|
|
|
معلومات عن الوسواس القهري في الأطفال ::
الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 08/01/2008
أرسلت إلهام شحرور: طالبة دراسات عليا-قسم علم نفس-جامعة بيروت العربية - لبنان:
طلب مساعدة في الحصول على معلومات حول الوسواس القهري عند الأطفال حضرة الدكتور العزيز وائل المحترم ... تحية طيبة وبعد، ...... أنا من المعجبين جدا بموقعكم (مجانين) جد، ودائما أطلع عليه وأنهل منه المعارف والمعلومات القيمة التي تغني العقل والروح. كذا بالحلول التي تريحون بها كل قلب وكل نفس، وكل محتاج إلى استشاراتكم. وهي حلول مقنعة ورائعة.
وها أنا اليوم أطرق بابكم لأطلب منكم مساعدة في الحصول على معلومات عن الوسواس القهري عند الأطفال يساعدني في بحث جامعي في الدراسات العليا لعلم النفس، تحت عنوان (أثر الأسرة في اكتساب الأطفال لأعراض الوسواس القهري)..
حيث بحثت كثيرا ولم أجد لا في المواقع الالكترونية ولا في المكتبات، ولفت انتباهي كتابكم وهو للأسف غير متوفر عندنا في لبنان حول الوسواس القهري، لذا آمل الحصول عليه وإرشادي أين يمكن شراؤه، كذلك معلومات حول أثر الأسرة في اكتساب الأطفال لأعراض الوسواس القهري، فالوقت يداهمني فأنا طامعة في كرمكم في تلبية طلبي هذا
ولكم مني جزيل الشكر والامتنان...وكل عام وأنتم بألف خير
إلهام شحرور: طالبة دراسات عليا-قسم علم نفس-جامعة بيروت العربية - لبنان
تحياتي
24/12/2007
الأخت الزميلة إلهام أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وألف شكرٍ على ثقتك، أعدت لي ذكرى المعاناة التي جابهتني وأنا أبحث في هذه النقطة تحديدا أثر الوسوسة الوالدية على الأطفال ..... وللأسف لم أجد دراسات معنية مباشرة بالأمر وذلك حتى سنة بداية 2003 أثناء تحرير الكتاب الوسواس القهري من منظور عربي إسلامي.... والذي يمكنك الحصول عليه من خلال مراسلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت.... تسألين عن (أثر الأسرة في اكتساب الأطفال لأعراض الوسواس القهري)
وأذكر أنني كتبت فصلا في كتابي ذاك تحت عنوان تأثير الوسوسة الوالدية على الأطفال قدمت له قائلا: يعتبرُ هذا المبحثُ من المباحثِ التي لم تلقَ ما تستحقُّ من الاهتمام حتى الآن، ولعل السرَّ في ذلك يرجعُ إلى أن طب نفس الأطفال ما يزالُ في مرحلة متأخرةٍ عن تلك التي وصل إليها الطب النفسي العام كما أن ما نتكلم عنه في هذا المبحث إنما ينتمي إلى ما يشبهُ الطب النفسي الوقائي وهذا العلم أيضًا ما يزالُ في بداياته على مستوى العالم؛ ولا أدري هل سؤالٌ مثل سؤال ما هوَ تأثيرُ الوسوسة الوالدية على الأطفال؟ هوَ سؤالٌ لا يخطرُ على بال أحدٍ من الباحثين في الطب النفسي أم أن هناكَ أسبابا تتعلقُ بصعوبة إخضاع أطفالِ الأسرةِ التي يكونُ أحد الوالدين فيها موسوسًا للدراسة من جانب الباحثِ النفسي؟، يبدو أن هذا هوَ السبب وإن كانَ هذا الافتراضُ قد يصحُّ في بلادنا التي ما يزالُ الناسُ فيها يزورونَ الطبيبَ النفسي في الخفاء ولكنهُ من الصعبِ أن يصحَّ في غير بلادنا، ورغم ذلك فإن الحقيقةَ أنني لم أجد رغم بحثي في كل محركات البحث المتاحة على الإنترنت أي بحثٍ في هذا الموضوع، لكنني أمتلكُ الكثيرَ من الملاحظات التي حفرتْ في ذاكرتي أثناءَ عملي مع عائلات مرضاي من الموسوسين (وائل أبو هندي 2003).
وكانت هناكَ نظريةٌ تتعلقُ بهذا الموضوع(Anthony ، 1957) حيثُ كانتْ تقولُ بأن معظم الأطفال الذين يعانونَ من التبرز اللاإرادي الثانوي Secondery Encopresis "أي الذي يحدثُ بعد فترةٍ من اكتساب القدرة على التحكم في عملية التبرز، وليس التبرز اللاإرادي الأوليPrimary Encopresis والذي غالبًا ما تكونُ أسبابهُ عضويةً أو نتيجةً للإهمال عملية التدريب على استخدام الحمام من جانب الأم"، معظم هؤلاء الأطفال يكونونَ أطفالاً لأمهات من صاحبات الشخصية القسرية، إلا أن هذه النظرية لم تلقَ كثيرا من الدعم خلال الممارسة العملية للطب النفسي(Olatawura ، 1973)، فقد وجدَ أن القلقَ هوَ أكثرُ سماتِ هؤلاء الأطفال كما أن سمات الشخصية القسرية ليست هيَ سماتُ اضطراب الشخصية الوحيد ولا حتى الأغلب بينَ أمهات الأطفال المصابين باضطراب التبرز اللاإرادي.
وفي دراسةٍ غربيةٍ حديثةٍ طريفةٍ درس تأثيرُ الوسوسة الوالدية على الاستجابةِ لأحد عقاقير الماسا الأوروبية، حيثُ شارك في الدراسة أحد عشر طفلاً ومراهقًا من مرضى الوسواس القهري إضافةً إلى أحد والدي كل واحدٍ منهم وأعطت الدراسةُ نتيجةً تعاكسُ كل ما توقعناهُ فقد كانت الاستجابةُ للعقار في الأطفال أفضلُ بكثيرٍ في أطفال الوالد الموسوس منها في الحالات الأخرى التي يكون فيها الوالد سليمًا أو مريضًا باضطراب نفسي آخر غير الوسواس القهري (Yaryura-Tobias et al.،2000)، ويفهمُ من هذه النتيجة أن للوسوسة الوالديةِ تأثيرًا إيجابيًّا على الطفل المصاب باضطراب الوسواس القهري! ولعل ما يفسر ذلك هوَ كونُ الوالدين على علمٍ بسخافة وصعوبة المرض وبضرورة علاج الطفل منه لكنني لا أظنُّ مثل هذه النتائج يمكنُ أن تشابه نتائج دراسةٍ تجرى في بلادنا لسبب بسيط هوَ أن معظمَ الكبار من الموسوسين لا يعالجونَ ولا يعرفونَ أنهم مرضى.
إلا أن الدراسات التي أجريت لبيان تأثير أساليب التربية الوالدية على المرضى النفسيين بينت تأثيرًا سلبيًّا لزيادة الحماية الوالدية Parental Protectiveness للأطفال خاصةً في حالة اضطرابات القلق(Turgeon et al.،2002) والتي تشمل اضطراب الوسواس القهري لكن هذه الدراساتُ حتى الآن تعتمدُ على تذكرِ الكبار من المرضى لأيام طفولتهم وهوَ ما يشككُ في النتائجِ إلى حد ما، إذن فعلى الرغم من أن التخيل والتوقعَ والبناءَ على الفهم ممكنٌ إلا أن الاستنتاجات التي نصلُ إليها لا تكونُ دائمًا صحيحةً ، وهناكَ خاصةً في مسألةِ تأثرِ الأطفال بطريقة التربية أو أسلوب التعامل الوالدي،هناكَ عوالمُ من الاحتمالات في حقيقة الأمر ولا يعلمُ الغيبَ إلا الله لأن التفاعل بينَ المادة الوراثية والظروف البيئية إنما يستطيعُ إعطاءَ احتمالاتٍ لا حصرَ لها وبعض الدراسات الغربية (Parker et al.،1979)و(Haffner، 1988) و (Leckman et al.،1999) تؤيدُ ذلك حيث تبينُ أن الوالدين الموسوسين يعطونَ أطفالهم اهتمامًا أكثرَ من غيرهم وهوَ ما يفتقدُ إليه الكثيرونَ في الغرب.
فلا نستطيعُ أن نعمِّمَ ونقولَ أن تأثيرَ الوسوسة الوالدية على الأطفال هوَ كذا أو كذا لأن طريقةَ تشكل السمات الشخصية لا تقاسُ ولا يصحُّ التنبؤ بهذه السهولة، وكلُّ ما نستطيعُ قولهُ هوَ أن الوسوسة الوالديةَ كثيرًا ما تحمل الأطفالَ ألمًا نفسيا ومعاناةً ربما يكونُ لها أثرٌ على سلوكِ الطفل فيما بعد ، كما يمكنُ أن تكونَ لها تفاعلاتٌ مع ما يحملهُ هذا الطفلُ من مورثات جينية يأخذها من الأب الموسوس أو الأم الموسوسة ولكنَّ الشكل الذي سنصلُّ إليه في النهاية يصعبُ التنبؤ به.
يمكنك يا إلهام أن تقرئي على مجانين: الوسواس القهري في الأطفال تأثير الأم الموسوسة على الأطفال
كما أعدك بأن أتابعك بمقالين في الموضوع واحدا كل أسبوع ........ وفقك الله ويسر لك بحثك وهداك إلى استنتاجات صائبة، إن شاء الله ننشرها على مجانين.
المراجع العربية : وائل أبو هندي (2003): الوسواس القهري من منظور عربي إسلامي، عالم المعرفة إصدار يونيو 2003 عدد 293.
المراجع الأجنبية: 1. Anthony، E.J.(1957): An Experimental Approach to the Psychopathology of Childhood: Encopresis. Brit. J. Med. Psycho.، 30، P: 146-175. 2. Olatawura ، M. (1973): Encopresis: A Review of Thirty Two Cases. Acta Psychi. Scandinavica .V. 62،P 358-364. 3. Yaryura-Tobias JA، Grunes MS، Walz J، Neziroglu F (2000): Parental OCD as a prognostic factor in a year long fluvoxamine treatment in childhood and adolescent OCD. Int Clin Psychopharmacol 2000 May;15(3):163-168. 4. Turgeon L; O'Connor KP; Marchand A; Freeston MH (2002): Recollections of parent-child relationships in patients with OCD and panic disorder with agoraphobia. Acta Psychiatr Scand - 105(4): 310-316. 5. Parker ، G. ، Tupling، H.، and Brown ، L. (1979) : A Parental Bonding Instrument. British Journal of Med. Psychology. V. 52، P: 1-10. 6. Haffner، R.J.(1988): OCD: Questionnaire Survey of a Self Help Group Int. J.Social Psychiatry.V. 34، P : 310-315. 7. Leckman،J.F. Mayes،L.C. Feldman،R. Evans،D.W. A.O. (1999): Early parental preoccupations and behaviors and their possible relationship to the symptoms of OCD. Acta Psychiatrica Scandinavica، n.sup.396، p.1-26 ،
الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 08/01/2008
|
|
|
|
|
|
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com
|
حقوق الطبع محفوظة لموقع مجانين.كوم ©
|
|