إغلاق
 

Bookmark and Share

علاج وسواس الوضوء والصلاة معرفيا وسلوكيا مشاركة ::

الكاتب: أ. رفيف الصباغ
نشرت على الموقع بتاريخ: 18/08/2010


أرسلت مها (21 سنة، طالبة، مصر) تقول:

علاج وسواس الوضوء والصلاة معرفيا وسلوكيا

أنا أعاني من نفس الوسواس...
لكن أنا تقريبًا في تحسن ملحوظ، فقللت من إعادتي للصلاة وأصبحت شبه معدومة..
لكن بعد ما تخلصت من هذا النوع من الوسواس.. أصبح يوسوس إليّ أنني لم أؤدي صلاتي
فمثلًا يقول: أنا لم أصلِّ صلاة الظهر... ولا أذكر شيئًا إلا أني فقط أتممت الصلاة. ولا أتذكر موقف أنني صليت هذه الصلاة...
ولكن في حالة عدم إتياني لهذه الصلاة أعرف أنني لم أصلِّ وأكون متأكدة.. حتى كثيرًا أسأل أختي عندما نصلي في جماعة أقول لها: هل أتممنا صلاة العصر مثلًا.. تقول: نعم.
أتذكر أنني صليت ولا أتذكر أي موقف للصلاة لذلك أسألها.. وكثيرًا وكثيرًا أسألها، وتقول لي: لماذا تنسين؟..
ماذا أفعل.. هل أجلس أفكر أفكر، وأعيد وأعيد حتى أتذكر كل موقف.. أم لا؟..
شكرا لك.

12/8/2010

أهلًا بك يا أخت مها وبسؤالك؛
قد سرّني أنك تغلبت على نوع صعب من أنواع الوساوس، وأحزنني أنك انتقلت منه إلى وسواس آخر!
إن هذا الانتقال من وسواس إلى آخر يحصل مع الموسوسين، فلا تجزعي وجهزي نفسك من أجل أن تثبت قدرتها على مقاومة الوسواس هذه المرة أيضًا...
ولو دققت في كلا الوسواسين لوجدتهما يعودان إلى أصل واحد وهو شعورك بأنك لم تبرئي ذمتك من الصلاة المفروضة التي فرضها الله تعالى عليك، فتارة تشكين في عدم اكتمالها وهو يعني في النتيجة أنك لم تؤدها. وتارة تظهر هذه النتيجة فورًا فتشكين بأدائك للصلاة من أصلها! ولو نظرت إلى وساوس الصلاة كلها لوجدتها تدور حول هذه النقطة، وهي: شعور الموسوس أن ذمته لم تبرأ من الصلاة، فيظل يعيد ويعيد إلى أن يشعر أنها برئت.

وبما أنك عرفت أن هذا مرض، فإن الله تعالى رخص للمريض الموسوس برخص رحمة به، وهي أن يخفف على نفسه ويتصرف رغم كل شكوكه على أنه أدى الصلاة التي يريدها الله تعالى منه. لهذا فالله تعالى لن يعذبه بل سيثيبه على طاعته إياه واتباعه للأحكام التي طلبها منه كموسوس.

لهذا فوسواسك الجديد يقاوَم بنفس الطريقة التي قاومتِ بها الوسواس القديم. قولي: أنا صليت. وقاومي رغبتك في الإعادة. كذلك قاومي رغبتك في سؤال من حولك للتأكد، بل قومي بإيصائهم ألا يجيبوك أكثر من مرة!
كذلك اقتصري على أداء الفرائض دون السنن حاليًا، بحيث يكون مجرد تذكرك أنك أديت صلاة ما، يعني أنك أديت الفرض، إذ إنك لم تؤدي غيره قطعًا! وهذا سيريحك. وبعد أن يخف وطء الوسواس الجديد عليك يمكنك أن تعودي لصلاة السنن.

وأطمئنك أن الموسوس لا يشك في الفعل إلا بعد أن يقوم به، بدليل أنك إذا لم تصلي تكونين متأكدة تمامًا من ذلك. فاعلمي: أنك إذا شككت في الصلاة فهذا يعني أنك أديتها وأن ذمتك برئت منها! وأن الله تعالى لن يؤاخذك إذا لم تعيديها.

إن الصلاة أمر يسير طلبه الله تعالى من المسلم ليكرمه بها، وليست بهذه الصعوبة التي تجعل من المستحيل معرفة عدد ركعاتها، أو الحفاظ عليها من المبطلات، أو تذكر أدائها. إنها عمل سهل، وانظري كيف يؤديها غير الموسوسين بمنتهى اليسر ويتذكرون أنهم أدَّوْها، وأنت لست أضعف منهم قدرة!
فكوني مسترخية تمامًا منذ توجهك إليها إلى انتهائك منها، لأنك قادرة فعلًا على إبراء ذمتك منها أمام الله تعالى، وعلى أدائها على النحو الصحيح...
كوني واثقة من هذا، وأهملي سائر وساوسك، وعيشي حياة هانئة...
أسال الله تعالى أن يعينك على التطبيق، وأن يدخل الطمأنينة إلى قلبك، ولا تخافي فمن هزم أول وسواس قادر على أن يهزم جميع الوساوس...



الكاتب: أ. رفيف الصباغ
نشرت على الموقع بتاريخ: 18/08/2010