأهمية الانترنت في حياة الأستاذ الجامعي.

الكلمات الأساسية: أستاذ جامعي، انترنت، دور، الجامعة.
خطة العمل:
مقدمة
1- أهداف الدراسة
2- تحديد المفاهيم: أستاذ جامعي، انترنت، موقع انترنت شخصي، مدونة،موقع انترنت تجاري
3- منهج الدراسة
4- حدود الدراسة
5- الأدوات المستعملة في الدراسة
6- عرض عام للنتائج
7- التحليل العام للنتائج
الخاتمة
المقترحات والتوصيات
المراجع والملاحق

المقدمة
يتفاجأ الكثير من الباحثين الجزائريين لما يريدون الإبحار في مواقع انترنت الجامعات الجزائرية فلا يجدون حتى عناوينها وإن توفرت هذه العناوين وحاولوا الدخول إلى المواقع وجدوا صعوبات جمة في الاستفادة منها إعلاميا وعلميا، حيث تغيب البحوث والطبعات الالكترونية للمجلات الجامعية وحتى الإعلان والإشهار للكتب والمسابقات والمؤتمرات والملتقيات، وازداد هذا التفاجأ  أكثر لما نشرت المجلة الإسبانية "واب أمترايكس رانكينغ أف وولد اينيفارستيز web.a metric`s ranking of world .university`s" أخر تصنيف لمواقع انترنت جامعات  إفريقيا في جانفي 2008 حيث جاءت جامعاتنا (الجامعات الجزائرية) في مراكز متأخرة جدا (جامعة هواري بومدين جاءت في المرتبة 70افريقيا) رغم الكفاءات الجامعية الكثيرة التي تحظى بها الجامعة الجزائرية، إلا أن التهميش هو السمة الطاغية على هذه الكفاءات على جميع الأصعدة، كما يلاحظ أيضا انعدام التواصل العلمي بين الأساتذة الجامعيين رغم سهولته وفائدته وسرعته عبر النت، ويرجع هذا كله إلى ثقافة اللامبالاة والإهمال في الجامعة الجزائرية والجامعين على حد سواء.

فالأستاذ الجامعي بجامعة باتنة أو عنابة مثلا يجهد نفسه كثيرا لإيجاد مرجع يساعده في بحثه أو محاضراته بينما هذا الكتاب متوفر بجامعة وهران، ويكفي الإبحار في موقع لبعض الأساتذة أو الجامعة هناك لينال مراده في أسرع وقت ممكن، وهناك الباحث الذي لا ينال مراده إلا بالاتصال بأستاذ في جامعة طوكيو أو مركز بحث في كندا، وعدم معرفته وعدم توفره على الانترنت هو الذي يمنعه من تحقيق هذا الهدف الذي يبدو سهلا في الدول المتقدمة التي أعطت الأهمية القصوى لعالم الانترنت بينما يبدو لباحثينا أنها غاية لا تدرك إلا بشق الأنفس.

1) أهداف الدراسة: تهدف هذه الدراسة الميدانية إلى معرفة:
- مدى توفر الأستاذ الجامعي على الإمكانيات المادية التي تجعله يبحر في عالم الإنترنت.
- مدى استعمال الأستاذ الجامعي لعالم الإنترنت
- أهمية الانترنت في حياة الأستاذ الجامعي
- الصعوبات التي يتلقاها الأستاذ الجامعي في مجال الانترنت.

2) تحديد المفاهيم:
2-1) أستاذ جامعي Enseignant Universitaire :
يقصد بالأستاذ الجامعي كل يقدم المعرفة مهما كان نوعها وشكلها (محاضرات، أعمال تطبيقية، أعمال موجهة) للطلبة الجامعيين، ومهما كان المستوى والشهادة المحصل عليها (ليسانس، مهندس دولة، دراسات عليا، ماجستير، ماستر، دكتوراه) سواء كان مرسما أو مؤقتا أو مشاركا بالقسم الذي يُدرّس به.

2-2) الانترنت Internet :
- الانترنت هو شبكة إعلامية (Réseau informatique) تستخدم لربط عدد كبير جدا من الشبكات الإلكترونية فيما بينها والتابعة للمؤسسات الكبرى، أو الجامعات وكذلك الأفراد.
- وهو أيضا وسيلة الاتصال المفتوح لكل العالم، وهو ليس تحت سيطرة أحد (لا يخضع لسيطرة أي شخص) كما توجد مؤسسات لا حكومية تسير الجوانب التقنية له(D.BENABDESSELAM,2002,p :24)
- والانترنت هو شبكة الشبكات وبصورة أدق طريق سيار المعلومة ويحب الخبراء تسميته بـ:"القرية الكونية"(A.AGALENE,2002,p :139)

2-3) مدونة Blog :
هو كشكول (Bloc-notes) (إذا أخذنا الترجمة الفرنسية التي اقترحتها اللجنة العامة للمصطلحية هو كشكول شخصي أو جريدة عبر النات –Journal en ligne-)، يسمى أيضا كراسة واب(CARNET WEB) أو جريدة واب(JOURNAL WEB)، فالمدونة إذن هي مصطلح انجلو فوني يقصد به صفحة باب دينامية يحتوي على قائمة مقالات تسمى تذاكر (billets) أو نقاط(notes) مرتبة وقتيا –زمنيا- ترتب وتصفف المقالات وفق ترتيب زمني عكسي، أي الأكثر حداثة هو الذي يظهر في أعلى القائمة وهكذا (C.BECHET-2006-p :2).

2-4) المدونة الكونية (Blogosphére) والتي يقصد بها الحيز الصوري (Espace virtuel) الذي يتضمن كل المدونات المنشورة عبر الانترنت، وكذلك مجموع المدونين الناشرين على الواب.(C.BECHET-2006-p :09).

2-5) موقع انترنت شخصي (Blog= site personnel = blog personnel)
- ينتمي إلى حقل الذاتية والسيرة الذاتية، يمتد من رواية الحياة الخاصة إلى الشهادات عن الأحداث مرورا على عرض المعاش الخاص أو السيرة الذاتية الدينامية

2-5) موقع انترنت تجاري Site Commercial موقع تسيره مؤسسة أو شركة وتعرض فيه للبيع سلعة أو خدمات بمقابل مادي.

3- منهج الدراسة:
ينطوي البحث عموما على جانبين يكملان بعضهما البعض: منهج للبحث ومنهج للتفكير، ومن هنا فإن استخدام المنهج العلمي يتضمن محاولة الوصول إلى اليقين عن طريق الشك بإخضاع المعلومات أو البيانات للقواعد المنهجية الخاصة بالإحصاء والتحليل والتركيب، فالباحث في دراسته لا يخرج عن هذه القواعد المنهجية في تحديد الحقائق والتأكد من المعلومات. ويرى الباحثان أن المنهج الوصفي في أهدافه وأسسه وخطواته يعد الأنجع لبلوغ أهداف ومرامي هذا البحث: والمنهج الوصفي كما يراه كارل بيرسون "هو كل من يصف الوقائع وينظر في علاقاتها المتبادلة ويصف صياغتها إنما هو رجل علم يطبق المنهج العلمي"(زيدان عبد الباقي ص:28) ونحن اخترنا المنهج الوصفي التحليلي للقيام بوصف وكشف ماهية الظاهرة المراد دراستها وهي معرفة دور وأهمية الانترنت في حياة الأستاذ الجامعي. 

4- حدود الدراسة:
كان من الصعب تحديد مجالات الدراسة بدقة لصعوبة الاتصال بميدان البحث ورغم ذلك يمكن أن نشرح مجالات الدراسة فيما يلي:
4-1) المجال الزمني للدراسة: تحددت الدراسة زمنيا بالفترة الممتدة من جانفي حتى مارس 2008.
4-2) المجال المكاني للدراسة:تحددت الدراسة مكانيا بجامعتي:الحاج لخضرباتنة وباجي مختار عنابة
4-3) المجال البشري للدراسة: تحددت الدراسة بشريا بأساتذة جامعيين يُدرسون بكل من جامعتي باتنة وعنابة وكان عددهم 33 أستاذا جامعيا.

5- الأدوات المستخدمة في الدراسة: إن الوسائل المستخدمة في البحث ستكون متعددة وهي:
5-1) الاستبيان  تكونت استمارة الاستبيان من قسمين (أنظر الملحق):
- القسم الأول: يحتوي على معلومات وبيانات عن الأستاذ الجامعي وكان عدد البيانات المطلوبة ستة بيانات
- القسم الثاني: يحتوى على 26عبارة تمثل أربعة محاور توزعت على 18عبارة مغلقة و8عبارات مفتوحة وفيما يلي عرض لتوزع العبارات على المحاور :
*محور1 :يخص الإمكانيات والوسائل المتاحة لاستعمال الانترنت: ويحتوي على 6 عبارات مغلقة : 1، 7، 10، 12، 14، 16 ،
*محور2: يخص استعمال الشبكة العنكبوتية: والذي يشمل العبارات:2، 5، 8 والأسئلة المفتوحة 20، 21، 23، 24، 25، 62
* محور3: أهمية الأنترنات في حياة الأستاذ الجامعي: والتي تمثل العبارات3، 6، 9، 11، 13، 15، 17، 18
* المحور4: يخص صعوبات الانترنت: والذي يمثل السؤال المفتوح رقم 22

5-2) الأساليب الإحصائية: النسب المؤوية وتحليل المحتوى
*أ) النسبة المئوية: والتي يتم اللجوء إليها لإجراء مقارنات بين التكرارات التي تُلاحظ في الصفوف أو الأعمدة ،وهذا في حالة ما إذا وجدت الباحثة أن المعطيات لا تصلح لقياسها بـ: كا² ، بحيث يتم حساب نسبة  التكرارات ومقارنة المتغيرات الأكثر ورودا،مع مراعاة أن تُحسب النسبة الحرجة عند حساب النسبة المؤوية. وتحسب النسبة المئوية وفق المعادلة التالية:
% = التكرار× 100
          المجموع

ب) تحليل المحتوى: وفي تفسيرنا استجابات المبحوثين اعتمدنا تقنية تحليل المحتوى والذي هو:عبارة عن مجموعة من تقنيات استثمار المعطيات، ويعرف روجي ميكيلي R,MUCCHIELLIهذا الأسلوب بقوله : "تحليل المحتوى رسالة أو مستند هو بحث وتعداد للمعلومات الموجودة فيه، واستخراج المعاني التي تمثلها وأخيرا صياغة وتصنيف هذا المحتوى. (ROGERS ,MUCHEILLI 1979  P 15) فتقنية تحليل المحتوى تختلف باختلاف الخطاب أو الرسالة أو الاتصال المراد تحليله. وفي تحليل أجوبة الأسئلة المفتوحة من استمارة البحث  يقترح ميكيلي الطريقة التالية في تحليل المحتوى:
1- تقسيم وتشكيل الوحدات (العبارات أو الجمل) وفي هذه الدراسة كانت الوحدات عبارات.
2- توزيع وتصنيف العبارات تحت فئات كما يتم استخراجها من الإجابات.
3- تعداد تكراري للعبارات.
4- التحليل وفق المعطيات النظرية وما تتضمنه محتوى الأسئلة المفتوحة.
وهي نفسها الخطرات التي تم إتباعها، وقد راعينا خاصة المعايير المنهجية من صدق وثبات الوحدات كما تشير إلى ذلك كتب منهجية تحليل المحتوى أو تحليل المضمون (رشدي طعيمة :2004)

6- عرض عام للنتائج:
أ) خصائص العينة

1- من حيث الجنس

2- من حيث العمر

3- من حيث الشهادة

4- من حيث الجامعة

 5- من حيث الأقدمية

ب) خصائص محاور الاستمارة:

6- محور الإمكانيات والوسائل

6-1 توفر مقاهي الانترنت في مكان إقامة الأستاذ

6-2 إتقان الكتابة على جهاز الكمبيوتر

6-3 امتلاك جهاز حاسوب في المنزل

6-4 امتلك جهاز حاسوب في الجامعة

6-5 امتلك الانترنت في المنزل

6-6 امتلك الانترنت في الجامعة

6-7 إتقان وإدارة موقع انترنت

7- استعمال الشبكة العنكبوتية –الانترنت

7-1 الكتابة في مجلة إلكترونية

 7-2 تمتلك بريدا الكترونيا

7-3 تقديم الأستاذ للمحاضرات على شبكة الانترنت

8- أهمية الانترنت في حياة الأستاذ الجامعي

8-1 استفادة الأستاذ الجامعي من الانترانت

8-2 امتلاك موقع انترنت خاص بالأستاذ

8-3 تمتلك موقعا تجاريا

8-4 الانترنت ضروري للبحث الأكاديمي

 8-5 استعمال الانترنت في بحث الدكتوراه

8-6 استعمال الانترنت في الاتصال مع الآخرين

8-7 استعمال الانترنت في نشر المعرفة

8-8 تزور باستمرار المواقع المتخصصة

ج)  تحليل مضمون الأسئلة المفتوحة

9-1) عدد مرات استعمال الانترنت

التعليق على نتائج الجدول: هناك حوالي 15.15% من  الأفراد يستعملون الانترنت أقل من مرة واحدة في الأسبوع أو لا يستعملونه إطلاقا، في حين نجد أن 27.27% يستعملونه يوميا لامتلاكهم الانترنت المنزلي، مما يوضح أن امتلاك الانترنت في المنزل أحد العناصر الممكن أن تسهل استخدام وإتقان تقنيات الانترنت.

9-2) تعريف المجلة الإلكترونية:

التعليق على نتائج الجدول: نلاحظ أن 46.15% من تعاريف كلمة مجلة إلكترونية ناقصة أو خاطئة أو منعدمة، وقد قدم أساتذة الجامعة أنواعا مختلفة من التعاريف الخاصة بالمجلة الإلكترونية حيث أحصينا 20.51% من التعاريف كانت تعريف أداتية (وسيليه) في حين جاءت التعاريف البنيوية بنسبة 30.76% أما التعاريف الوظيفية فكانت بنسبة 15.38%، والتعاريف الوظيفية جاءت بنسبة 07.96 وأخفض نسبة كانت للتعاريف التربوية بـ: 02.56% فقط.
ومما يلاحظ على التعريف البنيوي أنه كان خاطئا بنسبة 33.33% مقارنة بخطأ التعريف الوسيلي 5.88% والخطأ الوظيفي 16.66%،  والاقتصادي 66.66% والتربوي 100%

9-3) عدد ساعات استعمال الانترنت يوميا:

التعليق على نتائج الجدول: لقد وجنا 81.81% من أفراد العينة لا يتجاوز الحجم الساعي اليومي لاستخدامه الانترنت ساعتان، بل نجد أن حوالي 54.54% منهم لا يستخدمون الانترنت سوى ساعة واحدة أو أقل في اليوم

9-4) الصعوبات المتصلة باستغلال الانترنت:

التعليق على نتائج الجدول: نلاحظ أن الصعوبات التي يعاني منها أفراد العينة في استغلال الانترنت ذات خمسة أبعاد حيث نجد الصعوبات الظرفية بنسبة 34.92%، والصعوبات التقنية بنسبة 23.80%، والاقتصادية بنسبة 17.46%، والتي تخص المضمون ومحتوى الانترنت بنسبة 14.28%، وأخيرا الصعوبات الارغونومية بنسبة 01.58%.

9-5) تعريف كلمة Blog:

التعليق على نتائج الجدول: يُلاحظ أن 69.23% من تعاريف أفراد العينة كانت تعاريف خاطئة أو منعدمة  لكلمة Blog ، حيث شكلت التعاريف الجزئية نسبة 30.76 % ، وهذا يدل على عدم إلمام الأفراد بهذا المفهوم وعدم معرفتهم به على الإطلاق.

9-6) رأي الأساتذة في شبكة الانترنت:

التعليق على نتائج الجدول: نلاحظ أن 81.48% من أراء أفراد العينة اهتم بإيجابيات شبكة الانترنت مقابل 12.96% منهم يرى فيها الجانب السلبي، ويجمع 01.85% منهم بأنها سلاح ذو حدين أي تحوي الجانب الإيجابي والسلبي وهي العبارة الشائعة الاستعمال، في حين امتنع 03.70% من أفراد العينة من الإجابة بخصوص هذه العبارة، وفيما يخص الإيجابيات  تمثلت خاصة في التقييم لهذه الشبكة 52.27% من مجموع الإيجابيات والوظيفية 36.36%، والاقتصادية 06.81% و البرغماتية 04.54%، أما الجوانب السلبية فتراوحت آراء أفراد العينة حول الانحراف وسوء الاستعمال.

9-7) أهم المواقع في علم النفس:

التعليق على نتائج الجدول: نلاحظ أن 39.02% من الأفراد لا يعرفون موقعا من مواقع الانترنت، كما أن 14.63%  يذكرون محركات بحث (moteurs de recherche) مثل «google,Yahoo» بدلا من مواقع، أي أنهم لا يفرقون بين الاثنين، و19.51 %  لا يعرفون كتابة موقع الكتروني بشكل صحيح ، و17.07 %  يكتبون أسماء مواقع بدلا من عناوينها المعهودة.

9-8) تعريف موقع تجاري:

التعليق على نتائج الجدول: نلاحظ عدم معرفة الموقع التجاري من قبل الأفراد في 37.50% من الإجابات، كما أن 53.12% من الإجابات خاطئة أو جزئية، وبخصوص التعاريف الصحيحة (نسبيا) فنجد أن 43.75% من الإجابات أعطت تعريفا اقتصاديا ، و15.62% أعطت تعريفا برغماتيا وظيفيا وأخيرا 03.12% أعطت تعريفا تقنيا.

7) التحليل العام للنتائج:
لأننا بصدد استطلاع أهمية عالم الإنترنت في حياة الأستاذ الجامعي فقد قادتنا نتائج هذا الدراسة الميدانية إلى نتائج هامة يمكن استعراضها في النقاط التالية:

7-1) الإمكانات المادية: يلاحظ فيما يخص "الإمكانات"  أن الجامعة هي سبب ضعف الإمكانيات المادية للأستاذ الجامعي فيما يتعلق بالانترنت، حيث نلاحظ عدم توفر أجهزة حواسب لكل أستاذ في الجامعة وعدم تمكنه من استخدام انترنت الجامعة إلا بإجراءات بيروقراطية تُفقد الأستاذ الرغبة في الإبحار، وكذلك عدم تشجيع الجامعة للأستاذ على تعلم واستعمال الإنترنت أكاديميا (تحفيزهم وتقييمهم)، ومن جهة أخرى لا تلزمهم بإتقان الانترنت.

7-2) استعمال الانترنت: لا يكتب الأساتذة الجامعيون ولا ينشرون بحوثهم على الانترنت سواء في مواقع أو مدونات أو مجلات الكترونية، ويغفل الأستاذ عن الدور الذي قد يلعبه الانترنت في تحسين الاتصال البيداغوجي بينه وبين طلبته حيث أنه بالإمكان نشر محاضرات الأساتذة على موقعه الشخصي والتفاعل مع الطلبة من خلاله.

إن أساتذة الجامعة لا يمتلكون ثقافة الانترنت ويجهلون بصورة واضحة مفاهيم عامة بديهية حول الانترنت. كما يميل أغلبية الأساتذة إلى إيجابيات الانترنت والقليل منهم ينبه إلى سلبياته مما يدل على أن الأساتذة مازالوا لم يكونوا فكرة محترفة عن الانترنت ولم ينخرطوا فيه بالدرجة التي تجعلهم يعون نقائصه وأخطاره.

7-3) أهمية الانترنت: يقول الأستاذ الجامعي أنه يستفيد من الانترنت لأنه ضروري للبحث خاصة في بحوث الدكتوراه، كما يستعمل البحث للتفاعل والتواصل مع الآخرين ورغم ذلك إلا أنه لا يملك لا مدونة ولا موقعا الكترونيا، ولا ينشر نتائج أبحاثه، وهو ما يدل على أن الانترنت يستعمل للاستقبال فقط وليس للإرسال، بمعنى أذق الاستفادة الخطية من جانب واحد وليس من الجانبين (فوائد متبادلة تأثير وتأثر).

7-4) صعوبات الانترنت: الصعوبات التي أبداها الأساتذة الجامعيون فيما يتعلق بالانترنت متعددة حيث يبرز هذا الوضع المزي الذي يعيشه الأستاذ الباحث الذي يفترض أن الانترنت أمر بديهي بالنسبة له، إلا أنه لم يستطع تطويعه لصالحه بسبب تأخره تقنيا وماديا وشكلا ومضمونا.

الخاتمة: إن عالم الانترنت عالم واسع المعرفة والمعلومات وهو القرية الكونية التي يتم من خلالها الاطلاع على أخبار العالم في لمحة بصر، ولا أحوج من الأستاذ الجامعي إلى مثل هذه الأداة الفاعلة في حياته العلمية والعملية، فهي تساعده على الاطلاع أكثر على كل ما هو جديد في مجال تخصصه، كما وتفتح له المجال للتعبير عن أفكاره وآرائه، كما يسهم من جهته في نشر المعرفة العلمية ويكون بذلك قدوة الطالب الجامعي الذي يصغي ويتعلم من محاضراته وانتاجاته التي يُفترض فيها الجدية والتجدد

التوصيات والاقتراحات
لتفعيل دور الانترنت وأهميتها في حياة الأستاذ الجامعي نقترح ونوصي باتخاذ التدابير والاقتراحات التالية:
7- إعطاء الأهمية لنشاطات الأستاذ عبر النات ودمج هذه النشاطات ضمن الترقية الأكاديمية.
8- مطلبة كل أستاذ جامعي بامتلاك موقع انترنت أو على الأقل مدون (blog) يعرض فيها محاضراته لطلبته ومن يشرف عليهم.
9- تفعيل التواصل والاتصال بين الجامعات عامة والجامعات الجزائرية خاصة عبر النات.
10- تفعيل الاتصال والتواصل بين الأساتذة في مختلف الجامعات عبر النات.
11- وضع جوائز قيمة لأحسن موقع انترنت خاص بالأستاذ الجامعي في الجامعة الجزائرية.
12- وضع جائزة سنوية لأحسن مدونة لطالب جامعي.
13- تشجيع إجراء نشاطات عبر النات (ملتقيات، مجلات، كتب... الخ)
14- نشر كل جامعة لكل البحوث المقدمة لديها (ماجستير، ماستر، دكتوراه)
15- على الدولة إعطاء أهمية للانترنت ودخول هذا العالم الخدماتي التجاري الذي مازالت الجزائر متأخرة فيه كثيرا.
16- منح مساعدات وتسهيلات للباحثين الذين يودون فتح مواقع انترنت محترفة-
17- على الدولة أن تعقد الاتفاقيات والعقود مع محركات البحث (moteurs de recherche) والمؤسسات المتكفلة والبنوك الخارجية لتمكين الباحثين من الاستفادة من الخدمات المأجورة المطلوبة في مختلف أنحاء العالم وباستعمال الدينار الجزائري.
18- لا ينجح نظام إلا بالانترنت لأن العلاقة البيداغوجية أستاذ-طالب وطالب-إدارة وأستاذ-إدارة  مهمة جدا لإنجاح هذا النظام ولا بد أن يسود التفاعل بين أطراف العلاقة البيداغوجية حتى يسود التفاهم والفائدة.
19- جعل إتقان أوليات الانترنت والإعلام الآلي شرط من شروط التوظيف في الجامعة الجزائرية.

المراجع المعتمدة:
1) المراجع العربية:
1- زيدان عبد الباقي (1973) : قواعد البحث الاجتماعي ، دار المعارف مصر ، ط3 .
2- رشدي طعيمة(2004) "تحليل المحتوى في العلوم الإنسانية"دار الفكر العربي،القاهرة، مصر.
3- بوفولة بوخميس(2004)" التربية الأسرية وأثرها في انحراف الأحداث" رسالة ماجستير غير منشورة ، قسم علم الاجتماع ، جامعة باجي مختار ، عنابة 2003
4- سليمة حمادي" جامعة هواري بومدين في المرتبة 70إفريقيا " في جريدة الشروق اليومي، العدد 2249، السبت 15مارس 2008.

2) المراجع الأجنبية:

3) C. BECHET,(2006) Crée son blog en 5miutes , Paris : Ed Eyrolles,
4) D.BENABDESSELAM,(2002( Premiers pas avec Internet, Alger : Enceclopedia édition
5) A. AGALENE,(2002) Je maîtrise sans peine l’informatique en 40 leçon, Alger : Enceclopedia édition
6) R.MUCHEILLI. (1979) :Les Méthodes  des Cas, Paris P.U.F,5em ed

الملحق
البيانات الأولية:
1           الجنس :           ذكر                أنثى
2           السن: من 20إلى29سنة         من30إلى 39سنة       من 40إلى 49سنة       من 50 فما فوق
3           الشهادة :        ليسانس         دراسات عليا                     ماجستير              دكتوراه
4           القسم:
5           الجامعة:
6           الأقدمية في التدريس

أمامك مجموعة من العبارات حول "أهمية الانترنت ودورها في حياة الأستاذ الجامعي" الرجاء منكم وضع علامة(X) أمام الإجابة التي تتوافق معك

 ل19-- كم مرة تستعمل الانترنت في الأسبوع؟..................................................
................................................................................................................
ك20- ما تعريفك للمجلة الإلكترونية...................................................................
.................................................................................................................
ك21-  كم ساعة تستعمل الانترنت في اليوم؟.....................................................
.................................................................................................................
ص22- اذكر الصعوبات التي تجدها في استغلال الانترنت؟.......................................
..................................................................................................................
ك23- ما ذا تعني لك كلمة Blog؟.......................................................................
.................................................................................................................
ك24- ما هو رأيك في شبكة الانترنت؟................................................................
.................................................................................................................
ك25- أذكر أهم مواقع الانترنت في تخصصك ؟.....................................................
.................................................................................................................
 ك26- ماذا يعني لك موقع تجاري؟....................................................................
.................................................................................................................