إغلاق
 

Bookmark and Share

مصدر الفكرة التسلطية الأولى مشاركة3 ::

الكاتب: أ. رفيف الصباغ
نشرت على الموقع بتاريخ: 04/07/2009


مصدر الفكرة التسلطية الأولى

أرسلت sundes (مهندسة مدنية، 40 سنة، العراق) تقول:

أشكر لكم تفضلكم بالرد على مشاركاتنا وجزاكم الله خيرا وسدد خطاكم,
أخي العزيز يبدو أنني لم أتمكن من إيصال فكرتي بشكل واضح فأستميحكم عذرا. سأحاول التوضيح على أمل إيصال المادة.

لقد كان كلامي عن بناء فكر وشخصية وسلوك الأطفال في بداية تنشئتهم حتى مرحلة النضج واكتساب الشخصية والخلق,
- فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (كل مولود يولد على الفطرة, فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه), فالله تعالى كونه حرم الظلم على نفسه, خلق الكل على الفطرة المسلمة السوية التي تعلم الخير والشر وتمَيّز بينهما ومنحها القدرة على اختيار أحدهما مع تزيين الإيمان في القلوب وتكريه الكفر والفسوق والعصيان إليها بالفطرة (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) (الحجرات:7)، وأبواه (الأسرة أو من نشأ عندهم والبيئة المحيطة به من شارع وأصدقاء ومدرسة وإعلام و....) هما اللذان يحددان للطفل المعتقد والفكر والسلوك أو الخلق ويبرزان الايجابيات أو السلبيات في شخصيته وهذا لا يتعارض مع وجود أنماط وشخصيات متنوعة ومتعددة (مثل شخصية أبو بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب والتي حصلت جميعها على رضوان الله تعالى مع اختلافها,, ووجود شخصيات أخرى كثيرة على مر الأزمنة) ولا يتعارض أيضا مع وجود شخصيات لها القابلية أو الاستعداد للإصابة ببعض الأمراض النفسية أو الجسمية متى توافرت العوامل المساعدة والسلوك التعاملي المساعد لتحويل الاستعداد الشخصي إلى حالة ومرض؟

وهذا هو بيت القصيد, فإلمامنا أو إلمام القائمين بتنشئة أجيال جديدة بالعلوم القرآنية الصحيحة وخلق الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الرسول التعاملية والبنائية والتقويمية والتوجيهية و... وإلمامنا بعلوم التنمية البشرية التي لا تتعارض مع المفاهيم القرآنية وصحيح سيرة الرسول والعلوم التعاملية النفسية التي تطرحونها في موقعكم وغيرها, تقلل في المجتمعات إلى حد كبير جدا الأمراض النفسية وحالات الكآبة والقلق وما إلى ذلك كثير أو تبقيها في طور الشخصية على الأقل.

أخي الفاضل أنا متفقة معكم أن هناك فارقا كبيرا بين أمراض القلوب حسب المصطلح القرآني وبين الأمراض النفسية والجنون, وبين طرق وأساليب علاج كل منهما، ومتفقة معكم أنه لا يجوز لأحد الحكم على المريض النفسي أو المجنون بالكفر وما إلى ذلك بل إنه يحتاج إلى دعم ومساندة وسلوك تعاملي مناسب لكل حالة وإلى علاجات وأدوية في بعض الأحيان, فاتهامنا له بذلك ظلم كبير والله لا يحب الظالمين مع العلم أن الله تعالى خفف كثيرا من الأحكام على المرضى بشكل عام فكيف بالنفسيين, ألا يكفيهم المعاناة والحالة النفسية السيئة التي يعيشونها؟

وأخيرا:
نحن نعلم عظيم الجهود والطاقات التي تبذل لتوجيه الفطرة إلى غير مبتغاها وعظيم الفساد الذي يعم المجتمعات والنفوس بل حتى في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، وعظيم الأمراض النفسية والبدنية والقلبية التي تفتك بالناس أيضا بما كسبت أيديهم مما يتطلب منا جهودا مماثلة بل أكثر لشفاء القلوب والنفوس ولإصلاح البر والبحر.
0 أدعو الله أن يتقبل منكم ما تقومون به ويضعه في ميزان حسناتكم ويصلح بها القلوب والنفوس ودمتم على الخير والتقوى وشكرا.
0 لي طلب إن أمكن أريد معلومات وصيغ تعامل وعلاج لحالة البارانوية أو وهن العظمة, والأساليب والطرق التعاملية مع شخص في مرحلة التحول من شخصية إلى حالة ومرض على حد قول الأطباء مع جزيل الشكر والامتنان.

18/5/2009

السلام عليكم؛
الأخت الفاضلة: كلامك هذا لا غبار عليه، وقلت لك في المشاركة الماضية أنه صحيح في مجمله، ولكن كان الاعتراض الأساسي على علاقته بمصدر الفكرة التسلطية الأولى...

أسأل الله تعالى أن يعيننا جميعاً على بذل الجهد في سبيل نشر الحق والفضيلة، وأن يتقبل منا ذلك..

* ويضيف د. وائل أبو هندي الأخت الفاضلة المهندسة "sundes" أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك وعلى مشاركاتك المتتابعة التي أتمنى ألا يكون تأخرنا في الرد عليك قد عطلها كثيرا.... أولا أعتذر عن التأخر أكثر من شهر.... فمجيبتك النجيبة رفيف لم تتأخر ولكنه أنا الذي لما ارتأيت أهمية أن أضيف قررت أن تنتظر هذه المشاركة حتى أفرغ لها.... وانشغلت وانشغلت حتى ظننته والله دهرا فإذا هو فقط شهر، ما علينا... لي تعليق ولي إجابة لطلبك يا مهندسة "sundes"

فأما التعليق فهو من فهمك لاضطراب الشخصية Personality Disorder وكأنه مستوى فقط من مستويات المرض النفسي حين تقولين (........ قلل في المجتمعات إلى حد كبير جدا الأمراض النفسية وحالات الكآبة والقلق وما إلى ذلك كثير أو تبقيها في طور الشخصية على الأقل). وفي موضع آخر (وجود شخصيات لها القابلية أو الاستعداد للإصابة ببعض الأمراض النفسية أو الجسمية متى توافرت العوامل المساعدة والسلوك التعاملي المساعد لتحويل الاستعداد الشخصي إلى حالة ومرض؟) وتقولين كذلك: (الأساليب والطرق التعاملية مع شخص في مرحلة التحول من شخصية إلى حالة ومرض على حد قول).

إذن أنت ترين الاستعداد الشخصي أو (طور الشخصية) مرحلة أولى تسبق الحالة والمرض وهو أمرٌ ربما وجد ما ينفيه وما يثبته.... لا أريد إتعابك معي ولكن فقط أحب أن أوضح أن أوضح مفهوما أخشى أنه غائب لديك ولدى كثيرين عن ما يسميه الطبيب النفساني اضطرابات الشخصية فاقرئي الارتباطات التالية من على مجانين:
تركيب‏ ‏الشخصية‏ ‏
أنواع اضطرابات الشخصية
مدخل إلى الطبع والشخصية
تصنيف اضطرابات الشخصية(2)
هل اضطراب الشخصية له علاج (2)
قادة العالم واضطرابات الشخصية(2)

وأما الإجابة عن طلبك تقديم معلومات عن صيغ تعامل وعلاج لحالة البارانوية أو وهن العظمة, وهو ما نسميه على مجانين التفكير الزوراني أو الزّوري أو الاضرابات الزورانية فعندنا كثير على الموقع عن هذا الموضوع ويمكنك أن تقرئي:
ظناني أو زوراني المهم العلاج!
عندي وسواس.. بل أفكار زورانية
اضطراب زوراني؟ غيرة مرضية؟ ومخدرات
اضطراب زوراني غالبا ذهاني
واقرئي أيضًا: كيف يمكن التعامل مع الزوراني

وأما سؤالك الأخير عن والأساليب والطرق التعاملية مع شخص في مرحلة التحول من شخصية إلى حالة ومرض فهي بشكل عام ما نكتبه على مجانين ما يكتب من صنفه فأهلا بك كل يوم تتابعين وتعرفين.



الكاتب: أ. رفيف الصباغ
نشرت على الموقع بتاريخ: 04/07/2009