الكماليةُ وعدمُ الاكتمال في الموسوسين ::
الكاتب: أ.د وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 29/05/2010
كلٌّ من الرغبة في الكمالية Perfectionism والإحساس بعدم اكتمال الفعل Incompleteness -وبالتالي الرغبةُ في إعادته أو تكراره طمعًا في الوصول إلى الكمالية- يعذبُ كثيرين من مرضى اضطراب الوسواس القهري ونستطيعُ أن نجدَ علاقةً ما بين هذين الصفتين وبينَ الشك في إتمام الفعل لأن المريضَ الذي يشكُّ لا يشكُّ دائمًا في هل فعلتُ الفعل أم لم أفعلهُ لكنهُ كثيرًا ما يشكُّ في هل فعلتهُ على نحو التمام والكمال أم لا، ثم يكررُ الفعل بالتالي إلى أن يحسَّ بأنهُ فعلهُ بشكلٍ كامل! ونجدُ هذا النوعَ من الإحساس أيضًا في واحدٍ من اضطرابات نطاق الوسواس القهري هوَ اضطراب توريت أو اضطراب العرات المزمنChronic Tic Disorder حيثُ يظلُّ المريضُ يكررُ العرةَ أيَّ عددٍ من المرات إلى أن يحسَّ بأنهُ فعلها بالشكل الصحيح الكامل، وتسمع تعبيرات كالسابقة في بعض مرضى نتف الشعر Trichotilomania ، أي أنَّ الذي يبدو أن هذه الصفةَ ليست متعلقةً فقط بمرضى اضطراب الوسواس القهري وإنما به وبغيره، بل لعلها أكثرُ تعلقًا بمرضى اضطراب الشخصية القسرية أو القهرية.
الكماليةُ أيضًا صفةٌ محمودةٌ عندما تكونُ موجودةً في بعض الأشخاص بشكلٍ يخدمُ مثلاً وظائفهم كالأطباء والطيارين، فأنتَ تجدُ الجراحَ الذي يسعى إلى الكماليةِ دقيقًا في موعده وفي جراحته وفي تنفيذه لأدق تفاصيلها، لكنكَ في ذات الوقت تجدُ أن الجراح الذي يفرطُ في ذلك يزعجُ طبيبَ التخدير لأنهُ يعرضُ حياة المريض للخطر بسبب طول الفترة التي يريدُهُ فيها مخدَّرًا، لكي يتمكنَ من إتمام كل شيءٍ بالدقة التي يريدها، ثمَّ أن هناكَ علاقةٌ ما بين الكمالية وما بينَ الشك وبينَ التردد Indecisiveness والذي يمكنُ أن يكونَ سببًا للبطءِ الوسواسي خاصةً في اتخاذ القرارات، وموقفُ الجراح بالطبع لا يسمحُ لهُ بالتردد.
ويمكننا تعريف الكمالية Perfectionism بأنها "جَعْل أيّ خطأ بسيط سيئا مثل عيب كامل والرغبة في الوصول بالأداء إلى مستويات قياسية مما يؤدي إلى بطء الأداء وكثيرا ما يؤدي إلى التكرار..... والكمالية تختلف عن إتقان العمل أو إحسانه وتشمل في صورتها المرضية 3 سمات معرفية سلوكية هي: 1- وضع معايير عالية جدا للأداء (لنفسك أو للآخرين) والكفاح المستمر لتحقيقها، برغم كونها صعبة بالنسبة للفرد، ويراها من ينظر من الخارج غير معقولة بالنسبة للفرد وظروفه. 2- تقييم النفس/ الآخر دائما على أساس القدرة على تحقيق المعايير. 3- عدم القدرة على التخلي عن هذه المعايير رغم الاعتراف بالتضرر من آثارها السلبية.
وليست الكمالية تشخيصا مرضيا من تشخيصات الطبيب النفساني إلا أن التفكير المتسم بالكمالية أو الرغبة في الكمالية والمطالبة بها في أداء الذات أو أداء الآخر كلها صفات وسمات تكمن خلف كثير من التشخيصات مثل اضطرابات الاكتئاب والقلق ونوبات الغضب واضطراب الوسواس القهري ومشكلات العلاقات بين الأشخاص وغيرها من تشخيصات الطبيب النفساني.
ونستطيع حسب تصنيف عالمي النفس بول هيويت Paul Hewitt وجوردون فليت Gordon Flett تمييز ثلاثة أشكال للكمالية هي الكمالية الذاتية والكمالية الآخرية والكمالية الاجتماعية..... ومن الشائع أن نجد الأشكال الثلاثة في نفس الشخص... وأبين في السطور التالية الفرق بين أشكال الكمالية الثلاثة: (1) الكمالية الذاتية أو الكمالية الموجهة للذات Self-Oriented Perfectionism : وهؤلاء أناس وضعوا لأنفسهم معايير عالية جدا للأداء في كل شيء يكافحون دائما للوفاء بها، وكثيرا ما نجد في تاريخ طفولتهم: - أبا أو أما أو والدين اتسما بالكمالية الموجهة للطفل فلا يعجبهم معظم ما يفعل، فيعتاد الطفل على ضرورة الأداء المثالي النموذجي ليرضي الأب أو الأم، والذين عادة ما يشعرونه بالخزي جراء أخطائه البسيطة، مما يرسخ في ذاته الشعور بالفشل أو عدم القدرة على تحقيق النجاح، وعندما يكبر الطفل نجد غالبا أنه ثنائي التفكير (أبيض أو أسود، كل شيء أو لا شيء ليس هناك وسط) يشعر في داخله بضرورة الحرص على الكمالية لأنها الطريقة الوحيدة لستر حقيقة أنه يفشل دائما.
- تاريخ ضرار جسدي أو نفسي في الطفولة فكثيرا ما ينتج عن ذلك اعتقاد أنهم أخطأوا خطئا ما فاستحقوا تلك العقوبة، وبالتالي يحرصون على الكمالية تجنبا لأي خطأ جديد لكي لا تقع عقوبة جديدة.
- تاريخ اضطرار لتحمل مسئولية كبيرة في سن مبكر قبل اكتساب المهارات المطلوبة مما يتسبب في صراع عادة ما يؤدي إلى الفشل وترسيب القابلية له في الذات، والحقيقة أن الكمالية الموجهة للذات في جوهرها ما هي إلا دفاعٌ مستمر ضد الفشل أو التهديد بالفشل.
ومن النادر جدا أن يرضى هؤلاء عن أي من نواحي المظهر أو الأداء، فهم يضعون المعايير العالية ويقيمون أنفسهم وجدارتهم على أساس الوفاء بها، وإذا بلغوا تلك المعايير لم يفرحوا كثيرا وإنما يضعون معايير جديدة أعلى! أو ببساطة يتجهون ناحية هدف كمالي جديد، كذلك كثيرا ما نجد هؤلاء الناس يقبلون الخطأ والتقصير من الآخرين ويغفرونه لكنهم لا يسامحون أنفسهم ولا يغفرون لها الخطأ أو التقصير.
(2) الكمالية الآخرية أو الكمالية المُوَجهة للآخر Other-Oriented Perfectionism : وهؤلاء أناس يضعون معايير أداء عالية جدا ولا واقعية ويطالبون الآخرين (غالبا من ذويهم) بالوفاء بها، وهم غالبا غاضبون من تقصير الآخرين وخائبو الأمل فيهم، وكثيرا ما يتسبب ميلهم للانتقاد في اعتزال الآخرين لهم، ونظرا لرغبتهم في أن تؤدى المهام بطريقتهم فإنهم غالبا ما يسرفون في العمل وغالبا ما تكون لديهم صعوبة شديدة في تفويض الآخرين، وعدم اطمئنان لقدرة الآخرين على الأداء بالطريقة التي يؤدي هو بها.
(3) الكمالية الاجتماعية أو الكمالية المُرْجَعَة للمجتمع Socially Prescribed Perfectionism وهؤلاء يعتقدون أن الآخرين يتوقعون منهم مستويات أداء عالية من غير المعقول أن يقدروا عليها، وهم يبنون تقديرهم لذواتهم بناء على رأي الآخرين وهم غالبا تعلموا منذ الصغر أن تحقيق الأهداف هو السبيل الوحيد للحصول على الحب والرعاية، وهم بالتالي دائما ينتظرون التقييم الإيجابي والمكافأة من الآخرين، وهو ما قد يجعل علاقاتهم مشكلة ولو بعد حين.
وإذا أردنا أن نستطلعَ المكنونَ النفسي وراءَ صفة الكمالية هذه في أفكار أصحابها لوجدناهم مساكينَ يعيشونَ في عالمٍ مرعبٍ من المثاليات والقواعد التي تدفعهم في كثيرٍ من الأحيان إلى الإحجام عن التجربة أو عن تعلم الجديد فهم لا يستطيعونَ تحملَ الخطأ لأنهم يجبُ ألا يخطئوا، واضحٌ طبعًا أن في ذلك انحرافًا عن الفطرة البشرية، بالرغم من أن هذه الصفة تبدأُ مع الإنسان من طفولته فقد تجـدُ في كل فصل دراسي طفلاً أو طفلين بهذا الشكل لكن الطفل بالطبع لا يقولُ لكَ أنهُ يعاني من الرغبة في الكمالية أو من الإحساس بعدم اكتمال الفعل لسببٍ بسيطٍ هوَ أن الطفل لا يدركُ أن ما لديه هو صفةٌ مرضية ولكنهُ يعتقدُ أنهُ كذلك يجبُ أن يكونَ الجميع، فتراهُ لرغبته في إدراك الكمال في أفعاله يقع فريسةً لكمٍّ كبيرٍ من القلق.
وقد عرضت عليَّ حالةٌ لطفلٍ في آخر السنة الأولى من التعليم الابتدائي لأنه رغم عدم وجود أي علاماتٍ على وجود نقص عقلي أو أي من الاضطرابات النمائية أو اضطرابات التعلم إلا أنهُ يعجزُ عن تعلم الحروف ما يزال، وظللتُ أحاولُ تفهم أسباب ذلك، فترةً غيرُ قصيرةٍ إلا أنني لاحظتُ شدةَ اهتمامه بهيئته وتناسق وتناغم مظهره كما لاحظتُ التزامهُ الزائد عن الحد بمواعيد جلساته النفسية حتى أن أمهُ اشتكت لي من شدة انفعاله وبكائه لأنهُ عرفَ صباح يوم الجلسة أن الطريق أمام بيتهم مغلقٌ للسيارات بسبب إعادة رصفه فكان يريدُ منها النزول به من البيت قبل الموعد بساعتين لكي يكونَ موجودًا في موعد الجلسة بالضبط ولما أخبرته الأم بأن عليها أن تعد حاجيات إخوته وأبيه لم يستطع تحمل القلق وتحمل إمكانية أن يتأخر فكان ما كان من ثورةٍ عارمة، ولعل هذا الموقف بالتحديد هو ما نبهني إلى سبب معاناة هذا الطفل فقد وصل به الخوفُ من أن يُخْطِأ أو ألا يستطيع الوصول إلى مستوى الكمال الذي يراه ضروريا إلى الإحجام عن الفعل أو التعلم في هذه الحالة خاصةً وأنهُ اتضح لي بعد ذلك أنهُ لا يقدم على تعلم لعب الكومبيوتر الجديدة إلا بعد فترة طويلة من ملاحظة الآخرين وهم يلعبونها لكنه يظل يلعبُ نفس اللعب القديمة التي أتقنها ولا يبدو عليه أنهُ يعرفُ شيئًا اسمهُ الملل كما قالت أخته التي تكبره بسنتين! بل إن ما يبدو متناقضًا كانَ تعليلهُ لعدم تنفيذ واجباته المدرسية لأنهم لا يعطونه الوقت الكافي لكي يستطيع عملها.
ولكن من المهم هنا أن نتساءَل عن رد فعل الأسرة التي تلاحظُ على طفلها الصغير أنهُ يحبُّ أن يتقنَ ما يعمل، ويريد أن يتمَّـهُ على خيرِ وجه، ويكونُ دائمًا حريصًا على ذلك فهوَ إذا فعل الشيءَ فعلهُ بشكلٍ مضبوطٍ وبالتالي هوَ يستذكرُ دروسهُ ويؤدي واجباته وكل ما يطلبُ منهُ بإتقانٍ، أليست هذه كلها صفاتٍ محمودةً سوفَ تعملُ الأسرةُ على تشجيعها وتقويتها؟؟؟ (خاصةً بالطبع في الحالات المعقولة التي لا تتعارضُ مع أداء الأفعال نفسه) وأليست هذه هيَ نفسُ الصفات التي يمكنُ أن تجعلَ من صاحبها طالبًا متفوقًا في دراسته ورجلاً متفوقًا في عمله؟؟
إذن فالكماليةُ يمكنُ أن تؤدي بصاحبها إلى أن يكونَ إنسانًا ناجحًا في حياته ومتفوقًا في عمله، ويمكنُ أن تؤدي به إلى تكرار ما يفعلهُ بصورةٍ مفرطةٍ إلى أن يستطيعَ الإحساس بأنهُ أدى الفعل بشكلٍ كامل، ويمكنُ أن تؤدي به إلى البطء الشديد سواءً في اتخاذ القرارات اليومية البسيطة ويمكنُ أن تؤديَ به إلى الامتناع عن الفعل تمامًا لكي لا يخطئ!، والفاصلُ بينَ الكمالية التي تخدمُ صاحبها وتلك التي تضيعهُ كثيرًا ما يكونَ بمثابة الشعرة الدقيقة.
المهمُّ أنَّ محاولات تقسيم مرضى اضطراب الوسواس القهري بناءً على نوعية أعراضهم قد خلصَ معظمها (Summerfeldt etal., 1999) إلى أن هناكَ بعدان جوهريان متعامدان ومستقلان (عن بعضهما البعض) إحصائيًّا Orthogonal Core Dimensions إلى حدٍّ كبير في مرضى اضطراب الوسواس القهري ويقفان خلفَ معظم أعراض اضطراب الوسواس، القهري كما يبدو أن علاقتهُ بالاضطرابات النفسية الأخرى وكذلك بعض العوامل المتعلقة بالأسباب Summerfeldt etal., 2000)a)إنما تختلفُ حسبَ وضع الشخص بالنسبة لهذين البعدين، وهذان البعدان هما: -1- الرغبةُ في اجتناب الخطرHarm Avoidance ويتعلقُ هذا البعد بمعنى الإحساس المتضخم بالمسؤولية وبالشعور بالذنب، واندماج الفكرة بالفعلة وكذلك التقييم المفرط للخطر إلى آخره وربما أيضًا بعدم الثقة في القدرة على مواجهة الكرب وكذلك بالاجترار الوسواسي وبالتصاحب المرضي مع اضطراب الاكتئاب الجسيم.
-2- الشعورُ بعدم الاكتمال "Incompleteness" ويتعلق هذا البعد بسمةِ الكمالية Perfectionism وبسمةِ التردد Indecisiveness وبالتصاحبِ المرضي مع اضطرابات نطاق الوسواس القهري ومع اضطراب الشخصية القسرية.
ويعتبرُ الشعورُ بعدم الاكتمال هوَ الرابطةُ ما بينَ اضطراب الوسواس القهري وما بينَ مجموعة سمات الكمالية من بين سمات الشخصية المختلفة ويمكنُ النظرُ إلى هذا الشعور بتمثيله على متصل معرفي وشعوري كما في الشكل نضعُ على طرفه البسيط سمات الكمالية الموزعة بين الأشخاص العاديين مرورًا بالشخصية القهرية الغير مضطربة ثم باضطراب الشخصية القسرية ووصولاً إلى اضطراب الوسواس القهري في أكثرِ الحالات من حيث شدةِ السمات القهرية Summerfeldt etal.,2000)b) ومثلُ هذا الفهم المتعلق بالمتصل إنما يعتبرُ مستمَدًّا إلى حد كبير من نظرية التحليل النفسي فهي التي كانت ترى في اضطراب الوسواس القهري تعبيرًا عن حالة الشخصية القسرية تحت ظروف الكرب.
وربما يكونُ في هذا التقسيم ما يوضحُ بعضَ الأمور التي لم تكن مفهومةً فمثلاً بعضُ مرضى اضطراب الوسواس القهري تبدو أعراضهم على علاقة ما بأعراض الشخصية القسرية بينما بعضهم ليسوا كذلك ولعلَّ النوعَ من مرضى الوسواس القهري الذين تكونُ الكماليةُ وعدم الشعور بالاكتمال في جوهر أعراضهم هم الذين لهم علاقة باضطراب الشخصية القسرية بينما يكونُ المرضى الآخرونَ الذين تكونُ مفاهيم الشعور المتضخم بالمسؤولية والرغبة في تجنب الخطر هيَ جوهر أعراضهم لهم علاقةٌ ببقية أنواعِ المجموعة القلقة أو الخوافة Cluster C من مجموعات اضطرابات الشخصية إلا أن هذا الكلام بالطبع إنما يعبرُ عن وجهة نظرٍ شخصيةٍ لي ربما تمكنتُ يومًا ما من إثباتها بالبحث العلمي لكنني الآن ما زلت في مرحلةٍ أحاولُ فيها الفهم.
المراجع: 1. وائل أبو هندي (2003): الوسواس القهري من منظور عربي إسلامي، عالم المعرفة إصدار يونيو 2003 عدد 293.
2. Summerfeldt, L.J., Antony, M.M., & Swinson, R.P. (2000)b: Incompleteness: A link between perfectionistic traits and OCD. In P.J. Beiling (Chair), Perfectionism and Psychopathology: Linking Personality and Dysfunctional Behaviour. Symposium conducted at the the 34th annual meeting of the A ABT, New Orleans, USA , November,2000. “Quoted from http://www.trentu.ca/ psychology/ lsummerfeldt/abstracts.html”
3. Summerfeldt, L.J., Richter, M.A., Antony, M.M.& Swinson, R.P.(2000)a: Beyond types: Examining the evidence for a dimensional model of OCD. In M.T. Pato (Chair), OCD subtypes. Symposium conducted at the 153rd Annual Meeting of the APA, Chicago May 2000. “Quoted from http://www. trentu.ca/ psychology/lsummerfeldt/abstracts.html”
4. Summerfeldt,L.J., Richter,M.A., Endler,N.S. etal (1999): Decision making & cognitive organization in OCD: The role of subtypes. Presented at the 33rd annual meeting of the Association for Advancement. of Behavior Therapy, Toronto, Ontario, Canada, Nov,1999.“Quoted from http://www.trentu.ca/ psychology/lsummerfeldt/abstracts.html”
الكاتب: أ.د وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 29/05/2010
|
|