إغلاق
 

Bookmark and Share

ما هو مصدر الفكرة التسلطية الأولى؟ مشاركة1 ::

الكاتب: أ. رفيف الصباغ
نشرت على الموقع بتاريخ: 14/03/2009


أرسل مغترب (28 سنة، مهندس، بريطانيا) يقول:

مصدر الفكرة التسلطية (الوسواسية) مشاركة

الأخ الكريم الدكتور وائل؛ وددت أن أعلق على مشاركة الأخت أمينة بأني وفي سن الثامنة عشر حدث لي مثل ما حدث للأخت حيث أني شهدت حادث تصادم سيارة بأخرى ووفاة شباب في مقتبل العمر ومنذ ذلك الحين بدأت الأسئلة تدور في رأسي ماذا بعد الموت وماذا بعد الحساب وزاد من حدة تلك الأسئلة أني كنت حينها في رمضان وفترة التمسك بالعبادة ومحاولة الخشوع في الصلاة .. لكني لا أعتقد أن الخوف هو السبب أو محاولة الدفاع لأني أتذكر أن مجرد ورود هذه التساؤلات في ذهني شككني في عقيدتي وأدخلني في حلقة مفرغة كنت سأجن على إثرها لولا لطف العزيز اللطيف؛ كما أني أعتبر نفسي مهيئا للأفكار الوسواسية فقبل الأفكار الكفرية كنت أعاني من اضطرابات نفسية نتيجة للطفولة الصعبة والحرمان الذي عانيته.

أرجوك حضرة الدكتور أن ترسل لي ولو إيميل فارغ لكي أعلم أنك اطلعت على هذه الرسالة لكي تتم الفائدة من أجل مجتمع عربي مسلم سليم خالي من الوسواس القهري، كما أني أقترح أن يتم عمل حملات توعية في المدارس الإعدادية بمفاهيم الأفكار التسلطية القهرية وأن صاحبها لا تقع عليه أي مسؤولية دينية أو على الأقل يقوم أساتذة العقيدة والتربية الإسلامية بتنبيه التلاميذ إلى أحاديث رسول الله بهذا الشأن وأن ورود هذه الأفكار وما يصاحبها من ألم نفسي هو كمال الإيمان.. لأنك لن تتصور ولن تتخيل العذاب والألم الذي قد تشعر به بعد أن تشعر بأنك فقدت أهم وأعز ما تملك وأن مصيرك النار والعياذ بالله.

نسأل الله العلي القدير أن يجعل كل حرف كتب في هذا الموقع في ميزان حسناتك ويبارك لك في صحتك وأعمالك وأوقاتك وذريتك

أخوك المغترب

24/1/2009

* ثم أرسل مرة اخرى يقول:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخي العزيز فضيلة الدكتور وائل؛
أصبح موقع مجانين مثل موقع البي بي سي والجزيرة لا أبدأ يومي إلا بعد أن أتصفح المقالات والمشاركات الجديدة وذلك لوعيي بمدى أهمية الوعي النفسي وتأخرنا في هذا المجال أي الوعي الشعبي بالأمراض النفسية وانتشار الدجل والمفاهيم الخاطئة كالخلط بين المرض النفسي والمرض العقلي و..... الخ وهذا حديث يطول.

ما وددت أن أقوله تعليقا على مقالك الرائع.. أني في المملكة المتحدة منذ أربعة أشهر لاستكمال دراستي العليا بعد أن قامت إحدى الشركات بتحمل مصاريف دراستي وتوفير وظيفة لي بهذه الشركة، ومنذ وصولي وأنا ينتابني القلق والوساوس والأفكار التشاؤمية بدأن من الأموال التي تدينتها في مصاريف السفر وكيف سأسددها وكيف سأوفر بالرغم من أن مرتبي يكفي لسكني ومصاريفي اليومية ومن ثم هل أنا كفء وهل الإدارة راضية عن أدائي أم أنهم يتصيدون لي الأخطاء للتخلص مني، وبعد أن وفقني الله لحل كل هذه المعضلات لم يبقى سوى هل سأوفق بين العمل والدراسة وهل.... وهل..... الخ... لكن سبحان الله كنت وكلما اندفعت إحدى هذه الأفكار إلى رأسي تذكرت قول الله تعالى... بسم الله الرحمن الرحيم الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء... واستعذ بالله

والحمد لله رب العالمين تخلصت من هذا القلق وتمسكت بحبل الله المتين وما من مشكلة إلا وسخر لها ربي حل، وددت فقط المشاركة تصديقا لكلامك.. بارك الله فيك أخي الكريم وأطال الله في عمرك والسلام عليكم
ملاحظة أخوك من النوع المهيأ نفسيا للوسواس كما ورد في مشاركة سابقة.

24/1/2009

السلام عليكم:
الأخ الفاضل، شكراً على مشاركتك التي تقوي وتؤيد ما ذكره الدكتور وائل –حفظه الله- من أن الكروب الحياتية والخوف وسط بيئي يهيئ للوسوسة -خاصة عند ذوي الاستعداد- أكثر منه مصدراً للفكرة الوسواسية. وكذلك ما ذكرته -من تغلبك على الوساوس بفضل استعانتك بالله والاستعاذة من الشيطان- يقوي دور الشيطان في وسوسة الموسوسين. والشيطان لا ينجو الإنسان السليم المعافى من وسوسته، فكيف به إذا كان مستعداً لقبول الوساوس والوقوع في براثنها؟! وقد صرحت الأحاديث بدور الشيطان في الوساوس الدينية، وليس هناك ما يمنع تدخله في الوساوس غير الدينية أيضاً. والالتجاء إلى الله تعالى والاستعاذة به وتذكر آياته وأوامره فيه شفاء من الوساوس ببركة الاتباع أولاً، ولما في استحضار الآيات والأذكار وفهم معانيها من تصحيح للمعارف الخاطئة التي تزج بالإنسان في أنواع مختلفة من الوساوس.

وأما بالنسبة لاقتراحك بإجراء حملات توعية، فمن المفروض أن يكون هناك توعية في الصحة النفسية وغيرها في المدارس، ولكن التقصير في ذلك من الناس أنفسهم قبل أن يكون من الجهات المسؤولة، فمن المعروف أن الذي يتعلم أحكام الإسلام على النحو المطلوب منه، والمفروض عليه، من أوائل ما يتعلمه أن هذه الوساوس لا يؤاخذ بها الإنسان، وأن الانزعاج منها دليل على كمال الإيمان.... فمن الواجب على الإنسان أن يعلم حكم ما يجري في صدره وما يدور في عقله! حتى يعرف كيف يطيع الله تعالى في ذلك. ولا أدري بعد هذا لماذا لا يسارع الناس لتعلم أحكام دينهم التي فيها راحتهم في الدنيا والآخرة؟!

اقرأ أيضاً:
منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري (11)



الكاتب: أ. رفيف الصباغ
نشرت على الموقع بتاريخ: 14/03/2009